*مدير إدارة الأمن السيبراني و التدريب بشركة بنود السعودية. أختتمت قبل أيام فعاليات المنتدى الدولي للأمن السيبراني بتنظيم من الهيئة الوطنية للأمن السيبراني و بحضور تجاوز أكثر من 1000 مختص و مختصة من جميع دول العالم و تحت سقف واحد بالعاصمة الرياض. لمدة يومين متتاليين تم خلالها مناقشة و مشاركة الخبرات العلمية و العملية بين جميع القطاعات من هيئات حكومية و وزارت و قطاعات عسكرية، مالية بنكية بما في ذلك القطاع الخاص . و أبرز ما جاء في إفتتاحية المنتدى تبني مبادرتين تعنى و تهتم بحماية الأطفال في الفضاء السيبراني و تمكين المرأة في ذات المجال. و بعد هذا الحدث الدولي نتطلع أنا و غيري من زملاء المهنة أنه لا خوف بعد رعاية الله و حفظه من التحديات على مستوى حوكمة أمن المعلومات و قواعد البيانات الحساسة من مغبة التهديدات و الهجمات السيبرانية المفاجأة التي تهدد القطاعات الحساسة لا سيما القطاعات البنكية و المالية و التي تعتبر في الوقت الحالي و المستقبل القريب النوع الجديد من الحروب بين الدول فيما بينها عن طريق الفضاء السيبراني بواسطة شبكة الإنترنت عوضا عن الحروب التقليدية الأرضية المتعارف عليها. في الوقت الذي يتزامن مع خطة التحول الرقمي 2020 و إنتقال أغلب القطاعات الحكومية لخدمات الحوسبة السحابية لتسهيل الخدمات على المواطنين و المقيمين عن طريق منصات القطاعات الحكومية. و الآن و بعد تظافر الجهود بمشاركة الخبرات الدولية و صقل الكفاءات الوطنيه الحالية و الأجيال القادمة بالتدريب و التطوير و التمكين سيتم العمل جنباً إلى جنب بالتوازي لصد الهجمات السيبرانية المتزايدة مع تغير التقنيات الحديثة المتسارعة و الحاجة الملحة لمواكبتها من أي تهديدات و مخاطر تهدد الأمن القومي لمملكتنا الحبيبة الأمر الذي سينعكس أثره على تشكيل جدار ناري بشري لا يمكن إختراقه بسهولة. عدا ذلك لا سمح الله فبالكاد أن دور فريق عمل الإستجابة للحوادث و التحقيقات الجنائية الرقمية، خطط التعافي من الكوارث و إستمرارية الأعمال سيتم تفعيلها و محاكاتها بالشكل المطلوب حسب أفضل الممارسات الدولية. و من آهم التوصيات و مخرجات هذا المنتدى تلخصت فيما يلي: 1- تحفيز صناعة مزدهرة للأمن السيبراني و ذلك بتوفير الدعم المالي، الفني و الإسترشادي للمشاريع الناشئة لرواد الأعمال لا سيما الشركات و المؤسسات المتوسطة و الصغيرة. 2- دعم تطوير كوادر وطنية مؤهلة في الأمن السيبراني و تسليط الضوء على المرأة السيبرانية محليا و عالميا. و التطلع لتطوير مسارات التعليم العالي و المهني بهدف إيجاد كوادر مؤهلة للتعامل مع تحديات الأمن السيبراني المستقبلية. 3- تثقيف المجتمعات لتكون واعية و مسئولة سيبرانياً من خلال عقد حملات التوعية العامة و تشجيع الجهود الرامية إلى تكثيف التوعية الأمنية. لا سيما التنشئة الآمنة للأطفال. 4- تطوير الصمود السيبراني على المستوى الدولي بتظافر الجهود الدولية المشتركة للإرتقاء بأفضل ممارسات الأمن السيبراني و تقليل أو تجنب المخاطر على المستوى الدولي. 5- تعزيز قدرات سيبرانية عالمية و شاملة بتعزيز الدعم للدول ذات القدرات المحدودة في الأمن السيبراني و تأسيس شراكات إقليمية في هذا الجانب. و ختاما نشكر الهيئة الوطنية للأمن السيبراني على حسن الضيافة والجهود المبذولة في الدعم غير منقطع النظير و السعي لحماية البنى التحتية من أي تهديدات و مخاطر تهدد الأمن القومي للمملكة العربية السعودية حفظها الله من كل مكروه و أدام عليها نعمة الأمن و الأمان اللهم آمين.