أكدت الباحثة في الأمن السيبراني بجامعة طيبة الدكتورة فاطمة الحربي أن الأمن السيبراني أصبح درعًا وسيفًا للأطفال في ظل جائحة كورونا حيث اضطر الأطفال لتلقى دروسهم التعليمية عن بعد، داعية إلى حماية الأطفال من انتهاكات الخصوصية والابتزاز والتنمر مشيدة بالمجهودات التي يبذلها الأمن السيبراني في المملكة من أجل حماية الأطفال في الفضاء السيبراني حيث وقعت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني السعودية اتفاقية شراكة إستراتيجية مع وكالة الأممالمتحدة المتخصصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات «الاتحاد الدولي للاتصالات» لإطلاق البرنامج العالمي لحماية الأطفال وتمكينهم في الفضاء السيبراني. وقالت ل»المدينة»: إن من بين الجرائم السيبرانية الاحتيالية على الأطفال إرسال رسالة للأطفال المشاركين في التعليم عن بعد تخبرهم بحدوث عطل في التطبيق المستخدم وتطالبهم بالدخول على الرابط المرفق بالرسالة، وبالضغط على الرابط يتم انتهاك خصوصية الجهاز وبالتالي سرقة بيانات الطفل، ويتم ابتزازه، وبينت أن الأمن السيبراني في المملكة اعتمد عدة برامج من أجل حماية الأطفال من بينها إقامة ورش تعليمية عن بعد تهدف لترسيخ الوعي لدى الأطفال حتى لا يكونوا فريسة سهلة للقراصنة الإلكترونيين الذي وصل بهم الحال استغلال لعب الأطفال وتطبيقات الألعاب لممارسة الاحتيال والابتزاز. مجتمع واعٍ سيبرانيًا وأشارت إلى أن جامعة طيبة أطلقت مبادرة تطوعية باسم «مجتمع واعٍ سيبرانيًا» برعاية رئيس الجامعة الدكتور عبدالعزيز السراني وبإشرافها لتعزيز الحماية والوعي بالأمن السيبراني من خلال دعم الأطفال والآباء للتوعية بالمخاطر والتهديدات السيبرانية، وستطلق أولى حملاتها والتي هي بعنوان «عينك عليهم» في الأيام المقبلة. وقالت الحربي: «على الرغم من أن هذه التهديدات السيبرانية يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة، إلا أنه من السهل تجنبها وأفضل طريقة يمكن للوالدين من خلالها حماية أطفالهم وأنفسهم هي من خلال التعليم والتوعية، ومن أجل ذلك، نرى أن هناك جهودًا جبارة تقوم بها العديد من المنظمات العالمية والمحلية في هذا الشأن حيث قامت عدد من الدول مثل (دول الاتحاد الأوروبي، أمريكا، السعودية وغيرها) بتخصيص شهر أكتوبر من كل عام ليكون شهر التوعية بالأمن السيبراني، أيضًا، قامت العديد من الجهات المحلية (مثل الهيئة الوطنية للأمن السيبراني وقوى الأمن الداخلي ومؤسسة التنمية الأسرية وغيرها) بعمل حملات تطوعية لتوعية المجتمع السعودي بمخاطر الهجمات السيبرانية وطرق التصدي لها. مواقع التواصل والهندسة الاجتماعية وأكدت أنه كلما زادت المعلومات التي يمتلكها المخترق، كلما زادت فرصه في خداع الضحية والقيام بهجمته السيبرانية بنجاح للأسف، وتوفر منصات التواصل الاجتماعي لهؤلاء المجرمين العلف الذي يحتاجون إليه للقيام بهجماتهم واستهداف ضحاياهم، يعتبر الأطفال والمراهقون أهدافًا أسهل من الراشدين والوالدين لأنهم لا يعرفون كيفية حماية معلوماتهم أو يتجاهلونها، وإذا قام المخترق بجمع هذه الإحصائيات المذهلة والمنشورات المتكررة وتحديثات الحالة، فسيكون لديه معلومات كافية ووافية للقيام بالهندسة الاجتماعية لارتكاب هجمة سيبرانية ناجحة. حسب تقرير نشرته شركة PurpleSec لهذا العام (2021)، فإنه 98% من الهجمات السيبرانية كانت بسبب الهندسة الاجتماعية. 75 % من الأسر لدى أطفالها هواتف ذكية أضافت: إنه وفقًا لاستطلاع أجري من قبل شركة digicert العالمية، 75% من الأسر التي لديها أطفال ومراهقون لديها هواتف ذكية وأكثر من 50% لديها أجهزة لوحية (Tablets)، ووفقًا لدراسة أخرى فإن 93% من المراهقين لديهم جهاز كمبيوتر من خلال الوصول السهل والمستمر والكثير من وسائل الترفيه -وسائل التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو والأفلام والألعاب المجانية عبر الإنترنت- فلا عجب أن يقضي الأطفال والمراهقون ما لا يقل عن ساعة ونصف يوميًا على شبكة الإنترنت. ضحايا الهجمات السيبرانية واستطردت: «بالنسبة لنا كراشدين وآباء وأمهات، فإننا ندرك خطورة التهديدات الكامنة على الإنترنت: نحن نعلم أنه لا يمكن أن نصبح أصدقاء مع الغرباء على وسائل التواصل الاجتماعي أو ننقر على الإعلانات للحصول على هدايا مجانية ونقع ضحية للتصيد الالكتروني (Phishing)، على سبيل المثال، أما بالنسبة للأطفال، فإنه على الرغم من أنهم قد يبدون وكأنهم مبرمجون مسبقًا ولديهم القدرة على التعامل مع جميع المنتجات التقنية، إلا أنهم ما زالوا يفتقرون إلى الخبرة والمعرفة».