على الرغم من الأعراض الصعبة التي تواكب الإصابة بالخرف ومرض ألزهايمر، وعدم وجود علاج له حتى الآن، إلا أن الأطباء يؤكدون إمكانية التعايش معه لمدة 20 عاما في حال تم الالتزام بأنواع العلاج المختلفة والمحافظة على الأوعية الدموية للدماغ من التلف، وفيما يطالب الأطباء بحملة لتصحيح المفاهيم الخاطئة عنه كمرادف للشيخوخة، يرى البعض الآخر أهمية الاهتمام بالكشف المبكر عن المرض، عند الشعور بأى فقدان خفيف للذاكرة لاسيما أن ضرره على الدماغ يبدأ قبل ظهور الأعراض بسنوات. و«ألزهايمر» مرض اشتق اسمه من اسم الطبيب الألماني المتخصص في الطب النفسي السريري وعلم التشريح العصبي (ألويس ألزهايمر، الذي اكتشفه عام 1906. بعد أن لاحظ تغيرات تشريحية في مخ امرأة توفيت بمرض عقلي غير معتاد، وهو يصيب كبار السن غالبًا، يبدأ الشخص المصاب به بفقدان خفيف للذاكرة يؤثر في أجزاء من الدماغ التي تتحكم في الفكر والذاكرة واللغة؛ مما يؤدي إلى فقدان القدرة على إجراء محادثة بسيطة، أو التفاعل مع الأحداث المحيطة. ومرض ألزهايمر يتطور تدريجيا ويصيب الدماغ متسببا في ضعف الذاكرة والوظيفة الإدراكية، والسبب الدقيق غير معروف ولا يوجد علاج متاح حتى الآن. ورغم أن الأشخاص الأصغر سنًا يمكن أن يصابوا بمرض ألزهايمر، إلا أن الأعراض تبدأ بشكل عام بعد سن الستين. ويمكن أن يكون الوقت من التشخيص إلى الوفاة أقل من ثلاث سنوات لمن تزيد أعمارهم عن 80 عامًا. ومع ذلك، يمكن أن يكون أطول بكثير بالنسبة للشباب. خيارات تساعد في إدارة أعراض المرض لسنوات طويلة خلصت التجارب إلى ضرورة الالتزام في علاج ألزهايمر بسلسلة واسعة من العلاجات التى يحددها الطبيب حتى يمكن معايشة المرض لفترة 20 عاما بدلا من سنوات محدودة ومن بينها : - أدوية التغيرات السلوكية مثل مضادات الذهان. - أدوية فقدان الذاكرة مثل مثبطات كولينستراز، دونيبيزيل (أريسبت) وريفاستيجمين (إكسيلون) وميمانتين (نأميندا). - علاجات بديلة تهدف إلى تعزيز وظائف المخ أو الصحة العامة، مثل زيت جوز الهند أو زيت السمك. - أدوية لضبط النوم وأخرى للاكتئاب. - مضادات الأكسدة (مثل فيتامين سي وفيتامين إي، وبيتا كاروتين) - تناول الأحماض الدهنية أوميغا 3 - اتباع نظام غذائي يشمل القليل من اللحوم الحمراء والإكثار من الحبوب - كبار السن الذين يقضون معظم وقتهم في بيئتهم المنزلية أكثر عرضة للإصابة - الدماغ النشط قد يقلل من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر - النساء الأكثر نشاطًا كن أقل عرضة لتراجع الوظائف العقلية. - التدخين يزيد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر والخرف. 10 علامات لمرض ألزهايمر أوضح مدير الخدمات الطبية بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر الدكتور ماجد محمد العبدلي أن ألزهايمر بمفهومه الحديث لا يقتصر ضرره على المريض نفسه موضحا أن تقديم الرعاية الصحيّة لمريض ألزهايمر ضمن المؤسسات الصحية او في المنزل يُعد أمرًا ليس بالسهل؛ لما له من مضاعفات جسدية وأخرى سلوكية قد تضرّ المريض نفسه. ونوّه العبدلي إلى أن الكشف المبكّر والمتابعات المستمرة لدى الممارسين الصحيين المختصين تجنّب مريض