كان إعلان سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، بإطلاق مشروع «إعادة إحياء جدة التاريخية» ضمن برنامج تطوير جدة التاريخية الذي يهدف إلى تطوير المجال المعيشي في المنطقة لتكون مركزاً للأعمال وللمشاريع الثقافية، ومقصداً لروّاد الأعمال الطموحين، بمثابة الفرحة للجميع، فقد حظيت هذه المنطقة التاريخية الأنيقة بوقفات سمو ولي العهد ودائماً قراراته تهدف للخروج بالوطن إلى أفق أوسع وأكثر انفتاحاً، ويكفي اطلاعه ومعرفته بالإرث الحضاري والمكتسبات التراثية فكانت الخطوة الرائدة لجدة التاريخية، وقبل فترة وجّه ولي العهد بترميم 56 مبنى من المباني الآيلة للسقوط بتاريخية جدة بمبلغ 50 مليون ريال كمرحلة أولى، وبذلك أعطى سموه بعداً استثنائياً لجدة التاريخية وحوّلها إلى ملحمة تاريخية في كل شي، واليوم يأتي هذا القرار الجديد للمنطقة التاريخية لحرصه على الحفاظ على المواقع التاريخية وصوْنها وتأهيلها، تحقيقًا لرؤية 2030 وبما يعكس العمق العربي والإسلامي للمملكة كأحد أهم ركائز الرؤية، ويبرز هذا القرار المَعالم التراثية التي تحفل بها المنطقة، بوصفها موقعاً تاريخياً لا مثيل له في المملكة، باحتوائها على: أكثر من 600 مبنى تراثي، و36 مسجداً تاريخياً، وخمسة أسواق تاريخية، والمواقع ذات الدلالات التاريخية المهمة مثل الواجهة البحرية القديمة التي كانت طريقاً رئيسة للحجاج، وبهذه الوقفة فإن جدة التاريخية تعيش حالة من الحب بعد أن حظيت بهذا الدعم من سمو ولي العهد الذي سيعيدها إلى واجهة الحضارة العالمية بتصاميم مبانيها ورواشينها وتراثها المتنوع وهي تحتضن أشهر مساجدها مسجد الشافعي والذي يعود تاريخ بنائه إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب قبل أكثر من 1300 عام. فهنا جدة العتيقة المشرقة، وكانت القوافل والحكايات والروايات تنسج تفاصيل هذه المدينة الجميلة لرسم لوحة فنية اجتماعية من المنظومة الحياتية لحياة العوائل التي عاشت بين حاراتها وأماكنها العتيقة وتشربت من هوائها المعجون بالحب والفطرة وأبنائها الذين كانوا يلعبون بين أزقتها المتعرجة ويكتبون فوق جدرانها عبارات تؤرخ ذكرياتهم الطفولية وكأنهم يخاطبون الحنين البعيد في صورة قصة حب للتاريخ الذي يتذكره الآن مَن عاشوا تلك الفترة الزمنية. ومن هذا المنطلق كان إبراز أهمية المنطقة تاريخياً وثقافياً والمساهمة في المحافظة عليها، ونقل الصورة الأصيلة التي كان يعيشها الآباء والأجداد، والاهتمام بتعزيز الموروث الثقافي والتعريف بالقيمة التاريخية والتحفيز على الاهتمام بالمنطقة وإعادة إحيائها.