أدلت فرانسيس هوغن، الموظّفة السابقة في فيسبوك، بشهادتها يوم الثلاثاء أمام مجلس الشيوخ الأميركي حول قيام "فيسبوك" بتجاهل تحذيرات داخلية متعلّقة بنشر محتوى مزيّف ومؤذي. وعرفت هوغن، الموظّفة السابقة في "فيسبوك"، بقيامها بتسريب وثائق سرية حول شكل تعامل عملاق التكنولوجيا "فيسبوك" مع الأدلة على وجود معلومات مزيفة تنتشر على المنصة، بالإضافة الى معلومات أخرى مؤذية وخطيرة تم نشرها وتجاهلت الشركة محتواها. وقالت هوغن "الخيارات الخاطئة التي تتخذها قيادة شركة فيسبوك قد تكون خطيرة للغاية وتضر بأطفالنا، والسلامة العامة، والديموقراطية" وأعادت شهادة هوغن أمام مجلس الشيوخ "فيسبوك" للواجهة بعد يوم من انقطاع التطبيق عن العمل لساعات، حيث تواجه الشركة انتقادات من أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس. ويرى الديموقراطيون في الكونغرس أن فيسبوك يسمح لخطاب الكراهية والمعلومات المضللة والعنصرية بالانتشار على الشبكة، بينما يرى الجمهوريون أن "فيسبوك" ومنصات أخرى تمنع المحافظين واليمين من التواجد على الشبكة. وافتتح عضو مجلس الشيوخ الديموقراطي ريتشارد بلومنتال الجلسة بشكر فرانسيس هوغن على ما وصفه ب" المواجهة الشجاعة لعملاق تكنولوجي هو الأضخم في العالم". وقال بلومنتال في جلسة الاستماع: "من بين ما تم الكشف عنه، معلومات أكّدت للكونغرس بشكل صريح أن فيسبوك روّج لمعلومات ومنتجات تضر بالمراهقين ولم يتراجع عنها الموقع حتى بعد أن تأكّد من ضررها". وأضاف "بعد أن قرأت الوثائق، تأكّدت أن فيسبوك تفضّل جني الأرباح على تجنيب الاطفال منتجات قد تضر بهم، وقد تؤثّر سلباً على صحّتهم النفسية، بما في ذلك زرع الشعور بعد الامان ورفض الذات لدى الأطفال والمراهقين، ما يجعل أطفالنا ضحايا لفيسبوك لأجيال قادمة". كما دعا بلومينثال، مارك زوكيربيرغ، الرئيس التنفيذي لفيسبوك للمثول أمام الكونغرس للادلاء بشهادته والاجابة على تساؤلات المشرّعين. وقال بلومنتال إن مكتبه أجرى تجربة، حيث أنشأ حسابًا مزوراً يدّعي أنه لفتاة تبلغ من العمر 13 عامًا، وقام الحساب بمتابعة بعض الصفحات المهتمة بالأنظمة الغذائية، لتقوم خوارزمية انستغرام وفيسبوك بإغراق "نيوز فيد" الحساب بالمنشورات حول الجسم المثالي واضطرابات الأكل، ومنشورات أخرى تشعر المراهقين بعدم الرضا عن الذات، وتدخلهم في بعض الأحيان في دوامة من المشاعر المؤذية. وفي كلمتها أمام مجلس الشيوخ الأميركي، يوم الثلاثاء، قالت فرانسيس هوغن، أن المواقع الالكترونية الضخمة وفي مقدّمتها فيسبوك تملك طرقاً لجعل المنصة أكثر اماناً إلا أن هدف جني "أرباح فلكية من الناس" هو أكثر أولوية لهم من جعل المنصة امنة. وقالت هوغن أنها قرّرت التحدّث علناً لأنها رأت في "فيسبوك" ضرر كبير للأطفال وعامل أساسي في تعزيز انقسامات المجتمع الأميركي واضعاف الديموقراطية. مضيفةً "انضممت الى فيسبوك لأنني أردت أن تكون المنصة قادر على إبراز أفضل ما لدينا، ولكن للأسف الشركة لا تفعل ما يجب فعله لجعل فيسبوك وانستغرام أكثر أماناً". وتابعت هوغن "الوثائق التي قدمتها للكونغرس تثبت أن فيسبوك ضلل الجمهور مرارًا وتكرارًا حول ما تكشفه أبحاثه الخاصة عن سلامة الأطفال، وفعالية أنظمة الذكاء الاصطناعي، ودورها في نشر الانقسام والتشتت ورسائل التطرّف" مردفةً "أقول كل هذا لأنني أعتقد أن كل إنسان يستحق العيش بكرامة ويستحق معرفة الحقيقة" كما دعت الكونغرس للتحرّك بسرعة لمواجهة الأزمات التي يتسبب بها "فيسبوك". انتقد عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي قيام مارك زوكيربيرغ، الرئيس التنفيذي ل"فيسبوك"، برحلة بحريّة على متن قاربه الخاص، بينما يناقش الكونغرس خطورة منصة "فيسبوك" على الأطفال والمراهقين. وقبل ساعات من جلسة الكونغرس، نشر مارك زوكيربيرغ على صفحتيه في "فيسبوك" و "انستغرام" مقطعاً لزوجته، الدكتورة بريسيلا تشان، على متن قاربهم الخاص في رحلة بحرية وهي ترتدي نظارات Ray-Ban الذكية الجديدة