أشاد مجموعة من الخبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات والبرمجة بالمجهودات التي يبذلها الأمن السيبراني في المملكة من أجل حماية الأطفال في الفضاء السيبراني، مؤكدين ل"البلاد" أن الأمن السيبراني أصبح درعا وسيفا للأطفال من انتهاكات الخصوصية والابتزاز والتنمر التي انتشرت ولا سيما في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، حيث اضطر الأطفال لتلقى دروسهم التعليمية عن بعد. تعزيز عمليات الحماية وعلق سامح بهاء الدين الخبير بمجال تكنولوجيا المعلومات والبرمجة على توقيع الهيئة الوطنية للأمن السيبراني السعودية اتفاقية شراكة استراتيجية مع وكالة الأممالمتحدة المتخصصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات «الاتحاد الدولي للاتصالات» لإطلاق البرنامج العالمي لحماية الأطفال وتمكينهم في الفضاء السيبراني، بأن الأمن السيبراني بالمملكة يهدف من خلال الاتفاقية إلى تعزيز عمليات الحماية التي يقوم بها للأطفال مع انتشار جرائم التنمر على مواقع التواصل الاجتماعي والابتزاز واستغلال ضعاف الأنفس التعليم للبعد من أجل جني أموال من خلال تلك الممارسات. وأضاف أن القيادة في المملكة استشعرت مبكراً ضرورة حماية الأطفال في الفضاء السيبراني، حيث وجه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتبني مبادرة، معنية بحماية الأطفال في العالم السيبراني والتي أعلن عنها في المنتدى الدولي للأمن السيبراني الذي تم تنظيمه في الرياض خلال شهر فبراير 2020م. وأكد أنه من بين الجرائم السيبرانية الاحتيالية على الأطفال هو إرسال رسالة للأطفال المشاركين في التعليم عن بعد تخبرهم بحدوث عطل في التطبيق المستخدم وتطالبهم بالدخول على الرابط المرفق بالرسالة ، وبالضغط على الرابط يتم انتهاك خصوصية الجهاز وبالتالي سرقة بيانات الطفل، ويتم ابتزازه. ترسيخ الوعي لدى الأطفال أما سكينة رشيد الخبيرة في مجال التقنية، فتؤكد أن المملكة حرصت من خلال الأمن السيبراني وتوقيعها على عدد من اتفاقيات لحماية الأطفال في الفضاء السيبراني، على تمكين الأطفال في الفضاء السيبراني، وبناء وصقل القدرات اللازمة لحماية الأطفال، وتوفير إرشادات لحمايتهم. وأضافت أن الأمن السيبراني في المملكة اعتمد عدة برامج من أجل حماية الأطفال من بينها إقامة ورش تعليمية عن بعد تهدف لترسيخ الوعي لدى الأطفال حتى لا يكونوا فريسة سهلة للقراصنة الإلكترونيين الذي وصل بهم الحال استغلال لعب الأطفال وتطبيقات الألعاب لممارسة الاحتيال والابتزاز. التصدي لممارسات القرصنة ومن جانبه، قال وليد عبد الصمد الخبير في مجال حماية أمن المعلومات، إن الأمن السيبراني في المملكة تبنى استراتيجية محددة منذ إنشائه ، تتمثل في إيجاد فضاء سيبراني آمن وموثوق فيه يمكن النمو والازدهار ، الأمر الذي ساهم وبشكل كبير في تعزيز قوة الاقتصاد السعودي وتنميته. وأضاف أن حماية الأطفال في الفضاء السيبراني كان جزءاً من هذه الاستراتيجية وخاصة عقب جائحة فيروس كورونا المستجد التي أجبرت العديد من الطلاب على التعلم من بعد واستخدام الشبكة العنكبوتية بشكل يومي وهو ما قد يدفع قراصنة الانترنت إلى انتهاز هذا الواقع من أجل ممارسة الابتزاز وسرقة البيانات والمعلومات. وأشار إلى أنه خلال جائحة كورونا انتشر ما يعرف بالفدية السيبرانية وهو أن تدفع الضحية مبلغا ماديا للهاكرز من أجل عدم نشر البيانات أو استعادتها مرة أخرى، الأمر الذي دفع الأمن السيبراني في المملكة إلى تكثيف جهوده خلال الجائحة لوقف مثل هذه الممارسات والتعاون مع الشركات الكبرى للاستفادة من خبراتها في صد مثل هذه الهجمات والعمل على توعية المواطنين ومستخدمي الشبكات العنكبوتية على كيفية التصرف في حال التعرض لمثل هذا الموقف.