عزيزي رئيس التحرير برزت في الوقت الحاضر احدث نصيحة لتفادي مرض (خرف الشيخوخة) وهي نصيحة تحمل في طياتها المفهوم القائل: (إنه دماغك, استخدمه والا فقدته). من هذا المنطلق ندرك ان المواظبة على مزاولة الانشطة خارج العمل, خصوصا الهوايات التي تنشط العقل, قد تساعد على الوقاية من الاصابة بمرض خرف الشيخوخة. وقد توصلت الابحاث الحديثة الى ان الاشخاص الذين يعزفون على الالات الموسيقية مثلا, او يمارسون التمارين الرياضية, او يحلون الكلمات المتقاطعة هم اقل عرضة للاصابة بهذا المرض عند تقدمهم في العمر. يشار الى انه يصعب على الكثير من الاصحاء تذكر بعض المعلومات عند تقدمهم في السن, ولكن اعراض مرض خرف الشيخوخة تتعدى حدود الانسان. فالشخص كثير النسيان يستطيع عادة تذكر التفاصيل المتعلقة بالاشياء التي ينساها, وهو قد ينسى اسم جاره القريب, لكنه يعرف ان ذلك الشخص هو جاره. اما المصابون بمرض خرف الشيخوخة فانهم لا ينسون التفاصيل فحسب, بل ينسون كل شيء وربما يواجهون صعوبات في التواصل مع الآخرين وفي عمليات التعلم والتفكير والاستنتاج, الامر الذي قد يؤثر على حياتهم العملية والاجتماعية والعائلية. وينشأ مرض خرف الشيخوخة من اضطراب في الدماغ يضعف فعالية الروابط بين خلايا الدماغ, ويؤدي الى تلفها. ويتميز المرض بكتل غير سوية وعقد غير منتظمة من خلايا المخ. ولاسباب غير معروفة تتغلب تلك الكتل والعقد على نسيج الدماغ السليم فتتلف الاجزاء المرتبطة بالوظائف الذهنية. اما الاعراض المبكرة للمرض فتشمل فقدان الذاكرة وصعوبة تذكر الاماكن المعروفة سابقا. وتدريجيا يفقد الاشخاص المصابون بالمرض القدرة على النطق وفي بعض الاحيان لا يستطيعون التعرف على الاشياء المألوفة او حتى على افراد الاسرة. اما في المراحل المتقدمة من المرض فهم يفقدون التنسيق الحركي وقد لا يتذكرون انفسهم او العالم من حولهم وينتهي الامر بهم الى العجز والنسيان. وخرف الشيخوخة مرض مركب تسببه مجموعة من المؤثرات ويكتشف العلماء سنة بعد سنة معلومات جديدة عن المرض تستدعي وجود دقة في التشخيص للوصول الى علاج افضل. وبما ان خرف الشيخوخة مرض يصيب الجهاز العصبي ويتسم بالتدرج والسلوك الانتكاسي فالشفاء منه غير متوقع, كما هو الحال بالنسبة للامراض المعدية. لكن هنالك محاولات علاجية لتحسين مستوى حياة المصاب والاهتمام بسلامته وتسهيل العناية به. ويطمح الخبراء الى اكتشاف ادوية جديدة في المستقبل القريب تجعل منه مرضا يماثل الامراض المزمنة التي يمكن التعامل معها بسهولة. ولم يتوصل العلماء الى السبب الرئيس للمرض علما بأن التقدم في العمر والتاريخ العائلي عاملان مهمان في الاصابة بالمرض فالشخص الذي سبق ان اصيب احد والديه بالمرض يكون عرضة اكثر من غيره للاصابة به. لكن لا يوجد دليل واضح على ان المرض ينتقل وراثيا. ونضع هنا بعض الارشادات التي تساعد في تنشيط قدرتك على التذكر: كن منظما: فالحياة معقدة ولا يمكنك تذكر كل شيء من حولك, فاستخدم مفكرة للتواريخ المهمة, ودون قائمة بما يجب عمله. مارس الرياضة بانتظام: فالتمارين الرياضية تزيد من مستوى تدفق الدم في الدماغ وتضبط تناغم الخلايا العصبية التي تتحكم بحدة الذهن, مما يحافظ على بقاء العقل نشطا على الدوام. خذ قسطا وافيا من النوم: فمعظم الناس يحتاجون الى النوم سبع ساعات على الاقل لكي يصبحوا قادرين على العمل بشكل جيد. فقلة النوم تؤثر على الذاكرة. وتؤدي الى شرود الذهن ووقوع الحوادث. اكثر من تناول الفواكه والخضار: فالفواكه والخضار يحتويان على مضادات الاكسدة, التي تمنع الشعور بالضياع وضعف الذاكرة. لا تدخن: فالتدخين يتسبب في تقلص الاوعية الدموية, بما في ذلك تلك الاوعية الموجودة في الدماغ. تجنب التوتر: حيث توجد علاقة وثيقة بين الضغوط العاطفية وجميع انواع الامراض. بما في ذلك فقدان الذاكرة. والتوتر لمدة طويلة قد يتلف الجزء المسؤول عن الذاكرة والتعلم في الدماغ. @@ أبيه العمير