وتستمر قافلةُ العطاء المضمّخة بمفاهيم الحيوية والتجدُّد المستمر وفق فلسفةٍ قامت عليها الأهدافُ الإستراتيجية والتشغيلية لجمعية البر بجدة ثم مبادراتها وإجراءات ترجمتِها على أرض الواقع. لقد كانت الاستدامة هي القاسم المشترك في كل ما برز في الجمعية من أنشطة وبرامج، استشعارًا من القائمين عليها بنبض المجتمع وتحقيقًا لرؤية القيادة الرشيدة التي رسمت خارطة طريقٍ للمستقبل المزدهر. فكان تطوير مقر الجمعية والأوقاف التابعة لها، ثم العناية بالجانب التقني بها والذي تجسد في تيسير تقديم خدماتها عبر موقعها وبوابتها الإلكترونية ثم أجهزة الخدمة الذاتية للمتبرعين والمستفيدين، ترجمةً للتوجه المدروس الذي تسير عليه إدارة الجمعية. وقد نهج القائمون على الجمعيةِ سياسةَ التوثيق لجميع المنجزات عبر التقارير السنوية التي ترصدُ الجهودَ المبذولة على مدار العام وتوثقها من باب الإثراء المعرفي والتوثيق الذي يقف شاهدًا على حجم المنجز. ولم يتوقف الأمرُ عند التقارير السنوية بل تعداها الى إعداد تقارير الاستدامة والدليل الإجرائي الذي يضع النقاط على الحروف لكل التفاصيل الإدارية التي تتم داخل إدارات هذه المنظمة، وهو بابٌ مهمٌ من أبواب الحوكمة التي يتم فيها تطبيق الإدارة المتسقة مع السياسات المحكمة وتوجيه العمليات واتخاذ القرارات التي تترجم مفاهيم الشفافية والعدالة والقدرة على المنافسة. بل ومن باب دعم هذا التوثيق عنيت الجمعيةُ بالإعلام الخيري وأبرزتْ مناشطها وبرامجها من خلاله بل وسلَّطت الضوءَ على جهود الدولة في المجالات الإنسانية وجهود القطاع الثالث عمومًا. كل ذلك جاء استشعارًا من القائمين على الجمعية بحجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم تجاه المجتمع في إطار المشروع التنموي الذي تبنَّته الدولة وعلى رأسها خادمُ الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين. إن مفهومَ الإدارة بالتكاملِ الذي تم تطبيقه في مختلف إدارات الجمعية أثبت فاعليته في تحسين المُخرجات وارتقاء الأداء وصولًا الى آفاق أوسع في غرس الفكر التنموي لدى منسوبي الجمعية بما يعودُ بالخير العميم على المجتمع إنسانًا ومكانًا. ولعل الأيام المقبلة ستكشف عن المزيد من الأنشطة والبرامج والمبادرات التي حرصت إدارة الجمعية على تطبيقها وفق أعلى معايير الجودة التي شملت كافة إداراتها ومناشطها. ___ (*) مدير إدارة الدعم المؤسسي بجمعية البر بجدة