على الرغم من البرد القارس الذي يخيم على المنتزهات الطبيعية والبرية في هذه الأيام، إلا أن هذا لا يمنع هواة الرحلات البرية من «الكشتات» التي تُحزم الأمتعة وتُشد الرحال في كشتة جميلة إلى الصحاري والبراري حيث الطبيعة الخلابة والهواء العليل، الأراضي الخضراء وتتجه أنظار «هواة» البر وعشاق الصحراء نحو التخييم و»الكشتات»، مفضلين المكوث فوق كثبان الرمال الناعمة وتحت الأشجار اليابسة وعلى السهول والفياض القاحلة وبين الجبال الشامخة مما دفع العديد منهم إلى إعداد العدة وتجهيز أدوات الرحلة وحجز مكان الخيمة، بعيدًا عن ضجيج المدن وزحمة الطرق، حيث يسهل رصد انتشار المخيمات في أطراف المدن، والإقبال الكبير على محال الرحلات والمستلزمات البرية. «الكشتة» راحة وبهجة وأجمع عدد من رواد البر «الكشاتة» على أن «الكشتة» راحة النفس والبهجة والانفتاح الذهني وتغييرًا للجو خاصة وقت نزول الأمطار مؤكدين الاستمتاع بالإجازة الأسبوعية، بعيدًا عن رتم الحياة الروتينية، فالكثير من عشاق البر ينتظرون الإجازة بفارغ الصبر لأنها تعني لهم الكثير من الراحة والاستجمام اذ ينتقلون إلى حياة الطبيعة التي تعيد للنفوس سكينتها وللقلوب اطمئنانها وللعقول راحتها. كما أن الرحلات البرية فيها رفاهية كبيرة ومؤثرة على نفسية البشر بشكل كبير جدًا حيث تضفي جوًا من البهجة والسرور على الكبار والصغار بشكل عام. ودفعت الأجواء الربيعية السائدة في الكثير من المناطق العديد من الأسر والشباب من هواة التخييم الطلعات والكشتات لمغادرة المدن والتوجه صوب المنتزهات البرية للاستمتاع بأجوائها الرائعة بكل ألقها وبهائها البري بعيًدا عن صخب المدن وضجيجها المزعج، حيث الأماكن الهادئة بعيدًا عن زحام المدن، فثمة متسع كبير ومتنفس رائع للشباب والأسر وسط رمال ذهبية ونفحات ربيعية تحلو فيها المسامرات خصوصًا أن الأجواء مفعمة بالدفء والطبيعة المترفة بالاخضرار، فضلًا عن الشواء في الهواء الطلق. حديث وسمر وأصبحت الأجواء الربيعية في الأماكن البرية مقصدًا للجميع والحديث والسمر مع الأصدقاء زاد من جمال الأجواء، اعتادت الأسر والعوائل وبشكل مستمر على قصد الأماكن البرية سواء في المواسم أو غيرها؛ بهدف التنزه وتغيير الأجواء ومقابلة الأصدقاء، و أن من أهم مستلزمات الكشتة أخذ الرواق، فهو ما يحجب الهواء القوي وكذلك بقية المستلزمات. السياحة الشتوية تعتبر المملكة مليئة بالمواقع السياحية الشتوية وكثير من العوائل والشباب يفضلون الخروج للبر في الشتاء والربيع، فالخروج للبر يكسر الروتين اليومي بعيدًا عن الأجواء الصاخبة للديرة وزحمة المولات والمجمعات التجارية والاختناقات المرورية فظروف أيام العمل لا تسمح بالاجتماع والتواصل مع الأهل والأصدقاء ورحلات البر سواء «كشتة» أو «تخييم»، لها طعم خاص بالرغم من أن التجهيز للرحلة من أمتعة وخلافه يحتاج إلى ميزانية كبيرة كما يعد مكسبًا للجميع حيث يوفر فرصة للسكون والهدوء والتمتع بالطبيعة وممارسة المشي على الرمال الساحرة وقضاء الأوقات بتجاذب أطراف الحديث مع الأهل وفرصة للعب والمرح خصوصًا للأبناء». تجديد للقاءات وأكد سعيد العلي أن طلعة البر تجدد اللقاءات وتعزز العلاقات التي قطعتها ظروف الحياة ومشاغلها فخلال الأيام العادية لا نجد الفرصة للتجمع نظرًا لتضارب أوقات العمل والمشاغل اليومية.. ويقول عبدالرحمن شنان متقاعد: إن التخييم فرصة لتجديد النشاط والشعور بالاسترخاء والاستمتاع مع الأهل في أجواء ربيعية، وأفاد بأن البر من أنسب الأماكن لتجمع الشباب ويعد وسيلة للتعرف على أصدقاء جدد والاجتماع مع الأصدقاء الذين تفتقدهم لزمن طويل. أما سلطان الزهراني فيقول نحن كشباب ننتظر الموسم بفارغ الصبر بعيدًا عن مقاعد الدراسة لنمارس الأنشطة الترفيهية والرياضية مثل لعب كرة القدم والطاولة وركوب الدراجات النارية ولعب الورق وإعداد الطعام والشواء خاصة بالليل والسمر وعادة ما نخيم أيام الخميس والجمعة والسبت، وأشار إلى أن الموسم الحالي شهد سقوط أمطار كثيرة ما أضفى سحرًا ومنظرًا جميلاً جدًا على البر الذي اكتسى ببساط أخضر، حيث يبعث الفرحة والبهجة في القلوب. أما أحمد الصالح فقال: إن نزهة البر تعد فرصة كبيرة للترويح عن النفس، بعيدًا عن الضوضاء والإزعاج وعوادم السيارات وفرصة جميلة لنستيقظ من الفجر لنجلس جلسة هادئة أمام النار مع إحساس كبير بالمتعة والطمأنينة.