أقفل محتجون صباح أمس طرقًا رئيسة في مختلف أنحاء لبنان، بينها غالبية المداخل المؤدية إلى العاصمة، على وقع تسجيل سعر الصرف تدهورًا قياسيًا مقابل الدولار وغرق البلاد في جمود سياسي من دون أفق. وأغلقت مداخل بيروت تحت شعارات عدّة بينها «يوم الغضب». وأضرم المحتجون النيران في مستوعبات للنفايات وأشعلوا الإطارات. كما تحدّثت الوكالة الوطنية للإعلام عن إقفال محتجين طرقًا عدة جنوببيروت أبرزها طريق المطار وفي مناطق الشمال خصوصًا طرابلس والبقاع شرقًا وفي جنوب البلاد. وسجّلت الليرة في الأيام الأخيرة انخفاضًا قياسيًا غير مسبوق منذ دخول لبنان دوامة الانهيار الاقتصادي قبل عامًا ونصف العام، إذ اقترب سعر الصرف مقابل الدولار من عتبة 11 ألفًا في السوق السوداء. وتسبّب ذلك بارتفاع إضافي في الأسعار، دفع الناس للتهافت على المحال التجارية لشراء المواد الغذائية وتخزينها. وقالت باسكال نهرا، متظاهرة شاركت في إقفال طريق رئيس في منطقة جل الديب شمال بيروت، «أغلقنا كل الطرق في المنطقة اليوم لنقول للجميع: +انتهى الأمر، لم يعد لدينا ما نخسره+ حتى كرامتنا خسرناها». وأضافت الشابة التي كانت تعمل في مجال العقارات بحرقة «نريد من كل الناس أن تتضامن معنا وتنزل إلى الشوارع لتطالب بحقها، فالأزمة المعيشية تطال اللبنانيين والطوائف كافة». ويتزامن إقفال الطرق الاثنين مع دخول لبنان المرحلة الأخيرة من تخفيف قيود الإغلاق المشدد المفروض منذ منتصف الشهر الماضي في محاولة للحد من التفشي المتزايد لفيروس كورونا.