كانت المدينةالمنورة منذ القدم مهدًا للثقافة والأدب، ومحفلًا وناديًا لأدباء وشعراء العرب، ولقد صبغ هذا البعد الحضاري الثقافي أبناء المدينةالمنورة عبر العصور، حتى أن معظم مفكري ومثقفي وأدباء المملكة تخرّجوا من رحاب طيبة الطيبة، وكان الصفوة من روّاد الأدب والثقافة يلتقون فيما بينهم في المسجد النبوي عقب الصلوات، كما كانوا يلتقون في أمسيات وجلسات أشبه بالأندية ُتدعى «المراكيز»، وكانت رغبة أدباء المدينة ومثقفيها رائدة في إنشاء ناد أدبي يضم شملهم، حتى صدر قرار إنشاء الأندية الأدبية في المملكة في عهد الملك خالد -يرحمه الله- ونادي المدينةالمنورة الأدبي يعد من الأندية الرائدة في المملكة حيث تأسس عام 1395ه، ومنذ ذاك الحين يعد مهوى أفئدة المثقفين والأدباء، ومعقل الثقافة والأدب، ويهدف إلى نشر الأدب والثقافة بين أعضائه ونشر الوعي ويحتضن المناشط الثقافية والأدبية المنوعة التي تستوعب كافة شرائح المجتمع. «المدينة» قامت بجولة ميدانية داخل نادي المدينة الأدبي والذي يقع وسط أحد أحياء المدينة وتحديدًا في حي القبلتين في مبنى تجاوز عمره أكثر من 35 عامًا. مبنى النادي وأقسامه بداية زيارتنا كان في استقبالنا نايف فلاح أحد من منسوبي النادي، وتجولنا في أروقته والذي يعتبر من المباني القديمة ويعود عمرها لأكثر من 35 عامًا، وهو ملك لنادي المدينةالمنورة الأدبي، وتم شراؤه من الشاعر الأديب عبدالرحمن رفة؛ -رحمه الله- الذي كان محبًا للأدب والشعر وقام ببيع المبنى للنادي بالتقسيط. ثم انتقلنا لأول قسم وهي المكتبة «الورقية» ويعتبر من أهم الأقسام لما يحتويه من كتب نادرة تعود لمئات السنين تم طباعتها داخل وخارج المملكة، وتحتوى المكتبه على أكثر من عشرة آلاف كتاب، من بينها 290 كتابا تم إصداره بالنادي ويستفيد منها طلاب العلم، كما تستقبل الزوار للقراءة داخل المكتبة. بعد ذلك توجهنا إلى المكتبه السمعية والتي تحتوي على 900 شريط (كاسيت) عن محاضرات قديمة يعود تاريخها ل 30 عاما ويقوم النادي حاليًا بنسخها إلى «سي دي». ويضم النادي أقسام ولجان فرعية، وأيضًا قسم نسائي يشرف عليها عنصر نسائي. فسح الكتب والشروط يتم فسح الكتب عبر لجنة النشر، وشروطها تقديم طلب طباعة الكتاب لرئيس النادي، ثم يتم إحالته للجنة النشر فإما أن تجيزه أو تحيله للمحكمين، وبعد ذلك يتم تصحيحة ويرفع إلى دار النشر، والمؤلف يكافئ ب 200 نسخة من الكتاب فضلًا عن المكافأة المالية التي تتراوح ما بين 5 آلاف إلى 10 آلاف ريال. ويحتضن النادي العديد من المناشط الثقافية والأدبية التي تستوعب كافة شرائح المجتمع. استضافة المثقفين والمسابقات يقوم النادي وبشكل مستمر باستضافة الأدباء والمثقفين من داخل وخارج المدينة للملتقيات الأدبية، ويتكفل النادي بالتذاكر والسكن والمواصلات فضلاً عن المكافأة التي تمنح للضيف (1500 ريال). ويعقد النادي لهذا العام جائزة شعرية بعنوان «جائزة العقيق الشعرية» وجائزتها 100 ألف ريال، ويشارك بها أكثر من 50 مشاركا ومشاركة. لجان ومكتبات وبرامج متنوّعة تأسس النادي عام 1395ه، ويتكوّن من رئيس وأعضاء. اللجان: يضم النادي ثلاثة لجان: (اللجنة الثقافية، لجنة النشر، واللجنة الإعلامية). الأقسام: المكتبة الورقية، المكتبة السمعية، قاعة الندوات، والقسم النسائي. البرامج: - المنبر الثقافي: كل أربعاء 8:30م (زوم عن بعد). - صالون السقيفة: كل أحد 8:30م (حضور مباشر). - جماعة القراءة: كل ثلاثاء 8:30م (حضور مباشر).