المسكنات الدوائية هي الحل السحري - بالنسبة للكثيرين - لكل آلام الجسم، خاصة الصداع، وآلام الظهر والمفاصل، ومع الوقت وكثرة الاستخدام غير المنطقي وبدون وصفات طبية، يتحول المسكن من صديق إلى عدو، فما هو السبب يا ترى؟ قابلنا الصيدلي الدكتور صبحي الحداد مستشار إعلام صحي، للحديث أكثر عن المسكنات وأضرارها وإدمان البعض منها، وبحثهم المحموم عنها في كل مكان، حتى وصل البحث عنها عند الجيران والمعارف وفي الأسواق السوداء! في البداية قسم الدكتور الحداد المسكنات بشكل عام إلى قسمين رئيسيين: مسكنات مخدرة وغير مخدرة. وتحت المسكنات المخدرة: يقع المورفين والكودايين ومشتقاتهم وغيرهم، ولها معاملة خاصة كتخدير العمليات والإبر، وما يصرف منها لا يصرف إلا بوصفة طبية، ومن ضمنها الكودايين، وهي مادة توجد في السولبادين الفوار والكبسول، وحتى الفيفادول بلس. والمسكنات الغير مخدرة: مثل الديكلوفينات والاسبرينات والتي لا تسبب إدمان ولكن تضر الكبد والكلى، ومن ضمنها البنادول والفيفادول والأدول. وبعد هذا التصنيف يتضح سبب إدمان الكثيرين على السولبادين الفوار فمادة الكودايين وهي مادة مخدرة موجودة بكميات قليلة جدا داخل الدواء، ولكن مع الاستخدام الخاطئ والذي يتعدى أوقات العشرين قرص يوميا يصل المستخدم إلى مرحلة إدمان ولا يمكنه الاستغناء عنه، حيث أن الحد الأقصى يوميا للاستخدام يجب ألا يزيد بأي حال من الأحوال عن ثمانية أقراص يومياً. وعند سؤاله عن الأسبرين، وهل هو مفيد لكبار السن فعلا كما يشاع، نفى الدكتور صبحي الحداد هذه الإشاعة نفيا قاطعا، مؤكدا أن الاسبرين عند أخذه بشكل اعتباطي وبدون الحاجة الحقيقية له قد يسبب قرحات أو نزيف في المعدة أو نزيف من الأنف أو لا قدر الله نزيف داخلي لا يرى بالعين، وأن جملة (بعد الأربعين خذ حبة أسبرين) ما هي إلا جمل "واتس آب" وإشاعات لا تمت للطب بصلة. ورفض الحداد الاعتماد على معلومات "الانترنت" في التشخيص والمعالج أو ما أطلق عليه طبابة "قوقل" شكلا وموضوعاً، داعيا المرضى إلى استشارة الأطباء، الذي هم أهل الاختصاص ومن يعرفون أبعاد المشكلة، وعند كتابتهم للأدوية، يضعون في حساباتهم ما الذي سيؤثر في الجسم وما هي الأعراض، وكيف يختلف جسم إنسان عن الآخر حسب التاريخ المرضي، وعمر المريض ووزنه، والمعلومات الكثير التي تؤدي إلى وصفة طبية خاصة بهذا المريض وتختلف لآخر مؤكدا أن الآثار الجانبية للأدوية المسكنة ترتبط بنوع المسكن، والمدة الزمنية التي يتناول فيها الشخص لهذا المسكن، ويتسبب الإفراط في تناولها، وبخاصة الأنواع غير الآمنة، في العديد من الأضرار، والتي يمكن أن تصل إلى الإصابة ببعض الأمراض، وتظهر على الشخص المفرط في تناولها بعض الأعراض، كالغثيان والقيء والإمساك وجفاف الفم والنعاس، وتعتبر المعدة والأمعاء أكثر الأعضاء تأثراً بالمسكنات؛ وربما سببت الإصابة بالقرحة ونزيف في المعدة والأمعاء، ويتعرض مرضى الجهاز التنفسي لخطر شديد بسبب الإكثار من المسكنات؛ حيث تتضرر الرئتين، ويصاب المريض بضيق في التنفس، وبالذات لهؤلاء الذين يدمنون المسكنات ولا يستغنون عنها عند الشعور بأي ألم، ويمكن أن تسبب المسكنات أزمات صحية شديدة لهم، ومشاكل في الرئة والجهاز الهضمي. ويضيف الحداد أن الإفراط في تناول المسكنات يسبب مشاكل للقلب والأوعية الدموية، وكذلك الجلطات والسكتات الدماغية، كما أنه من الممكن أن يتسبب بتليف وفشل الكبد، وفشل كلوي، وتؤثر الأدوية المسكنة في العظام والعضلات، وتمثل خطورة على المرأة الحامل، ومن الممكن أن تتعرض الحامل للإجهاض. ويوصي الصيدلي صبحي الحداد، الجميع بعدم أخذ أية أدوية أو مسكنات دون الاستشارة الطبية، حيث أن الأدوية هي كنوز ونعم أوجدها الله لنا، ولكن استخدامها الخاطئ قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الجسم، تنفي أي فائدة من هذه الأدوية.