من يكذب الكذبة ثم يصدقها يعيش في وهم الضياع.. هذا ما وضحته في مقال سابق عن قاسم سليماني المدعي بأنه سيحرر القدس فكان ما كان منه من قتل جماعي لأمة محمد صلى الله عليه وسلم في العراق وسوريا ولبنان، ولحق جنوده واتباعه بعد ذلك اليمن بالقتل والتشريد، ثم كتب الله عليه أن هلك وهو لا يعرف الطريق إلى القدس إنما إلى بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء تقتيلاً وتشريدًا، وكذا كل الوعود والدعم الذي تظهره إيران للفلسطينيين عبارة عن سراب لا يجني منه الفلسطينيون إلا مزيدًا من إراقة الدم الفلسطيني عبر اتفاقات سرية وصفقات بين إيران وإسرائيل والتاريخ أكبر شاهد على ذلك.. فمنذ اندلاع الثورة الخمينية الفاسدة عام 1979م والوعود تتوالى بالقضاء على إسرائيل وأمريكا الشيطان الكبير ويذهب بعض الأغبياء من قليلي البضاعة في أمور السياسة يتسولون على أبواب طهران يلتمسون من الملالي الدعم مقابل أن يرضخوا لكل طلباتهم والتي منها منحهم الولاء كبقية عملائهم في المنطقة من حزب الله وحوثيين وعراقيين وسوريين من قد رهنوا عروبتهم وضيعوا إنسانيتهم موالين لإيران بالإضافة إلى تحقيق طلبهم المعروف وهو معاداة السعودية والنيل منها قيادة وشعبًا ومع أن الأيام والأحداث أثبتت أن لا شيء من الدعم الحقيقي يصل للفلسطينيين أهل الحق المرابطين في القدس إنما يصل لقيادات الله أعلم بما في أنفسهم ولأن واقعهم مع إسرائيل وظلمها جعلهم يتشبثون بقشة واهية كسراب إيران حيث لا يمكن أن تكون إيران في يوم من الأيام ناصرة للإسلام والمسلمين والتاريخ خير شاهد على ذلك لو كانوا يعلمون بل هم من كانوا مع الأعداء ضد المسلمين عبر التاريخ. إن تاريخ السعودية مع القضية الفلسطينية سابقًا ولاحقًا مشرف بفضل الله بوقوفهم قيادة وشعبًا مع أهل الأرض والحق الفلسطيني لكن يظل من أعمى الله بصيرته يتنكر ويرمي بالسبعة وذمتها السعودية بأوصاف لا تليق وما ينبغي، ونحن نعلم أن خلف ذلك إعلامًا ضالاً وكلابًا ضالة، وفي الوقت نفسه نحن لسنا مع بعض الشاذين من العرب الذين ضللهم الإعلام وضعف إيمانهم أمام توجيهات ربهم في القرآن الكريم والسنة النبوية كما يشك في أخلاقهم وإنسانيتهم الذين يباركون القصف والنيل من الأرواح البريئة وظلم الإسرائليين للفلسطينيين الظلم الواضح بإخراجهم من بيوتهم وتجريدهم من كل شيء وقتل نسائهم وتشريد أطفالهم فهذا الموقف منحدر أخلاقي يأباه الله ورسوله والمؤمنون بل الشيم العربية والنواحي الإنسانية، ووقوفنا مع القضية الفلسطينية هو موقف نابع من أصالتنا العربية والإسلامية بل والإنسانية التي حتى غير العرب والمسلمين رفضوها وأقروا بضرورة رفع الظلم عن أهل الأرض الأصليين.. وإن من الغباء حالة الصلف التي تعيشها إسرائيل في موقع ومكان محاط كله بأمة عربية إسلامية ترفض الضيم والظلم وستظل تقف في وجهه ما كان هناك نبض في عروقها وكان الأجدى بها القبول بالعيش السلمي ومنح الإنسان الفلسطيني مسلمًا كان أو مسيحيًا حقه في الحياة على أرضه والموافقة على ما أقرته المجالس الأممية وتحويل ساحة الأرض إلى التراضي والتجاور ومن ثم التحاور من أجل العيش سويًا في وداد وسلام وإبطال كل لغات السلاح والعداوة وإشعال الفتن وإيقاد النار وبالتالي إحلال السلام على الشعبين وجعل المنطقة في حال من السلام الذي يتبعه تقدم حضاري وتعاون إنساني بعيدًا عن فقد الأرواح وتأزيم العلاقات وتضييع الفرصة على إيران وأمثالها من القيادات الفاسدة الاقتتات على القضية وتوهيم الشعب الفلسطيني بالدعم الكاذب السراب الذي كلما جاءه أحد لم يجده شيئًا.