تشمل رؤية المملكة 2030 تطويراً لمختلف نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المملكة والتي ترتكز أهدافها على تقليل اعتماد الاقتصاد السعودي على النفط بشكل كامل، والتركيز على تطوير القطاع العقاري وقطاع السياحة والتعليم واشراك المرأة بسوق العمل وغيره. فالمشروعات الضخمة كنيوم والقدية وذالاين ستزيد من مساحة العقار في المملكة وستؤدي الى زيادة مساحة الإسكان وفرص العمل وتوفير الوظائف ونمو قطاع السياحة والفندقة والترفيه بشكل كبير، حيث إن مشروعات رؤية المملكة 2030 نتج عنها حوالي 3,75 تريليون ريال (1 تريليون دولار) من المشروعات العقارية والبنية التحتية، أن تطوير البنية التحتية يأتي قبل اطلاق المشروعات العقارية المتنوعة سواء سكنية، تجارية، إدارية، وترفيهية بالإضافة الى تحسين نوعية وجودة الخدمات والمرافق المقدمة مثل الماء والطرق والكهرباء والذي سيعمل على تهيئة المجال للاستثمار بصفة عامة لتحقيق هدف رئيسي من أهداف الرؤية المستقبلية وهو جذب حوالي 100 مليون زائر سنويًا للمملكة بحلول عام 2030 كما تتوقع بعض الدراسات، حيث تم تخصيص حوالي 1,25 تريليون ريال (300 مليار ريال) من إجمالي الإنفاق للبنية التحتية الجديدة والتي تشمل شبكات السكك الحديدية ومطار جديد في مدينة الرياض وإنشاء محطة الرحلات البحرية في ميناء جدة الإسلامي، ومن الجدير بالذكر أنه من المتوقع أن يصل عدد الزوار للمملكة عبر الرحلات البحرية حوالي 1,5 مليون زائر بحلول عام 2028م وسيخلق قطاع الرحلات البحرية حوالي 500,000 وظيفة للشباب السعودي. إن مشروعات المدن الجديدة الواقعة على امتداد البحر الأحمر الساحل الغربي للمملكة ترسم ملامح مستقبل واعد للمملكة وستساهم في زيادة رفاهية المجتمع وتوفير الوظائف وجذب الاستثمارات العالمية وتوسيع القاعدة الاقتصادية، ومن أبرزها مشروع نيوم الذي يوصف بالمشروع الأكثر طموحاً في العالم الذي يضم مطار خليج نيوم وعدد من الموانئ والمناطق التجارية والمرافق الرياضية والترفيهية والأماكن السياحية على مساحة أكثر من 26 ألف كيلومتر مربع في شمال غرب السعودية وتقدر استثماراته بحوالي 500 مليار دولار، وستكون مركز للابتكار الذي سيستقطب رواد الأعمال والشركات العالمية في العديد من القطاعات الاستثمارية المتخصصة في الطاقة، والمياه، النقل، الغذاء، العلوم التقنية والرقمية، التقنيات الحيوية والتصنيع، والإعلام والإنتاج الإعلامي والترفيه، وستكون مكانًا للعيش والعمل لأكثر من مليون شخص من كل أنحاء العالم. ومشروع مدينة «ذالاين» التي ستكون بعيدة عن ضجيج المدن وصخبها حيث سينعم الساكن فيها بالحياة العصرية المعززة بالذكاء الاصطناعي بدون ضوضاء أو تلوث وخالية من الازدحام وسط تنوع بيئي وأجواء مناخية رائعة طيلة أيام السنة. ومشروع «القدية» الذي يعتبر من أهم المشاريع المتعلقة بقطاع الترفيه في العالم والتي سترسم ملامح اقتصاد المستقبل وتحقيق النمو المستدام وستكون مركز إقليمي دولي متميز في مجال الترفيه والرياضة والفنون، وستعمل على توفير 11 ألف وحدة سكنية ومن المتوقع أن يصل عدد زوار هذه المدينة الترفيهية الى 31 مليون زائر. وأيضًا من أبرز المشروعات الكبرى ضمن رؤية 2030 هو المشروع السياحي العالمي «مشروع البحر الأحمر» الذي يقام في أكثر المواقع الطبيعية تنوعاً وجمالاً وفق تصاميم عالمية مبتكرة لأكثر من 90 جزيرة طبيعية بين مدينتي أملج والوجه وسيتم في المرحلة الأولى تطوير 22 جزيرة بحلول عام 2030 حيث ستوفر 50 فندقًا و1300 وحدة سكنية و100 فيلا. ان هذه المشاريع العملاقة تتطلب عمالة متخصصة ذات مهارة معينة يتطلبها سوق العمل ولتحقيق هذه النوعية من العمالة المتخصصة ينبغي على هذه المشاريع تحديد تخصصات مهنية مطلوبة وإلزام الجامعات والكليات والمعاهد لتأمينها في خلال العشر سنوات القادمة.