جاء قرار المملكة بمنع دخول إرساليات الخضراوات والفواكه اللبنانية أو العبور من خلال أراضيها، كردّ فوري للحفاظ على الأمن بعد تزايد عمليات حزب الله لتهريب المخدرات إليها من خلال هذه الإرساليات، باعتبار ذلك خطا أحمر كما قال سمو الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية بعد الإعلان عن القرار. والواقع أن أمس الأول الجمعة يمكن أن يشار إليه بيوم السقوط لحزب الشيطان الذي يقود لبنان بلد الأمن والسلام إلى الانفلات والفوضى منذ سنوات، وذلك بعد الإعلان عن ضبط 3 إرساليات له في يوم واحد كان بطلها الأمن السعودي سواء في الدمام أو جدة أو عبر الحدود بمساعدة اليونان في ضبط 4 أطنان حشيش مخبأة بشحنة آلات لصنع الحلوى متجهة من لبنان إلى سلوفاكيا بقيمة 33 مليون يورو. وعلى الرغم من إعلان حكومة لبنان المسيرة للأعمال رفضها السريع لجرائم المسمى كذبا بحزب الله، إلا أن ذلك يظل مجرد مسكن للتهدئة فقط لا يساوي الحبر الذى كتب به، في ظل التغاضي عن التحذيرات السعودية المستمرة، إذ إنه على مدار السنوات الست الماضية تجاوز حجم الضبطيات السعودية من هذه السموم 600 مليون حبة مخدرة. ولم يعد الحزب أداة لتنفيذ مخططات إيران الإرهابية فحسب، وإنما تحول إلى واحدة من أخطر أدوات التخريب بتجارة المخدرات بعد تراجع الدعم الإيراني له تحت وطأة تدهور اقتصادي واضح للعيان منذ سنوات. 5 طرق لتهريب المخدرات يتولى حزب الله تهريب واستقبال المخدرات عبر 5 طرق تشمل طريق الحرير الإيراني لتهريب المورفين المخدر الأفغاني إلى لبنان، وتهريب المخدرات إلى الأردن وفلسطين ودول الخليج، أما الطريق الثالث فإلى تركيا والرابع عبر قبرص أما الخامس والأخير فيتم إلى الشمال الأفريقي عبر ليبيا. تاريخ أسود في تهريب المخدرات ولحزب الله تاريخ طويل مع تهريب المخدرات، إذ استهدف السعودية العام الماضي بمحاولات تهريب 60 مليون حبة مُخدرة كانت مُخبأة في بضائع قادمة من لبنان، وهو رقم ضخم يكشف مدى الاستهداف المتعمد لأمن المملكة، وبالأمس تمكنت الجمارك السعودية في ميناء جدة الإسلامي من إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاجون بلغت أكثر من (5.3) مليون حبة، مُخبأة ضمن إرسالية فاكهة «رمان»، بالاضافة إلى 2.4 مليون قرص مخدر جرى ضبطها بذات الطريقة تقريبا ولكن في الدمام. وفي بداية 2021، ضبط الأمن المصري شحنة هائلة من مخدر الحشيش والكبتاجون في ميناء بور سعيد، ضمن حاوية بضائع مصدرها مليشيا حزب الله، وفي 2020 كشفت السلطات الإيطالية عن ضبط حوالى 15 طنا من مخدر الأمفيتامين الكبتاجون، أي حوالى 84 مليون حبة تصل قيمتها المالية إلى حوالى مليار دولار، وأظهر التحقيق أن «حزب الله» يقف وراءها. وفي العام 2008، أعلنت السلطات الكولومبية اعتقال شبكة تهريب مخدرات وغسيل أموال على صلة بحزب الله، قبل أن يعترف تاجر المخدرات الكولومبي «وليد مقلد» بعدها بثلاثة أعوام بالتعاون مع الحزب في تجارة «الكوكايين». أما معهد «رند» الأمريكي، فقدم تقريرًا وافيًا عن منظمات إجرامية تعمل في المثلث الحدودي للبرازيل والأرجنتين والباراجواي، تمول أنشطة حزب الله، مشيرا إلى أن ملايين الدولارات يتلقاها الحزب من «أسد أحمد بركات» المدرج على لوائح الإرهاب الأمريكية، والمعروف