أكد عدد من الأكاديميين والأطباء والمختصين «للمدينة» على أهمية تحصين الطلاب والطالبات بجرعتي لقاح كورونا بهدف الوصول إلى مجتمع تعليمي آمن استعداداً لبدء العام الدراسي الجديد حضورياً وحذروا في الوقت ذاته من التأخر في الحصول على جرعتي اللقاح لآثاره السلبية على استمرار العملية التعليمية، لاسيما مع تأكيد الجهات الصحية على أهمية ومأمونية وفاعلية تلقي الطلبة في الفئات العمرية المستهدفة للقاح، مشددين على أهمية الشراكة بين وزارة التعليم والعديد من الجهات الحكومية والمجتمع في حث الطلاب والطالبات على ضرورة المسارعة بالتحصين الكامل. د.خالد القطان أستاذ وعميد كلية الطب جامعة الفيصل، قال: حرصت المملكة على توفير وسائل التعليم المختلفة سواء في التعليم العام أو الجامعي، ولعل من أبرز متطلباته المهارات التي قد لا يستطيع التعليم عن بُعد توفيرها وخاصة في المدارس وبعض التخصصات العلمية، وبالتالي حرصت المملكة على أن يكون العام الدراسي الجديد تعليما منتظما في المدارس والجامعات، مشدداً على أنه ولسلامة أبنائنا الطلاب والطالبات يتطلب ذلك أخذ اللقاح، وقد أثبتت الدراسات أن خطورة المرض والاحتياج إلى التنويم والعناية المركزة تكاد تكون معدومة في حالة تلقي الطلبة جرعة أو جرعتين من اللقاح قبل بداية الدراسة .وأضاف القطان أن مراكز تقديم اللقاح تتوافر في الوقت الحاضر في جميع أنحاء المملكة ولجميع الأعمار من سن 12 عاماً، وعلى الطلاب والطالبات أن يأخذوا هذا الأمر على محمل الجد والاستعداد للتعليم الحضوري . وقالت د.أفنان الحميدي رئيس قسم علم النفس بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن : لايخفى على الجميع ما سببته جائحة كورونا من أضرار وآثار جسدية ونفسية واقتصادية على مستوى العالم، منوهة بالجهود الكبيرة التي بذلتها المملكة في الحد من انتشار هذا الوباء، إذ تعد من أوائل دول العالم التي وفرت اللقاحات المضادة للفيروس لمواطنيها. وكواجب وطني علينا جميعاً المساندة والمساعدة في الحد من انتشار الجائحة، والمسارعة في أخذ اللقاح الذي سيوفر بإذن الله للطلبة ولجميع أفراد المجتمع موطن وبيئة تعليمية آمنة . دور المواطن في التحصين وشددت د.مي العجاجي العميد المشارك بعمادة شؤون الطلاب وأستاذ مساعد علم الأدوية والسموم بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية على دور المواطن في الوقت الحالي في استكمال تحصين المجتمع بعدما قامت الدولة - والجهات الحكومية بدورها على الشكل الأمثل في توفير اللقاح للمواطنين والمقيمين مجاناً، وقالت إن الحصول على جرعتي اللقاح تساهم في حماية المجتمع، والحد من الشائعات والمعلومات الخاطئة، ودعم الخدمات الصحية عبر تقليل المرضى، مؤكدة أنه الحل الأسلم للسيطرة على الجائحة ومنع الفيروس من الانتشار والتناسُخ، وهما العمليتان اللتان تسمحان له بتكوين طفرة قد تكون أقدر على مقاومة اللقاح. وأضافت العجاجي: تساهم الإجراءات الاحترازية المتمثلة في ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي في تقليل فرص نشر الفيروس، ولكن هذه الإجراءات ليست كافية لأن كوفيد-19 يتكاثر بسرعة في جسم الإنسان ، وفي غضون ذلك يمكن للفيروس أن يتكاثر ويصعب التعامل معه ولكن مع اللقاح يمكن للجسم أن يتعرف على الفيروس وينفذ الاستجابة اللازمة بأقصى سرعة، لاسيما أن اللقاح لا يغير الحمض النووي للإنسان. العودة دعم لجودة التعليم وأشار د.عبدالرحمن الرفدي عميد كلية التربية بالخرج جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز إلى أن التعليم – كغيره – تأثر بالجائحة، وتغيرت مجريات العملية التعليمية تبعاً لذلك، مشيداً بتوجه الدولة وحرصها على رقيّ التعليم وجودته من خلال قرار العودة إلى النظام الحضوري بالتزامن مع الالتزام بالاحترازات الصحية وأهمها المبادرة بأخذ التطعيم، وحث الطلبة على الحصول على جرعتي اللقاح حرصاً على صحتهم أولاً وعلى انتظامهم الدراسي، لاسيما وقد ثبت أن اللقاح يحدّ كثيراً من الإصابة بفيروس كورونا، ويقلل آثاره السلبية، ويحمي بإذن الله من الحالات الحرجة. وأوضح أنه حينما يلتزم المجتمع التعليمي بأخذ جرعتي اللقاح وفقاً لتوجيهات وزارة الصحة فإنه سيصبح آمناً صحياً، أما التأخر في الحصول على اللقاح يمثل إشكالية؛ تعكس عدم وعي الطلبة المتأخرين، وتساهل أولياء أمورهم، وهذه الفئة إذا لم تتدارك نفسها وتلتزم بالتوجيهات الصحية ستسبب أضراراً كبيرة لذاتها وللآخرين، وقال إن الطلبة غير المحصّنين سيفقدون ميزة الدراسة الحضورية، وربما سينخفض مستواهم التعليم.