قال مدير عام مركز مكافحة الجراد والآفات المهاجرة بوزارة البيئة والمياه والزراعة المهندس محمد بن حسين الشمراني في حوار ل»المدينة»: إن المركز قام بالتعامل مع 167 سربا من الجراد والآفات المهاجرة خلال عام 2020م عبر مسح المساحات المستكشفة البالغة 1834584 موقعا. وأشار إلى أن عدد المساحات المصابة والتي تم معالجتها بلغت 225254 موقعا في عموم مناطق المملكة، مبينًا أن الفرق الميدانية قامت بإعداد أكثر من 7086 تقريرا بالإضافة إلى القيام بعدد 15050 عملية الرش الجوي. وكشف عن أن منطقة مكة الأكثر تأثرًا بهجوم أسراب الجراد عبر 71 ألف موقع من المساحات المصابة ثم جازان ب 39 ألف موقع. وأضاف أن أكثر ما يواجه الفرق الميدانية في أداء مهامهم الميدانية يتمثل في وجود النحالين والرعاة بالقرب من مواقع الإصابة ما يؤخر أعمال المكافحة أحيانًا، حيث يتم السماح لهم بنقل ثرواتهم وعدم تضررها من جراء سمية المبيدات المستخدمة في عمليات المكافحة.. وإلى نص الحوار. * أسراب الجراد الأخيرة التي وصلت إلى المملكة جاءت من اليمن * النحالون والرعاة العائق الأكبر بوجودهم في مكان الإصابة * تعاملنا مع 167 سربا من الجراد والآفات خلال عام 2020 * معالجة 225 ألف موقع مصاب و7 آلاف تقرير للفرق الميدانية - هل يمكن إلقاء الضوء على الجراد والآفات المهاجرة ومدى خطورتها المحلية والإقليمية؟ * حقيقة أن الجراد آفة خطيرة عابرة للحدود وسلوكها غير متوقع في أحيان كثيرة وهذا يزيد من خطورتها فهو يستطيع تغيير سلوكه وعاداته ويمكن أن يهاجر على مسافات طويلة ويمكنه تشكيل أسراب كثيفة تتحرك بسرعة ويمكن أن يطير بسرعة تبلغ 150كلم في اليوم عندما تكون الرياح المواتية ويمكن أن تلتهم هذه الأسراب كميات كبيرة من النباتات والمحاصيل الزراعية ويمكن أن يتراوح انتشار أسراب الجراد من أقل من كيلو متر مربع واحد إلى أكثر من 1000 كيلومتر مربع ويشمل كل كيلومتر مربع من السرب ما بين 40 مليونا وأحيانا ما يصل إلى 80 مليونا من الجراد البالغ ويمكن للجراد التهام كميات كبيرة من النباتات كل يوم لذلك من السهل أن نرى الأثر الذي يمكن أن يحدثه غزو الجراد على الأمن الغذائي في المناطق المتضررة إذا حدث غزو الجراد هذا يستلزم عدّة سنوات ومئات الملايين من الدولارات للسيطرة عليه. مناطق ظهور الجراد - في ضوء ما ذكرت هل مواقع وجود الجراد يمكن تحديده أم من المحتمل ظهوره في مواقع غير متوقعة؟ * إن ظهور الجراد في مناطق غير متوقعة أمر ممكن حدوثه نظرًا لطبيعة وسلوك هذه الآفة غير المتوقع إلا أن المؤكد أن جهود الوزارة ممثلة بمركز مكافحة الجراد والآفات المهاجرة استطاعت بفضل الله من مكافحة الجراد والسيطرة الميدانية دون حدوث خسائر في القطاع الزراعي وحماية المحاصيل الزراعية والمساهمة في الحفاظ على الأمن الغذائي. - ما الاستراتيجية التي يعتمد عليها مركز مكافحة الجراد والآفات المهاجرة بالوزارة في عملية المكافحة؟ * يعتمد مركز مكافحة الجراد والآفات المهاجرة على تنفيذ استراتيجية المكافحة الوقائية والمعتمدة من قبل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وذلك من خلال الكشف المبكر عن الجراد والتدخل المباشر بالمكافحة قبل وصول الجراد إلى مراحل الأسراب المهاجرة ولذلك فإن فرق استكشاف ومكافحة الجراد منتشرة في عموم مناطق المملكة للرصد والتدخل حالما احتاج الأمر إلى ذلك. ولله الحمد والمنة يملك المركز الإمكانات الإدارية والفنية القادرة على تنفيذ هذه الاستراتيجية. الجراد والمحاصيل - مامدى تعاونكم مع منظمة الأغذية والزراعة لدرء كارثة وباء الجراد على المحاصيل بالمملكة؟ * أشادت منظمة الفاو وهيئة مكافحة الجراد في المنطقة الوسطى بهذه الجهود والتي لولاها لتعرضت المملكة وعموم ودول المنطقة لكارثة وباء الجراد أسوة بما هو حاصل في دول شرق إفريقيا والتي لم تستطع حتى الآن من السيطرة على الجراد بالرغم من الجهود الدولية المبذولة في هذا الصدد، حيث صرف أكثر من 240 مليون دولار حتى الآن وسبق وأن تقدمت أمانة هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة شكرها وعظيم امتنانها لحكومة المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة البيئة والمياه والزراعة والتي يمثلها مركز مكافحة الجراد والآفات المهاجرة، وذلك للجهود المبذولة في مكافحة الجراد الصحراوي والتي تعتبر نموذجا يحتذى به في المنطقة الوسطى من حيث توافر الإمكانات المادية والبشرية والإدارة والتنظيم في إدارة عمليات المسح والمكافحة وتأهيل وتدريب الكوادر الوطنية المسؤولة والمعتمدة ذاتيا وفي استخدام التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال والتي ساهمت في الحد من الضرر الاقتصادي لهذه الآفة على المزروعات والغطاء النباتي هذا بخلاف الدعم الذي تقدمه المملكة لدول المنطقة المتضررة من هذه الآفة حيث تعتبر الدول المملكة من أهم الدول المانحة في المنطقة وقد سبق لها تقديم الدعم للعديد من الدول سواء كان دعما مباشرا أو عبر الهيئة. رصد الأسراب - ماذا عن أسراب الجراد التي وصلت المملكة مؤخرًا هل قمتم بعملية رصدها من بلد المنشأ والقدوم؟ * أسراب الجراد الأخيرة التي وصلت إلى المملكة كان منشأها اليمن وخرجت من مناطق لم تصلها فرق المكافحة هناك نظرًا للظروف الأمنية المعروفة، حيث اتجه جزء من الأسراب إلى المناطق الساحلية في المملكة والجزء الآخر إلى وسط المملكة وأكدت منظمة الفاو في تقريرها الصادر مؤخرا بتاريخ 4 فبراير 2021 هذا الأمر وبذلت الجهود في مكافحتها. - ماهي التحديات التي واجهة المركز في مكافحة الجراد والآفات المهاجرة؟ * كما هو معلوم أن أسراب الجراد تستطيع أن تقطع أكثر من 200 كيلو متر في اليوم الواحد وقد قامت الفرق الميدانية بمتابعتها وإجراء المكافحة والقضاء على أجزاء منه بعد استقرار الأسراب في المناطق المشار إليها ومازالت الجهود مستمرة، حيث يقوم مركز الجراد ومن خلال كوادره الفنية المتخصصة المدربة بالتعاون مع منظمة الفاو باستقبال البيانات من الحقل مباشرة عبر الأقمار الصناعية من خلال منظومة أجهزة نقل المعلومات وإرسالها مباشرة إلى وحدة معلومات الجراد بالفاو ضمن منظومة الإنذار المبكر الإقليمية والدولية والتي بناء عليها تقوم بإصدار التنبيهات والتحذيرات لعموم دول المنطقة والعالم كما يقوم المركز برصد وتحليل بيانات الطقس والجراد والبيئة من خلال نظم المعلومات الجغرافية وتحديد عمليات المسح والمكافحة. الجراد الصحراوي - بحكم وقوع المملكة في منطقة حزام انتشار الجراد الصحراوي كيف تتعاملون مع هذا التحدي الجغرافي؟ * تعتبر المملكة من أهم دول المنطقة في حزام انتشار الجراد الصحراوي نظرا لموقعها الجغرافي وأهميتها الاستراتيجية للوقاية من وباء الجراد الصحراوي حيث تحتوي على مناطق التكاثر الشتوي ساحل البحر الأحمر ومناطق التكاثر الربيعي المناطق الداخلية من المملكة بالإضافة إلى استقبالها الجراد المهاجر الخارج عن السيطرة في دول الجوار مثل اليمن والسودان على سبيل المثال ولذلك فهي في قلب معركة الجراد منذ قديم الأزل. - ماذا عن خطط الوزارة والمركز الطارئة في مكافحة أسراب الجراد الصحراوي بحكم خبرتكم السابقة عنها؟ * المركز على استعداد دائم لإدارة وصول أسراب الجراد الصحراوي المهاجرة من بلد آخر أو منطقة أخرى من مناطق تكاثره التقليدية وهناك خطة طوارئ وطنية يتم تنفيذها حسب الآلية المتعمدة من قبل الوزارة وأضاف أن هناك دائما تنسيق مع كل فروع الوزارة بالمناطق والمكاتب لضمان عدم الازدواجية في تكوين الفرق الأرضية أو المكافحة الجوية والأرضية في منطقة واحدة، حيث تنفذ عمليات للمسح والاستكشاف الاستباقية لمكافحة الجراد والآفات المهاجرة في جميع مناطق المملكة لتوفير جميع الاحتياجات والإمكانات المادية والبشرية والإدارية والعلمية والتسهيلات الضرورية لنجاح عمليات الاستكشاف والمكافحة لصد غزو ونشاط الجراد والحد من أضراره على القطاع الزراعي ومتابعة تأمين المواد والتجهيزات الحديثة اللازمة والمناسبة لمكافحته عند الحاجة. تلقي البلاغات - ما طريقة تلقيكم في المركز للبلاغات المواطنين والمزارعين عن الجراد في جميع المناطق وطريقة معالجتها؟ * البيئة والمياه والزراعة تقدم خدمة بلاغات الجراد الصحراوي عبر النظام الإلكتروني (بلغ) لتمكين المستفيدين الإبلاغ عن حالة الجراد عبر النظام مباشرة ومتابعة حالة البلاغ ويمكنهم أيضًا تقديم البلاغ عبر الرابط https://web.mewa.gov.sa/ucs )/) أو عبر خدمة (الوات ساب) من خلال الرقم (0530233560) حيث أطلقت الوزارة خدمة بلاغات الجراد وذلك بهدف تمكين المستفيدين من الإبلاغ عن حالة الجراد عبر النظام مباشرة ومتابعة حالة البلاغ وللسيطرة على الجراد والآفات النباتية المهاجرة في جميع مناطق المملكة في وقت قياسي ولتقديم المشورة الفنية للحد من انتشار الجراد وحماية المناطق الزراعية. - لا شك بأن عملية التدخل المبكر قد تسهم في التقليل من أخطار الجراد والآفات المهاجرة ما خططكم في هذا الصدد؟ * نعمل في المركز في هذا الخصوص عب التدخل المبكر عن طريق الممسوحات الموجهة بشكل جيد والتدخلات في الوقت المناسب للحد من تفشي الجراد بشكل موسع داخل المملكة ولا شك بأن المنطقة بشكل عام تواجه أسوء تفشي للجراد منذ أكثر من 25 عاما وبفضل الله والدعم اللامحدود من قبل الوزير والمسئولين بالوزارة وكافة منتسبي قطاع الخدمات الزراعية استطاع مركز مكافحة الجراد والآفات المهاجرة من السيطرة على تفشي الجراد المستمر منذ منتصف عام 2018م وحتى الان حتى تم مكافحة الجراد في مساحة 507809 ألف هكتار.