ألزهايمر مؤكدا أنه ليس جزءًا طبيعيًا من الشيخوخة، بل مرض قد يفضي في حالاته المتقدمة لانحلال في الدماغ مما قد يسبب الوفاة للمصاب به وأضاف رئيس قسم طب الأعصاب بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر الدكتور محمد عبدالله الشريم، أنه عند الحديث علميًا عن مرض ألزهايمر لابد من تمييز العلامات العشرة الأكثر شيوعًا لدى مرضى ألزهايمر وأولها فقدان الذاكرة الذي يعيق الحياة اليومية وهي أحد أكثر أعراض مرض ألزهايمر شيوعًا ثم الصعوبة في التخطيط وحل المشاكل لتظهر بعد ذلك صعوبة إتمام المهام والعلامة الرابعة هي تشوش ذهني في الزمان أو المكان وخامسًا صعوبة في تفسير الصور البصرية وتحديد المسافات، كما قد يعاني المريض من مشاكل جديدة في اختيار الكلمات المناسبة في الحوار والكتابة ويعاني من سلوك وضع الأشياء في غير أمكانها المفروضة وفقدان القدرة على اقتفاء أثر الأشياء، ومن الملاحظ في العلامة الثامنة انعدام سداد الرأي ليصل إلى العزلة الاجتماعية وقد يعاني عادة من تغيرات مزاجية وشخصية وفي حال ظهور أحد هذه الأعراض لدى أي شخص أو أحد المقربين منه فإنه ينبغي استشارة طبيبً متخصصًا على الفور. 3 مراحل للمرض أخطرها المتأخرة دعت استشارية طب الأعصاب وأمراض الحركة بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر الدكتورة زينب العرفج إلى ضرورة تمييز ما إذا كان المريض يعيش المراحل المبكرة من المرض أم أنه تجاوزها ليصارع المراحل المتأخرة الأكثر شدّة وضراوة ؛ وقالت يعاني المريض بحسب التصنيفات العالمية من ثلاث مراحل «مبكرة ومتوسطة ومتأخرة» ففي مرحلة الخرف البسيط «المبكرة» قد يعاني من ضعف الذاكرة قصيرة المدى دون فقدانها ووضع الأشياء في غير موضعها والعزلة والهيجان عند نسيان الأشياء؛ وعلى النقيض فإن مريض ألزهايمر في مرحلة الخرف الشديد «المرحلة المتأخرة» لا يستطيع التعرف على أفراد أسرته أحيانًا بل ويعجز عن أداء أبسط المهام دون مساعدة وعلى ذلك فإنه يحتاج لمرافقة دائمة ورعاية صحية على مدار الساعة ؛ وتشير الدراسات إلى أن ممارسة بعض الأنشطة الذهنية مثل حفظ القرآن أو لعب الشطرنج والورق قد تقى من المرض. من جانبه دعا الدكتور محمد أحمد الشمري طبيب مخ وأعصاب إلى تعزيز وعي المجتمعات تجاه مرضٍ لطالما دارت حوله الأحاديث المختلفة والمعلومات المغلوطة فمنها ما يُقلل من خطورة المرض ومنها ما يدّعي أنه المرض يستهدف فئة سنيّة دون غيرها ضاربين بالتحذيرات المؤسسية المثبتة والمبنية على البراهين العلمية عرض الحائط؛ وقال إن مريض ألزهايمر «قد يخسر حياته بسبب القصور الكلي للدماغ في المراحل المتقدمة من المرض» أن لم يبادر بالكشف المبكّر وبدء العلاج لتحسين نمط حياته.. ألزهايمر يضر الدماغ قبل ظهور الأعراض بسنوات يبدأ ضرر ألزهايمر على الدماغ قبل ظهور الأعراض بسنوات، اذ تكون رواسب البروتين غير الطبيعية لويحات وتشابكات في دماغ المصاب، فتختفي الاتصالات بين الخلايا وتبدأ في الموت، وفي الحالات المتقدمة، يُظهر الدماغ انكماشًا كبيرًا. وكشفت دراسة أجرتها منظمة ألزهايمر الدولية، عن نتائج مقلقة، أهمها نقص مذهل في المعرفة العالمية حول الخرف. إذ يعتقد ثلثا