عندما تتواصل مسيرة البناء والنماء في وطن العزة والشموخ، ويزداد البنيان علوًا هامة ومجدًا، وتظل ثوابتنا العقدية والوطنية نهجًا وإرثًا تتوارثه الأجيال وتتبناه فكرًا وسلوكًا ونهجًا، فلنا أن نحمد الله كثيرًا وتطمئن نفوسنا بحاضر تشيع فيه أجواء الأمن والأمان والاستقرار والرخاء ومستقبلاً تلوح فيه تباشير التقدم والازدهار لأجيال الغد صناع مستقبل هذا الوطن الغالي الذي نظل نفتديه بإذن الله بالدم وبأغلى ما نملك كي يظل دومًا منارة تشع نورًا لديار الإسلام، وقلعة صمود في وجه قوى الشر والظلام وأعداء الله والانسان. اليوم ونحن نحتفي بالذكرى الرابعة لبيعة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التي تتزامن مع الذكرى الخامسة لرؤية 2030 تتضح أمامنا حقيقة يعيها كل المواطنين، حقيقة تجسد طموحات الشعب وآمال القيادة. فما تحقق حتى الآن على صعيد ترجمة "الرؤية" إلى حيز الواقع يعتبر إنجازًا كبيرًا في المشروع الاستثماري الكبير للإنسان السعودي، سواءً فيما يتعلق بتمكين المرأة السعودية التي انخرطت في كافة مجالات العمل، أو على صعيد المشاريع الضخمة مثل مشروع "نيوم" الذي قطع شوطًا طويلاً من مراحل تنفيذه، و"ذا لاين"، ومبادرة "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، وزراعة 50 مليار شجرة في أكبر مشروع تشجيري حول العالم، لحماية كوكب الأرض والبيئة في العالم كله. ولعل من أبرز الإنجازات التي تحققت للمملكة بفضل الله ثم بدعم خادم الحرمين الشريفين، وجهود سمو ولي العهد تخطي وتجاوز الآثار الاقتصادية لجائحة كورونا، وتقديم الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين، إضافة إلى النجاح الملفت للمملكة في استكمال وزارة التعليم لبرامجها التربوية. أما ما تحقق على الصعيد العسكري، فيدعو إلى الفخر، لاسيما وأن سمو ولي العهد هو أيضًا وزير الدفاع، فقد كشف موقع "جلوبال فاير باور" المختص بالشؤون العسكرية، عن احتلال السعودية المرتبة ال17 عالميًا في تصنيف القوى العسكرية لعام 2020، بحسب القائمة التي يصدرها دوريًا، وجاءت المملكة في المرتبة الرابعة إقليميًا، كما سجلت تقدمًا ملحوظًا على القوة العسكرية الكندية والكورية الشمالية في سباق الأقوى عالميًا. ولابد أن نقف طويلاً أمام لقاء الشفافية والانفتاح الفكري والوجداني في اللقاء الذي أجراه الإعلامي الشاب الأستاذ عبدالله المديفر مع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مساء الثلاثاء 27/04/2021 الذي نقله التلفاز السعودي وأهم شبكات التلفزة العربية، خاصة فيما يتعلق بإعادة تأهيل وهيكلة الوزارات، واستغلال الفرص والإمكانات التي لم تستغل بشكل فعال في السابق، مثل التعدين والسياحة والاستثمار، وتحقيق نتائج طيبة على صعيد حل مشكلة الإسكان والبطالة التي تعتبر من أهم الانجازات التي حققتها الرؤية حتى الآن.. إضافة إلى تبني برامج تنموية ذات طابع خدمي مثل برنامج التحول الصحي بخصخصة بعض المستشفيات، وتحويل البعض الآخر إلى مستشفيات غير ربحية، وذلك كله في إطار رؤية 2030. نفخر ونعتز بما تحقق لبلادنا من انجازات في هذا العهد الميمون، ونعاهد الله، ثم قيادتنا الرشيدة بصيانة الوعد والحفاظ على العهد، ونجدد البيعة لسمو ولي العهد المحبوب الأمير محمد بن سلمان على السمع والطاعة وليظل وطننا عزيزًا شامخًا مرفوع الهامة وعالي الهمة بإذن الله.