يمثِّل الجهاز العصبي مجموعة من الأنسجة التي تقوم بدور مهم في تنظيم العمليات الفسيولوجية بالكائن الحي، ويعد أكثر أجهزة الجسم تعقيداً، علاوة على تحكُّمه في وظائف الأجهزة الأخرى الفسيولوجية. وتشكل الأعصاب جزءاً من هذا الجهاز العصبي، وأي خلل في هذا يؤثر بشكل سلبي في الأعصاب، وبالتالي في الوظائف التي تقوم بها في الجسم. وهناك أمراض عدة تصاب بها الأعصاب، ومن أهم تلك الأمراض (الزهايمر - مرض التصلُّب). وعدم تجدُّد الخلايا العصبية للدماغ حكمة إلهية عظيمة يصعب على الإنسان تصوُّرها؛ إذ إن عدد هذا النوع من الخلايا يبقى ثابتاً لحكمة أرادها الله، وبذلك فهي تختلف عن العديد من خلايا الجسم القابلة للتجدد، مثل خلايا المعدة والأمعاء. وقدَّر العلماء عدد خلايا الدماغ بمائة مليار خلية، حيث يبقى هذا العدد ثابتاً منذ الولادة حتى بلوغ الشيخوخة. وما يؤكد قول العلماء هو ما يحدث لكبار السن من فقدان الذاكرة وكثرة النسيان؛ حيث يعود السبب الرئيس لهذه الظاهرة إلى مرض (الزهايمر)، وفقدان قدر معين من الذاكرة مع تقدم العمر هو حالة طبيعية، ولكن الزهايمر ليس جزءاً من الشيخوخة، وسبب حدوثه ما زال غامضاً عند بعض الناس، كما أن الزهايمر ليس هو السبب في جميع حالات الخرف وفقدان الذاكرة، فإن السكتة القلبية وتصلب الشرايين الذي يعيق جريان الدم إلى الدماغ قد يؤدي إلى أعراض مشابهة، وتعود 50% من حالات الخرف أو فقدان التوازن العقلي إلى أسباب أخرى قابلة للعلاج، ويكون تشخيص الحالة بمعرفة أعراض مرض الزهايمر التي تصيب كل مريض بطريقة مختلفة تتعلق بصفات الشخص وتصرفاته قبل الإصابة وأثناءها، وهي غالباً ما تكون تدريجية الحدوث على ثلاث مراحل، لكل مرحلة بعض الأعراض. فأعراض المرحلة المبكرة، وهي ترجع إلى تقدُّم السن، يكون هناك صعوبة في التعبير، وفقدان ملحوظ في الذاكرة، وخصوصاً لفترات قصيرة، وعدم تقدير قيمة الوقت، ونسيان الأماكن المعروفة عنده، وصعوبة اتخاذ القرارات أو التردد في اتخاذها، ومظاهر من الاكتئاب والغضب، وضعف الرغبة أو التردد في عمل الأشياء. وأما أعراض المرحلة المتوسطة التي يظهر فيها ضعف المريض على ممارسة حياته اليومية فمنها: فقدان الذاكرة بشكل حاد ولافت للانتباه، وعدم تذكُّر أسماء الأشخاص المحيطين به، وعجز المريض عن القيام بالأعمال المنزلية، ويصبح بطيئاً جداً في القدرة على التحدث والاستيعاب، كما يزداد المريض تعلقاً بالآخرين، ويحتاج إلى المساعدة للحفاظ على نظافته الشخصية وارتداء ملابسه وقضاء احتياجاته، وتظهر على المريض حالة من الهذيان، ويزداد فقدان الذاكرة وحدة التصرفات الشخصية في المرحلة المتأخرة للزهايمر. ومن المؤشرات التي تظهر في هذه المرحلة مصاعب الأكل والتغذية، وعدم القدرة على تمييز الأشخاص القريبين منه، وصعوبة في فهم الأحداث، وعدم القدرة على الحركة. ولا يوجد حتى الآن علاج شافٍ للزهايمر، لكن توجد بعض العلاجات التي تحدُّ من تفاقم المرض وتحدُّ من تضرُّر خلايا الدماغ، كما أنها تعمل على تخفيف الأعراض وإيقافها فترة من الوقت، مع العلم أن هذا التأثير الإيجابي يتراجع بعد نحو أربع سنوات من العلاج. الدكتور سعيد بوحليقة