ثمَّن دولة رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية عمران خان الدور القيادي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في تعزيز الوحدة الإسلامية، والدور الإيجابي للمملكة في حل القضايا التي تواجهها الأمة الإسلامية ومساعيها من أجل السلام والأمن الإقليمي والدولي، كما نوّه بالزيارة التاريخية لصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى جمهورية باكستان الإسلامية في فبراير 2019م، التي أُعلن خلالها عن إطلاق مجلس التنسيق الأعلى السعودي الباكستاني، والزيارتين اللتين قام بهما دولته للمملكة في عامي 2018 و2019م، واللتان أسهمتا في الدفع بالعلاقات الثنائية إلى مزيد من التعاون المشترك المبنى على الثقة والمنافع المتبادلة والمصالح المشتركة بين البلدين، وأكد صاحب السمو الملكي ولي العهد على دعم المملكة المستمر لرؤية دولة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان لتحويل باكستان إلى دولة رفاه وازدهار وتقدم. تعزيز علاقات التعاون جاء ذلك في البيان السعودي الباكستاني المشترك في ختام زيارته إلى المملكة أمس حيث ناقش الجانبان سبل تقوية وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين من خلال استكشاف مجالات الاستثمار والفرص المتاحة في ضوء رؤية المملكة 2030، وأولويات التنمية في باكستان للتحول من السياسة الجغرافية إلى الجغرافيا الاقتصادية، بالإضافة إلى زيادة التعاون في مجالات الطاقة والعلوم والتكنولوجيا والزراعة والثقافة، وأكدا على رضاهما عن متانة العلاقات العسكرية والأمنية الثنائية، واتفقا على مزيد من التعاون لتحقيق الأهداف المشتركة بين البلدين. مواجهة التطرف وجاءت القضايا التي تهم الأمة الإسلامية في مقدمة القضايا التي تم بحثها، حيث أكد الجانبان على ضرورة تضافر جهود العالم الإسلامي لمواجهة التطرف والعنف ونبذ الطائفية، والسعي الحثيث لتحقيق الأمن والسلم الدوليين، وشددا على أهمية مواصلة الجهود المشتركة لمكافحة ظاهرة الإرهاب التي لا ترتبط بأي دين أو عرق أو لون، والتصدي لكافة أشكالها وصورها وأيًا كان مصدرها. دعم الحق الفلسطيني وفي إطار الروح البناءة التي سادت جلسة المباحثات الرسمية، أكد الجانبان على دعمهما الكامل لكافة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة بحدود ما قبل عام 1967م وعاصمتها القدسالشرقية وفقًا لمضامين مبادرة السلام العربية وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة، ودعمهما للحلول السياسية في سوريا وليبيا، وجهود الأممالمتحدة ومبعوثيها في هذا الشأن. أمن واستقرار اليمن كما أكد الجانبان على أهمية دعم الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمينة وأثنى دولة رئيس الوزراء الباكستاني على مبادرة المملكة العربية السعودية لإنهاء الأزمة في اليمن التي تهدف إلى تحقيق أمن واستقرار اليمن بما يعود على المنطقة وشعوبها بالخير والنماء. ورحب صاحب السمو الملكي ولي العهد بالتفاهم الذي تم التوصل إليه مؤخرًا بين السلطات العسكرية في جمهورية باكستان الإسلامية وجمهورية الهند بشأن وقف إطلاق النار في إقليم جامو وكشمير المستند إلى تفاهم عام 2003م بين باكستانوالهند. وأكد الجانبان على أهمية الحوار بين باكستانوالهند لحل القضايا العالقة بين البلدين، (خصوصًا نزاع جامو وكشمير) لضمان السلام والاستقرار في المنطقة. وبشأن الأوضاع في أفغانستان، أكد (صاحب السمو الملكي ولي العهد) على الدور المحوري لباكستان في تسهيل عملية السلام الأفغانية، واتفق الجانبان على مواصلة المشاورات المتبادلة بشأن عملية السلام الأفغانية، وشدد البلدان على أن التسوية السياسية الشاملة هي السبيل الوحيد للمضي قدمًا في هذا الشأن المواثيق الدولية كما اتفق الجانبان على مواصلة تبادل الدعم والتنسيق في المنظمات والمحافل الدولية، وشدد الجانبان على أهمية التزام جميع الدول بميثاق الأممالمتحدة ومبادئ الشرعية الدولية، والالتزام بمبادئ حسن الجوار واحترام وحدة وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والسعي لحل النزاعات بالطرق السلمية. وثمّن دولته جهود المملكة في تنظيم موسم الحج للعام الماضي 1441ه رغم التحديات التي تسببت فيها جائحة كورونا، وما تبذله لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من حجاج ومعتمرين وزوار. اتفاقيات ومذكرات تعاون وتأكيدًا على سعي الدولتين الشقيقتين إلى تعزيز علاقاتهما الثنائية فقد تم التوقيع خلال الزيارة على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، وهي اتفاق إنشاء مجلس التنسيق الأعلى السعودي الباكستاني، واتفاق التعاون في مجال مكافحة الجريمة، واتفاق التعاون في مجال المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية، مذكرة تفاهم في مجال مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية والسلائف الكيميائية، ومذكرة تفاهم لتمويل مشروعات في مجالات الطاقة والبنية التحتية والنقل والمياه والاتصالات. وكان رئيس وزراء باكستان، عمران خان والوفد المرافق له قد وصل إلى المدينةالمنورة أمس، لزيارة المسجد النبوي والصلاة فيه، والتشرّف بالسلام على الرسول المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وعلى صاحبيه -رضوان الله عليهما-. وكان في استقبال دولته لدى وصوله مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينةالمنورة، صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، وقائد منطقة المدينةالمنورة اللواء الركن فهد بن سعود الجهني، ومدير شرطة المنطقة اللواء عبدالرحمن بن عبدالله المشحن، ومدير مكتب المراسم الملكية بالمنطقة إبراهيم بن عبدالله بري، وعدد من المسؤولين من مدنيين وعسكريين.