أقفل محتجون صباح الإثنين، طرقاً رئيسية في مختلف أنحاء لبنان، بينها غالبية المداخل المؤدية الى العاصمة، على وقع تدهور سعر الصرف مقابل الدولار وغرق البلاد في جمود سياسي دون أفق. وأفادت وكالة فرانس برس بإقفال غالبية مداخل بيروت تحت شعارات عدة بينها "يوم الغضب". وأضرم المحتجون النيران في مستوعبات للنفايات وأشعلوا الإطارات كما تحدّثت وكالة الأنباء اللبنانية عن إغلاق محتجين طرقاً عدة جنوببيروت أبرزها طريق المطار، وفي الشمال خاصةً في طرابلس والبقاع شرقاً وفي جنوب البلاد. وسجلت الليرة في الأيام الماضية انخفاضاً قياسياً غير مسبوق منذ دخول لبنان دوامة الانهيار الاقتصادي قبل عام ونصف العام، إذ اقترب سعر الصرف مقابل الدولار من 11 ألفاً في السوق السوداء، ما تسبب في ارتفاع إضافي للأسعار، والتهافت على المحال التجارية لشراء المواد الغذائية وتخزينها. وقالت باسكال نهرا، متظاهرة شاركت في إقفال طريق رئيسي في منطقة جل الديب شمال بيروت، لوكالة فرانس برس: أغلقنا كل الطرق في المنطقة اليوم لنقول للجميع انتهى الأمر، لم يعد لدينا ما نخسره، حتى كرامتنا خسرناها. وأضافت الشابة التي كانت تعمل في مجال العقارات بحرقة نريد من كل الناس أن تتضامن معنا وتنزل إلى الشوارع لتطالب بحقها، فالأزمة المعيشية تطال اللبنانيين والطوائف كافة. ويتزامن إغلاق الإثنين مع دخول لبنان المرحلة الأخيرة من تخفيف قيود الإغلاق المشدد المفروض منذ منتصف الشهر الماضي في محاولة للحد من التفشي المتزايد لفيروس كورونا. وناشدت شركة كبرى للأوكسيجين في لبنان المواطنين "تسهيل مرور شاحناتها على جميع الطرقات لتلبية حاجة المستشفيات للأكسيجين الطبي للضرورة الإنسانية خاصةً خلال جائحة كورونا. وشهدت محال بيع المواد الغذائية حوادث صادمة في الأيام الماضية، مع التهافت على شراء سلع مدعومة، في بلد يعيش أكثر من نصف سكانه تحت خط الفقر، وترتفع فيه معدلات البطالة تدريجياً. وقال مرصد الأزمة في الجامعة الأميركية في بيروت، المبادرة البحثية لدراسة تداعيات الأزمات المتعددة في لبنان وطرق مقاربتها، في تقرير الإثنين: إذا ظهرت تداعيات انهيار قيمة الليرة جلياً في تدهور القدرة الشرائية للبنانيين والمقيمين في لبنان، وما يرافق ذلك من تنافس محموم وأحياناً عنيف على ما يعرض من سلع وبضائع مدعومة في بعض المحلات، فإن الاسوأ لم يحدث بعد". وفي ظل الأزمة الاقتصادية وشح السيولة، لم تثمر الجهود السياسية رغم ضغوط دولية عن تشكيل حكومة، منذ استقالة حكومة حسان دياب بعد أيام من انفجار المرفأ المروع. وقال الباحث في الشؤون المصرفية والمالية محمد فاعور لوكالة فرانس برس إن تدهور الليرة "مجرد استمرار لاتجاه واضح نحو الانخفاض في سعر الصرف منذ بداية الأزمة وللتقاعس السياسي المزمن". ويشهد لبنان منذ صيف 2019 أسوأ أزمة اقتصادية أدت الى خسارة العملة المحلية أكثر من80% من قيمتها مقابل الدولار، وفاقمت معدلات التضخم، وتسببت في خسارة عشرات الآلاف وظائفهم ومصادر دخلهم، فيما نضب احتياطي المصرف المركزي بالدولار.