وصف صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية الوحدة التي قامت في المملكة بأعظم وحدة شهدها القرن العشرين، حيث قامت هذه الوحدة على أساسٍ متين ، مستنيرةً بكتاب الله عز وجل ، وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم - ، مستمدةً نظامها من شرع الله المطهر ، إذ أقامت فيها شرائع الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وستظل هذه الوحدة بإذن الله مثالاً شامخاً راسخاً إلى ما شاء الله . جاء ذلك خلال استقبال سموه لجمعية عنك الخيرية للخدمات الاجتماعية بمحافظة القطيف أمس ، في مجلس الإمارة الأسبوعي " الاثنينية " . و قال سموه بمناسبة الذكرى ال 87 لليوم الوطني " باسمكم جميعاً نرفع التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله - ، بهذه الذكرى العزيزة ، لتوحيد المملكة ، فقد مرت هذه الأعوام وكأنها حلمٌ عشناه بالأمس القريب ، في الأمس كانت هذه البلاد بأطرافها المتباعدة ، ومساحتها الشاسعة ، تعمها الفوضى وضعف الأمن ، و يغيب عنها الاستقرار ، فلا الإنسان يأمن على نفسه ، ولا على ماله وعرضه ، حتى جاء الدور الريادي الفريد لجلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود طيب الله ثراه - ومن وقف معه من الرجال ، ليقودوا بلادنا ، ويضعوها على طريق التقدم والريادة ، ونحن اليوم نلمس ثمار هذا الدور ، وليتهم معنا اليوم ليروا ثمرة جهدهم وحرصهم ، وما تفضل الله به علينا ، لنكون ما نحن عليه اليوم ، ونحصد ثمرة زرعهم". وأضاف سموه " مع استذكارنا للدور الريادي، والملحمة العظيمة ، يجب علينا أن ندرك ونتبصر ما نحن فيه ، ونحمد الله على ما منَّ به علينا، فالعيش الرغيد ، والخير العميم الذي ننعم به ، جاء نتيجة إصرار وعزيمة وثبات ، وتضحية وإقدام وشجاعة ، وتعاون و تكاتف وتعاضد ، بين الملك المؤسس - طيب الله ثراه - وأبناءه البررة من بعده ، ومن رجالات الدولة ومواطنيها على مر العصور ، من مختلف المناطق ، فأطياف المجتمع السعودي اجتمعت تحت الراية العظيمة ، راية التوحيد التي تحمل أعظم عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ، فحري بنا أن نصدق القول والعمل ، لكل ما فيه خير بلادنا وأهلها ، وأن نحافظ على نسيجنا المجتمعي و نحميه من كل الدخلاء ، فالنعم تدوم بالشكر ، فنسأل الله أن يديم علينا نعمه الظاهرة والباطنة، وأن يوفق قائد هذه الأمة و ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين أيده الله - ، ويشد عضده بولي عهده الأمين ، وبالشعب الوفي ، لكل ما فيه خير وصلاح لبلادنا و بلاد المسلمين". وأشاد سموه ، بجهود جمعية عنك الخيرية للخدمات الاجتماعية ، قائلا " أشكر رئيس جمعية عنك الخيرية للخدمات الاجتماعية ، الأستاذ عبدالحكيم العمار ، وأعضاء مجلس الإدارة، والجمعية العمومية ، والعاملين والمتطوعين ، فقد بذلوا وقدموا وأحسنوا العمل ، وما سمعناه عن مناشط الجمعية وجهودها ، أمر يدعو للفخر والاعتزاز بما تبذله هذه الجمعية ، وكافة الجمعيات المثيلة في المنطقة الشرقية ، فالمجتمع السعودي ولله الحمد مجتمع محب للخير ، ومجتمع يرجو الأجر من الله في كل الأفعال"، مشيراً سموه الى إن العمل الخيري والاجتماعي جوهره تنمية الإنسان ، هذا الإنسان الذي هو في بادئ الأمر طالب خدمة ، وباحث عن مساعدة ، وجوهر التنمية يتمثل في تحويل الطاقات الكامنة للأفراد ، إلى طاقات إنتاجية ، يعف بها الفقير والمحتاج عن المساعدة ، ويساهم في تقديم الخدمة لغيره من المحتاجين ، وآمل أن يتحول العمل في كافة الجمعيات في المنطقة الشرقية من عملٍ رعوي يكتفي بتقديم المساعدات، إلى عمل تنموي نشهد فيه تحول الممنوح إلى مانح، ومستقبل المساعدة إلى مقدم لها ، وأتمنى أن لا يكون ذلك في جمعيات المنطقة الشرقية فحسب ، بل أن يشمل مناطق المملكة الحبيبة أجمع ، وهذا ليس بالأمر المستحيل ، فالقوة البشرية من الجنسين موجودة ، والأموال ولله الحمد تُبذل في كل وجوه الخير في بلادنا ، والدعم من الدولة ممثلةً بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية متاح ، والمجتمع يتطلع لمزيد من الجهود التنمية ، والمتبقي هو العمل الجاد الدؤوب على تسخير كل هذه الإمكانات في مكانها الصحيح، بالطريقة الصحيحة ، وفي الوقت الملائم ، وسنشاهد المخرجات والأثر الذي يواكب تطلعاتنا جميعاً ، ويكون مشاركاً فاعلاً في تحقيق رؤية المملكة 2030" . وأختتم سموه ، حديثه بالتأكيد على ما يتميز به المجتمع السعودي من حبٍ لأعمال الخير ، وإقبال منقطع النظير على المناشط التطوعية ، والمبادرات الاجتماعية التي تثري المجتمع ، وتسهم في تطوره وتنميته ، متمنياً لمنسوبي القطاع غير الربحي وجمعيات المنطقة الشرقية التوفيق في تحقيق رسالتها ، وأداء مهمتها