فيما تتأهب إحدى هضاب سلسلة جبال طويق «القدية» لاستقبال قائد عجلة التنمية في المملكة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي سيعلن خلال تدشينه للمشروع الترفيهي الأكبر بدء العمل اليوم، تقف القدية «المشروع الضخم» على قائمة المشاريع العملاقة التي جاءت في إطار رؤية السعودية 2030، والتي ستسهم في تحقيق المزيد من العوائد الاقتصادية للمملكة، ويمثل المشروع معلما حضاريا بارزا، ومركزا مهما لتلبية رغبات واحتياجات الجيل الحالي وأجيال المستقبل الترفيهية والرياضية والثقافية والاجتماعية في المملكة. ووفقا لمصادر رسمية، فإن مشروع «القدية» يحتل موقعا إستراتيجيا في منطقة الرياض وتبلغ مساحته 334 كيلومترا مربعا، وتشير التقديرات إلى أنه سيتم حالياً تطوير مساحة 34 كيلومترا مربعا، وباقي المساحة ستكون منطقة «سفاري» ولتوسعة المشروع المستقبلية. ويقع المشروع على بعد نحو 40 كيلومترا من قلب العاصمة الرياض، أي 20 دقيقة من وسط العاصمة الرياض، وعلى بعد ساعة واحدة تقريباً بالسيارة من مطار الملك خالد الدولي، ويمتاز مشروع «القدِيّة» بتقديم خدمات نوعية بمستوى عالمي من خلال ست مجموعات رئيسية تشمل: مدن الملاهي، والحلبات الرياضية، وسباق السيارات والدراجات، وألعاب الثلج والمياه، والمناظر الطبيعية الخلابة، إضافة إلى الفعاليات الثقافية والتراثية، ويضم المشروع مجموعة من مراكز التسوق التجارية والمطاعم والمقاهي والفنادق والمشاريع العقارية. ويقدم مجموعة متنوعة من الخدمات والعروض التي تناسب جميع شرائح المجتمع، وتتمثل رؤية المشروع في أن يصبح وجهة الترفيه في المملكة، ومركزا للأنشطة والاكتشاف والمشاركة. ويهدف إلى تغيير مفهوم الترفيه في المملكة واستغلال الفرص الواعدة التي توفرها السوق المحلية، ويقدم المشروع وسائل ترفيهية تناسب جميع شرائح المجتمع في المملكة، ويوفر المشروع مجالات أرحب وآفاقا أوسع لمحبي التنزه والرحلات البرية وعشاق المناظر الطبيعية، ونشاطات الهواء الطلق، ودعم هواة سباقات السيارات لممارسة هواياتهم المفضلة بأسلوب مفيد وآمن بمواصفات عالمية عالية. ويؤكد مشروع «القدِيّة» توجه صندوق الاستثمارات العامة نحو استثمار الأراضي البيضاء في تأسيس مشاريع اقتصادية نوعية تصب في خدمة الوطن والمواطن، وتحقق منافع اقتصادية واجتماعية قيّمة للوصول إلى ما يصبو إليه المجتمع من تقدم ورقي، ويطمح المشروع إلى تعزيز التنويع الاقتصادي واستقطاب الاستثمار الأجنبي والاستفادة مما ينفقه السائح السعودي من أموال على السياحة والترفيه في الوجهات السياحية الإقليمية والعالمية (يبلغ الإنفاق الداخلي للفرد نصف معدل الإنفاق الخارجي). ويسهم المشروع في تحويل الإنفاق على السياحة الخارجية إلى داخل المملكة، من خلال تقديم خيارات ترفيهية متميّزة للمجتمع يمكن الحصول عليها دون حاجتهم للسفر إلى الخارج، وبطريقة أوفر لوجود المشروع بالقرب منهم دون تكاليف السفر والإقامة. كما يسهم المشروع في خلق العديد من فرص العمل الجديدة لأبناء وبنات الوطن، وسيتيح مساهمات للتطوير العقاري لجذب السكان لامتلاك منازل في القديّة يقضون فيها العطلات والإجازات. ومن المقرر أن يضم المشروع نحو 4 آلاف وحدة سكنية بحلول عام 2025، بحيث يزداد عددها ليصل إلى 11 ألف وحدة بحلول 2030، ومن المتوقع أن يصل عدد زوار القدية سنويا بحلول 2030 إلى 17 مليون زائر لقطاع الترفيه، و12 مليون زائر لقطاع التسوق ومليوني زائر لقطاع الضيافة، كما يتوقع أن يساهم المشروع بحدود 17 مليار ريال من الناتج المحلي بحلول عام 2030 وأن يوفر 57 ألف وظيفة. ويعتبر مشروع «القدِيّة» إحدى مبادرات صندوق الاستثمارات العامة للاستثمار داخل المملكة.