فيما يترقب العالم إعلان حركة طالبان تشكيلة الحكومة الأفغانية الجديدة برئاسة الملا عبدالغني براذر، رجحت مصادر مسؤولة أن يتولى الملا يعقوب منصبًا رفيعًا، شأنه في ذلك شأن الملا عباس، وأن يتفرغ الملا هبة الله أخوند زادة لزعامة السلطة الدينية. وعادت طالبان إلى السلطة بعدما أطاح بها تحالف بقيادة الولاياتالمتحدة قبل عشرين عامًا، ووعدت حركة طالبان بتشكيل حكومة «شاملة»، وضاعفت منذ دخولها كابول في 15 أغسطس، التصريحات الهادفة إلى طمأنة السكان والمجتمع الدولي. لذلك فإن تشكيل حكومة جديدة ستكون بمثابة اختبار للرغبة الحقيقية في التغيير التي أظهرتها الحركة الإسلامية التي اتسم عهدها الأول (1996-2001) بسياسة وحشية تجاه النساء والمعارضين. وقد تبقى الدعوة إلى إدماج النساء في الحكومة الجديدة غير مسموعة في ضوء التصريحات الأخيرة، حيث قال ستانكزاي مدير مكتب الحركة في الدوحة لإذاعة «بي بي سي» الناطقة بلغة البشتون: إن النساء سيتمكنّ من مواصلة العمل لكن «قد لا يكون لهن مكان» في الحكومة المستقبلية أو في مناصب أخرى رفيعة. ودفع هذا الاحتمال ناشطات أفغانيات للنزول إلى الشوارع، وشاركت حوالى 50 امرأة في تظاهرة ندر مثيلها للمطالبة بحق العمل والاحتجاج على تغييب المرأة عن مؤسسات الحكم في هرات وهي مدينة كبيرة في غرب أفغانستان قرب الحدود الإيرانية. ومن بين السيناريوهات المحتملة المتداولة، يتوقع أن يمارس زعيم طالبان الملا هبة الله أخوند زادة السلطة العليا كزعيم ديني للبلاد، وفقًا لقناة تولو نيوز التلفزيونية الأفغانية الخاصة. ووردت العديد من الأنباء الإيجابية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية التي ساهمت في التخفيف من قتامة الصورة إلى حد ما، فأعلنت شركة ويسترن يونيون للحوالات المالية الخميس استئناف عملها في البلاد، ويعتمد العديد من الأفغان على الأموال التي يرسلها أقاربهم في الخارج. وأعلنت شركة طيران أفغانية أولى هي «أريانا للخطوط الجوية الأفغانية» لوكالة فرانس برس استئناف رحلاتها الداخلية، بعد حوالى ثلاثة أسابيع على سيطرة حركة طالبان على البلد. وبعد أسبوع تقريبًا من انتهاء الجسر الجوي الذي أقيم في مطار كابول لإجلاء أفغان ورعايا أجانب، تواصل الشبكات الدبلوماسية نشاطها في محاولة لمساعدة اللاجئين الأفغان. وتعمل قطر على إعادة فتح مطار كابول «في أقرب وقت ممكن»، وهو مطار ذو أهمية حاسمة لعبور الدعم الطبي والإنساني إلى البلاد. الاتحاد الأوروبي: موجودون «إذا سمحت الظروف» قررت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التنسيق للحفاظ على وجود أوروبي في كابول رغم سيطرة طالبان على البلد، إذ «سمحت الظروف الأمنية بذلك»، كما قال وزير خارجية التكتل جوزيب بوريل. وأوضح بوريل للصحافة بعد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في سلوفينيا «قررنا العمل بطريقة منسقة لتوحيد اتصالاتنا مع طالبان بما في ذلك الحفاظ على وجود لنا في كابول، إذا سمحت الظروف الأمنية بذلك»، مضيفًا: إن الهدف هو السماح باستمرار عمليات إجلاء الراغبين في مغادرة أفغانستان. ولفت بوريل إلى أنه بغية «إجلاء الأشخاص الذين نرغب في قبولهم (في الاتحاد الأوروبي) نحتاج إلى التزام قوي، واتصال قوي» بالسلطة القائمة. قتال «عنيف» في وادي بانشير أعلنت المقاومة المناهضة لطالبان الجمعة مشاركتها في قتال «عنيف» ضد مقاتلين إسلاميين يحاصرون وادي بانشير (شرق)، المركز الوحيد للمعارضة المسلحة للنظام الأفغاني الجديد. وقال علي ميسم نظري وهو ناطق باسم الجبهة الوطنية للمقاومة التي تضم مليشيات مناهضة لطالبان وأفرادًا سابقين في القوات الأفغانية «هناك قتال عنيف في بانشير». وأضاف: «مسعود مشغول في الدفاع عن الوادي» في إشارة إلى أحمد مسعود نجل القائد أحمد شاه مسعود، وهو شخصية مقاومة للسوفيات ولحركة طالبان اغتاله تنظيم القاعدة في 9 سبتمبر 2001. وكتبت مارتن فان بيجلرت من شبكة المحللين الأفغان أن «قوات طالبان تجمعت حول مدخل الوادي لكنها تعرضت لكمين وتكبدت خسائر». وتعهّدت الجبهة التي أعربت عن أملها في الحوار مع طالبان، الدفاع عن الوادي الذي يحيط به مئات المقاتلين من الحركة الإسلامية، لكن هذه المحادثات فشلت، بحسب طالبان التي دعت الأربعاء مقاتلي المقاومة إلى الاستسلام دون قتال.