بتعاملاته في مجال المخدرات. تجاوب لبناني سريع مع الحظر السعودي تجاوبت ثلاث وزارات لبنانية مع القرار السعودي الذي يكبد هذا البلد المنكوب 24 مليون دولار نتيجة انفلات حزب الله وعدم التصدي لجرائمه. وقالت وزارة الخارجية والمغتربين إن تهريب المخدرات في حاويات أو شاحنات محملة بالفواكه والخضار من لبنان إلى الخارج عمل يعاقب عليه القانون اللبناني، ويضر بالاقتصاد وبالمزارع اللبناني وبسمعة لبنان ودعت السلطات اللبنانية للعمل بأقصى الجهود لضبط كل عمليات التهريب عبر تكثيف نشاط الأجهزة الأمنية والجمارك على المعابر الحدودية في ضوء القوانين اللبنانية التي تجرم الاتجار وتهريب وتعاطي المخدرات، من جهته، قال اللواء محمد فهمي، وزير الداخلية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال: إن بلاده على استعداد للتعاون مع كل الدول لمكافحة تهريب المخدرات. وأضاف أن الأمن اللبناني يبذل جهودا جبّارة في موضوع محاربة عمليات تهريب المخدرات، وفي هذه الحرب قد ينجح المهربون في بعض الأحيان لكن هذا لا يلغي الجهد الكبير والعمل الدقيق الذي يستهدف بنجاح عشرات عمليات التهريب ويوقفها على حد قوله. أما وزير الزراعة اللبناني، عباس مرتضى، فأوضح أن الحظر السعودي على واردات الخضر والفاكهة من بلاده يؤدي إلى 24 مليون دولار خسائر سنوية، وأضاف: الأمر خطير للغاية خاصة إذا أثر سلبا على الصادرات لباقي دول الخليج التي قد تتخذ إجراءات مماثلة. مسؤولون دوليون: حزب الله أغرق العالم بالمخدرات ربط مسؤولون عن تطبيق القانون حزب الله بسلسلة من عمليات ضبط المخدرات الرئيسة، في مواقع تتراوح بين الصحراء الفارغة على طول الحدود السورية الأردنية إلى وسط وجنوب أوروبا. ويقول محللون استخباراتيون إن العديد من الحالات تتعلق بكبتاجون مزيف، وهو دواء صناعي بدأ نشطاء «حزب الشيطان» بتصنيعه منذ أكثر من عقد من الزمان، واكتسب شهرة كصانع أموال مع توسع الالتزامات العسكرية والمالية للملليشيا. وقال مسؤول استخبارات شرق أوسطي يتابع عن كثب عمليات وتحركات الحزب: لقد تولوا العمل بأكمله الذي يرتبط بالكبتاجون من أجل المال وبالإضافة إلى عملية مصادرة الكبتاجون التاريخية الشهر الماضي على الساحل الغربي لإيطاليا، صادر مسؤولو الجمارك في العديد من الدول الأخرى المتحالفة مع الولاياتالمتحدة شحنات متعددة الأطنان من الكبتاجون في العام الماضي، وتم تحديد هوية عناصر حزب الله من بين المشتبه بهم الرئيسيين. وفي يونيو، حذر تقرير صادر عن وكالة إنفاذ القانون الأوروبية (يوروبول) من أن عناصر الحزب يتاجرون بالماس والمخدرات ويغسلون الأموال باستخدام الدول الأوروبية كقاعدة. وقال مسؤولون أمريكيون وشرق أوسطيون إن أحدث حالات المخدرات تشير إلى تعاون بين مجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة، بما في ذلك رجال الأعمال السوريين الذين تربطهم علاقات مع حكومة الأسد وعائلات الجريمة المنظمة. وقال المسؤولون إن تنسيق اللوجيستيات وتقاسم الأرباح من عناصر «حزب الله» يأتي بدعم من الحرس الثوري الإيراني. وقال جون فرنانديز، رئيس مركز عمليات مكافحة الإرهاب التابع لإدارة مكافحة المخدرات الأمريكية، في مؤتمر صحفي أخير حول «حزب الله»: «عندما يتعلق الأمر بجني الأموال، فإنهم (حزب الله) لا يهتمون بالخلافات الطائفية أو الاختلافات الدينية. الدعم السعودي والدور المطلوب من لبنان لاشك أن على السلطات المختصة في لبنان أن تتخذ خطوات جادة وفعّالة تجاه المهربين وفي صدارتهم «حزب الله» الذي يستغل الانفلات الأمني في مواصلة الاتجّار بالمخدرات وتهريبها إلى دول الجوار الأمر الذي يضر كثيرا بالاقتصاد اللبناني والدول الأخرى وفي صدارتها المملكة التي كانت الداعم الأول للبنان في الكوارث والظروف التي تمر به، لذا من الواجب على السلطات اللبنانية تقدير ذلك وتكون أكثر حرصاً على منع كل ما من شأنه أن يهدد أمن وأمان المملكة، ولعل في الموقف الأخير ما يكفى من دلالات ورسائل للقيادة والحكومة في لبنان الشقيق. شقيق نائب «حزب اللات» وراء تجارة المخدرات كشفت الصحفية اللبنانية المتخصصة في الشأن الاقتصادي محاسن مرسل، عن الطريقة التي أدخلت بها مليشيا «حزب الله» المدعوم من إيران صناعة مخدر «الكبتاغون» إلى لبنان، وكيف استغل الحسينيات كستار لنشاطه. وقالت في تصريحات صحفية امس: إن هذه الصناعة بدأت في لبنان عام 2006، ونشطت بمنطقة البقاع الشمالي، وأول من أدخل هذه الآلات هو هاشم الموسوي، شقيق نائب (حزب الله)، حسين الموسوي في منطقة بعلبك، وأُنشيء المصنع تحت أحد الحسينيات في البلدة وتربط بعض الأجهزة الأمنية بين هذا التصدير وإلقاء القبض على حسن دقو الذي كان محظيًا بتغطية من حزب الله وبعض الجهات القضائية، وتم القبض عليه في 10 أبريل الجاري وتم اكتشاف 3 ملايين دولار معه. وأكدت الصحفية اللبنانية أن السعودية محقة من الجانب الأمني في حظر استيراد الفواكه اللبنانية بسبب تهريب مخدر الكبتاغون إلى المملكة، مشيرة إلى أن هذه ضربة قاضية للاقتصاد الوطني، ولا سيما وأن الصادرات للسعودية تقدر بأكثر من 82 مليون دولار، وفي حال قررت المملكة وقف جميع الصادرات نكون خسرنا المبلغ في سوق يعاني من شح العملة الصعبة. الحزب يحول سوريا إلى مصنع لإنتاج المخدرات كشفت صحيفة بريطانية دور مليشيا حزب الله اللبناني الموالية لإيران في إنتاج المخدرات في سوريا، لتمويل أنشطتها التخريبية. وذكرت صحيفة «إندبندنت» أن شخصيات بارزة تابعة لحزب الله ومليشيات إيرانية أخرى تقوم بتصنيع وتجارة المخدرات داخل الأراضي السورية. وأوضح التقرير، أنه خلال الثلاث سنوات الماضية، زادت أنشطة إنتاج حبوب الكبتاجون، وهي من أشهر أنواع المخدرات، في الأراضي السورية فضلا عن تهريبها في مناطق مختلفة وخاصة في جنوب البلاد». وأرجعت الصحيفة البريطانية السبب وراء انتشار هذا النوع من المخدرات إلى زيادة عدد معامل ومعدات تصنيع الكبتاجون، والتي لا تحتاج إلى أماكن إنتاج متطورة بل تجرى أحيانا داخل المنازل ويتم ترويج حبوب الكبتاجون المصنعة بهذه الطريقة غالبا في السوق المحلية. ونقلت «إندبندنت» إن قيادات بمليشيا حزب الله مسؤولة عن إنتاج كميات كبيرة وعالية الجودة من حبوب الكبتاجون بهدف تصديرها إلى بلدان مجاورة. وأكد التقرير أن هذه المليشيا تدير عددا من مصانع الأدوية التي توقفت عن العمل بسبب ظروف الحرب، لإنتاج آلاف الأقراص المخدرة. وتنقسم المناطق التي توجد فيها مصانع إنتاج حبوب الكبتاجون إلى عدة أقسام حسب كمية الإنتاج، وأهمها تقع في حمص وضواحي دمشق واللاذقية ودرعا.