شغف القراءة والاطلاع، وحب اقتناء الكتب بمختلف ميادين الثقافة والأدب والشعر، كانت من الصفات التي جبل عليها الإعلامي الكاتب الزميل عثمان عابدين- يرحمه الله-، فكل من عرفه يدرك مدى العشق الذي كان يسكن في داخل هذا المبدع الجميل لكل ماله صلة بلغة الكتب والكتاب، والحرف والقلم، والأدب والإبداع. ورغم أن الراحل «عابدين» كان كاتبًا وصحفيًا ومحررًا متخصّصًا في الأخبار والشؤون السياسية، إلا أنه محبًا عاشقًا لكل مجالات وصنوف الثقافة والأدب والفنون، مغرمًا بكل صنف منها، مثقفًا، وعلى إطلاع بكل جديد المطابع والكتب، والدواوين والألبومات، والموسيقى، يتذوّق من كل هذه الأطباق الإبداعية بشهية، وينهل منها بأسلوبه الثقافي الماتع، فنجدها تتجسّد صورة ومضمونًا في شخصه، وفي حديثه، وفي ابتسامته، وفي قفشاته الساخرة، ومداعباته الأنيقة مع الجميع. ترجّل الأستاذ عثمان عابدين وهو على مكتبه بجريدة «المدينة»، بين قلمه، وأوراقه، وبعض كتبه التي كانت تزيّن مكتبه. وفي منزله المتواضع، وبعد رحيله، كانت هناك مئات من مقتنياته وإرثه من الكتب التي تيتّمت، وفقدت صاحبها المثقف العاشق، كتب في كل مجالات الإبداع كافة، سياسية، وأدبية، وتاريخية، وفنية، وشعرية، مئات من الإبداعات التي كان تشكّل ذائقة الزميل الراحل، وربما كانت هي رفيقته وأنيسته وضالته التي وجد فيها مبتغاه في غربته.. وقد أوصت أسرة الزميل الراحل الأستاذ عثمان عابدين- يرحمه الله- من السودان الشقيق، زوجته السيدة سهير عبدالحميد، وابناه لينا وعمر، بإهداء هذه الكتب القيّمة، إلى الكيان الذي قضى فيه الراحل آخر أيامه، بل وآخر ساعاته ودقائقه، جريدة «المدينة» والتي بكل فخر تقبّلت هذا الإهداء الكريم من أسرة الزميل الذي ستظل ذكراه في قلوب كل منسوبي هذه الجريدة العريقة، وفي أذهان كل من عرف هذا الإنسان النبيل.. الشكر والتقدير لأسرته الكريمة، ورحم الله الزميل العزيز عثمان عابدين.