في حُب العطاء والحماس له، يصعب على أصحاب النفوس الكريمة أن تُلجِم قلوبها وتُحجم أياديها عما اعتادت عليه وعشقته، كان الصحابي قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه وعن أبيه من أجود الناس وأكرمهم، حتى إنه كان يستدين ويُطعم، وقفت عليه عجوزٌ فقالت: أشكو إليك قلة الجرذان. فقال: «ما أحسن هذه الكناية، املئوا بيتها خبزاً ولحماً وسمنًا وتمرا».. فِهم التلميح وكفاها عناء التصريح، فما الناس إلا كرامات تُحفظ، ومشاعر تُراعى، وخواطر تُجبر. انطلقت قبل أيام في شهر رمضان المبارك الحملة الوطنية للعمل الخيري على منصة (إحسان)، ووصل حجم التبرعات في اليوم الأول أكثر من 257 مليون ريال وبلغ عدد المستفيدين 424.398 مستفيدًا، وتهدف هذه الحملة التي ستتواصل طوال هذا الشهر الكريم، إلى التعريف بدور منصة (إحسان) في تمكين القطاع غير الربحي والتنموي، وتعزيز قيم الانتماء الوطني والمسؤولية الاجتماعية، لدى أفراد المجتمع ومؤسساته، والموثوقية والشفافية والسهولة في تقديم التبرعات، وتكريم المتميزين في العطاء الخيري. في مقال سابق نشرته العام الماضي في شهر رمضان، ذكرت تصريحاً لوزير الشؤون الإسلامية الدكتور(عبداللطيف آل الشيخ) على قناة العربية، عن تقرير تمت فيه متابعة 200 جمعية، منها 22 جمعية غير موجودة على أرض الواقع، بعضها مغلق، وبعضها عبارة عن مكاتب صغيرة في محطات الوقود، وبعضها مجهولة الهوية، وجميعها لا زالت تتلقى في حساباتها صدقات المتبرعين من أهل الخير.. وأعتقد الآن أن منصة (إحسان) أغلقت هذه الثغرة للأبد، ولا عذر لأحد. وعن منصة (إحسان) قال سماحة مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ: مبادرة كريمة لتنظيم وتنسيق العمل الخيري، وتوحيد الجهود بين مختلف الجهات الخيرية، بتنوع اختصاصاتها، واختلاف مجالاتها ومشاريعها، تحت مظلة واحدة. أن تُعطي القليل خيرٌ من الحرمان، ولا محروم إلا الشحيح البخيل، منصة (إحسان) تمتاز بأنها في متناول اليد في أي زمان وأي مكان بسرعة ويسر، ومتنوعة في جوانب العمل الخيري، وتتبع أعلى معايير الشفافية في الممارسات الإدارية والمالية، وتزود المتبرعين بتقارير تعكس أثر تبرعاتهم، وتطبق أعلى المعايير التقنية في أمن المعلومات.. يقول علي بن الحسين رحمه الله: «إني لأستحي من الله أن أرى الأخ من إخواني فأسأل له الجنة وأبخل عليه بالدنيا، فإذا كان غداً قيل لي: لو كانت الجنة بيدك لكنت بيدك بها أبخل وأبخل».