الجليلة . من جانبه ، أوضح رئيس مجلس إدارة جمعية عنك الخيرية للخدمات الاجتماعية عبدالحكيم العمار ، أن جمعية عنك الخيرية للخدمات الاجتماعية ، حظيت كغيرها من مناشط الخير والبر في المنطقة الشرقية بدعمٍ و رعاية من سمو أمير المنطقة الشرقية - حفظه الله - ، وأوضح العمار أن خيرية عنك حرصت على تقديم خدماتها بما يتناسب مع احتياجات أهالي المدينة ، من خلال تبني مجلس إدارة الجمعية لمحاور رئيسية تمثلت في ( التعليم، التدريب والتأهيل ، التوظيف ، دعم وتأهيل الأسر المنتجة ) . وأضاف العمار " لقد نفذت الجمعية عدداً من برامج التوعية والتأهيل للشباب ، راعت فيها حماية الشباب وإبعادهم عن الأفكار الدخيلة ، والحرص على تقديم ما ينفعهم ويحقق توجيهات ولاة أمرنا - حفظهم الله - بالاهتمام بفئة الشباب، باعتبارها المستقبل المشرق الذي يعول عليه الكثير ، فقد أقامت الجمعية دورات عديدة للطلبة والطالبات بلغت في مجملها ( 53 ) دورة في تخصصات مختلفة ، بلغ عدد المستفيدين منها أكثر من ( 2300 ) طالب وطالبة وقد كانت هذه الدورات في مجالات مختلفة كاللغة الإنجليزية ، والحاسب الآلي ، والاستعداد لاختباري القدرات العامة والتحصيل العلمي وغيرها ، كما نفذت الجمعية عدداً من البرامج لتحفيز مستفيديها من الطلبة والطالبات على رفع مستوى تحصيلهم العلمي من خلال احتفالات تكريم الطلاب والطالبات المتفوقين". وفي محور التوظيف ، أوضح رئيس مجلس إدارة " خيرية عنك " أن الجمعية عملت على توظيف أكثر من ( 300 ) شاب وفتاة ، أغلبهم من المستفيدين من خدماتها ، وذلك من خلال تدريبهم وتأهيلهم وإعطاؤهم الدورات المكثفة في اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي ومن ثمَّ توظيفهم في عددٍ من الشركات الرائدة في سوق العمل بالمنطقة الشرقية ، لافتاً الى الجمعية عملت على دعم الأسر المنتج ة، لتحويل المستفيدين إلى أصحاب عمل منتجين ومفيدين لمجتمعهم و وطنهم ، فأقامت لهم معارض عدة ، شاركت فيها هذه الأسر بمنتجات مختلفة ، كما حرصت الجمعية كذلك على التخصص والتكامل مع الجمعيات المتخصصة التي ازدادت في الفترة الأخيرة وذلك في ترميم المنازل ورعاية الأيتام والتأمين الطبي لهم ، وكذلك تدعم وتساعد أكثر من ( 400 ) أسرة من الأيتام والأرامل والمساكين والفقراء والمحتاجين. وأكد على سعي مجلس إدارة الجمعية الدائم لتحقيق الاستدامة المالية من خلال الرسوم الرمزية على بعض برامج الجمعية ، و تعزيز محفظة الجمعية الوقفية ، وقد تفضل سموكم الكريم بتدشين مبنى صالة المناسبات الكبرى التي تقع على مساحة 5 آلاف متر مربع ، في موقع مميز على الشاطئ في مدينة عنك ، والتي ستوفر لأهالي المدينة مركزاً متكاملاً للاحتفالات والمناسبات . من جانبه ، أكد نائب رئيس محكمة الاستئناف بالمنطقة الشرقية الشيخ يوسف العفالق ، في مداخلته ، على ما يحمله اليوم الوطني من معاني كبيرة لمواطني المملكة والمقيمين فيها ، منوهاً بما تنعم به المملكة من نعم متواترةٍ من أمنٍ ورخاء، حيث قال " هذا فضل الله جل وعلا ، الذي أدام هذه البلاد و وفق قادتها لكل خير ، فهذه البلاد لم تقم على قومية ، أو شعبية ، أو عرقية ، بل قامت على الدين الإسلامي النقي الصحيح ، أقامها على العقيدة السلفية الصافية ، فالنية الصالحة للرجل الصادق الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود طيب الله ثراه - كانت بعد فضل الله خلف هذه المنجزات التي نفخر بها بين أمم العالم أجمع ، وهو ما استمر عليه ملوك هذه البلاد البررة حتى العهد الزاهر الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود ، و سمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله -"، منوهاً فضيلته بالدعم الذي تلقاه الأعمال الاجتماعية من لدن القيادة الرشيدة ، مقدماً شكره لسمو أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه على الدعم الذي تلقاه الجمعيات الخيرية ، الذي أسهم في تطور جمعيات المنطقة الشرقية ، وتحقيقها مؤشرات استدامة وسلامة مالية متقدمة . حضر اللقاء صاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن جلوي المشرف العام على التطوير الإداري والتقنية بإمارة المنطقة الشرقية ، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن سعود ، ونائب رئيس محكمة الاستئناف الشيخ يوسف العفالق ، وقاضي الاستئناف الشيخ صالح بن عبدالرحمن اليوسف ، ومعالي أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد بن محمد الجبير ، ومعالي مدير جامعة الامام عبدالرحمن بن فيصل الدكتور عبدالله بن محمد الربيش ، و وكيل إمارة المنطقة الشرقية الدكتور خالد بن محمد البتال ، وعدد من أصحاب الفضيلة والسعادة وكبار مسؤولي الادارات الحكومية بالمنطقة وجمع من الأهالي .