المشاركين أن الخرف هو جزء طبيعي من الشيخوخة وليس اضطرابًا عصبيًا، ويعتقد 48 % أن ذاكرة الشخص المصاب بالخرف لن تتحسن أبدًا، حتى مع الدعم الطبي، ويعتقد واحد من كل أربعة أشخاص أنه لا يوجد ما يمكن فعله للوقاية من الخرف، وأكثر من 50 % من ممارسي الرعاية الصحية يتفقون على أن زملاءهم يتجاهلون الأشخاص المصابين بالخرف وأن 33 % من الناس يعتقدون أنه إذا كانوا مصابين بالخرف، فلن يتم الاستماع إليهم من قبل المتخصصين الصحيين. وترى الرئيسة التنفيذية لمنظمة مرض ألزهايمر الدولية (ADI) السيدة باولا باربارينو أن هذه النتائج تعطينا الآن خط أساس للمعلومات عن الوصمة المرتبطة بالخرف على المستوى العالمي والإقليمي والوطني، معربة عن أملها فى بدء الإصلاح الإيجابي والتغيير على مستوى العالم. العلاج يؤدي لتحسن مؤقت في أعراض فقدان الذاكرة تؤدى العلاجات الحالية لداء ألزهايمر مؤقَّتًا لتحسين الأعراض المتعلِّقة بفقدان الذاكرة والمشكلات التي ترتبط بالتفكير والمنطق، ومع ذلك، لا تُوقِف التراجُع في خلايا الدماغ وموتها اللذَيْن ينطوي عليهما المرض، وبسبب موت المزيد من الخلايا، يستمرُّ تفاقُم داء ألزهايمر. ويُمكن أن تتضمَّن العلاجات المستقبلية لداء ألزهايمر مجموعة من الأدوية مشابهة لكيفية شمول علاجات العديد من السرطانات أو فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)/ مرض الإيدز (AIDS) لأكثر من عقار واحد. وبعض علاجات داء ألزهايمر الجديدة قيد التطوير تستهدف التكتُّلات المجهرية من البروتين التي تُسَمَّى بيتا-أميلويد (اللويحات) . وتشير الدلائل المتزايدة إلى أن صحة الدماغ مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بصحة القلب والأوعية الدموية. وتشمل ارتفاعَ ضغط الدم، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، وداء السكري، وارتفاع الكوليستيرول في الدم.. ويتحرَّى الباحثون عما إذا كانت الأدوية المستخدَمة الآن لعلاج أمراض الأوعية الدموية، مثل أدوية ضغط الدم، قد تساعد الأشخاصَ المصابين بداء ألزهايمر أو تقلِّل من تطوُّر الإصابة بالمرض. حقائق عن ألزهايمر وفقا لمنظمة الصحة العالمية تضاعف عدد المصابين بمرض ألزهايمر كل 5 سنوات بعد سن 65 عاما. يصاب شخص كل ثلاث ثوانٍ بالخرف في مختلف أنحاء العالم 50مليون مصابون بالخرف حاليا ألزهايمر سادس سبب رئيسي للوفاة في الولاياتالمتحدة. 150 مليون إصابة بالمرض في 2060 2 من كل 3 أشخاص في العالم لديهم فهم ضئيل لمرض ألزهايمر والخرف. 130 ألف مصاب تقريبًا بمرض ألزهايمر في المملكة أنواع الخرف الخرف مصطلح شامل يمكن أن يندرج تحته مرض ألزهايمر الخرف يبدأ بنوبات بسيطة من النسيان كالصعوبة في تتبع الوقت والميل إلى الضياع في الأماكن المألوفة. الخرف قد يكون متوسطا، فيزداد النسيان والارتباك، ويصعب تذكر الأسماء والوجوه أعراض مرض ألزهايمر صعوبة تذكر الأحداث أو المحادثات الأخيرة – اللامبالاة – الاكتئاب – ضعف الحكم – الارتباك – الالتباس - التغيرات السلوكية صعوبة الكلام أو البلع أو المشي في المراحل المتقدمة من المرض يركز علاج الخرف الوعائي على منع حدوث المزيد من الضرر للأوعية الدموية في الدماغ