شكّل سلوك فصائل الإسلام السياسي في المملكة عبر منصات التواصل الاجتماعي فكرة مركزية تمحور حولها كتاب «التغريدة الأخيرة: خطاب المَكْر.. وبشائر الحزم»، الذي استفاض في تأصيل مفاهيمي وتحليلي لممارسات تلك الفصائل الضالة المضلة في الفضاء الافتراضي في إطار سعيها لخدمة مشاريعها على أرض الواقع ويوضح الكتاب أن فكرة فصائل الإسلام السياسي تقوم في الأساس على انقاض الدول بعد سقوطها ، والمثال الأبرز تنظيم «داعش» الإرهابي، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن التنظيمات التي تدعي السلمية أشد خطرًا، مثل تنظيم الإخوان . ونوه مؤلف الكتاب نايف علي آل زاحم إلى التحول الحادث في طرق تأثير فصائل الإسلام السياسي في المجتمعات وأدوات نشر فكرها المتطرف، فبعد أن كان يتم في الماضي من خلال المؤلفات ومنصات الرأي المختلفة، بات يحدث من خلال شبكات التواصل الاجتماعي. وتوسع الكتاب في شرح كيفية تطبيق جماعة الإخوان في المملكة منهج التقية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتمرير الرسائل التحريضية المبطنة إلى عموم الناس، وذلك خشية الوقوع تحت طائلة القانون وافتضاح أمرها، لكن الدولة كانت لها بالمرصاد. وأشار الكتاب إلى سمات يتسم بها دعاة الإسلام السياسي في المملكة، من أبرزها السعي لدغدغة مشاعر الناس، والنيل من مهابة علماء الأمة من خارج فصائلهم، وتشويههم والتشكيك في مصداقيتهم، كما لفت إلى تنافس دعاة الإسلام السياسي على جذب أكبر عدد من المتابعين لضمان تأثيرهم على أكبر قاعدةٍ ممكنة من الناس ، وكشف في ذات الوقت أن تلك الحسابات ضمت ملايين المتابعين الوهميين، واشار الى انه على سبيل المثال تم اكتشاف نحو 3.6 مليون متابع وهمي ضمن متابعي أحد دعاة الإسلامي السياسي الذين تجاوز عدد متابعيه على موقع تويتر أكثر من 17 مليونًا، الأمر الذي يُظهر ممارسة مكيافيلية لا تمانع فى استخدام أي وسيلة للوصول إلى غاياتها، وأوضح الكتاب أن حركيي الإسلام السياسي في المملكة على موقع تويتر يركزون على إثارة الفتن بالتشكيك في بعض القرارات السياسية، واستخدام بعض الألفاظ غير المباشرة للتحريض ضد المملكة، ورفض التوجهات الثقافية الليبرالية، وكذلك بعض السلوكيات الاجتماعية في المجتمع. واستعرض المؤلف الدور المهم الذي تقوم به هيئة كبار العلماء في المجابهة والتصدي لما يروجه دعاة الإسلام السياسي من أفكار مغلوطة وهدامة، مقترحًا إنشاء وحدة أبحاث سياسية مرتبطة بالهيئة تُجري دراسات معمقة بخصوص جميع القضايا والشؤون السياسية، لتحصين الأجيال الجديدة ضد الاختراق الفكري