لبى أهالي الرياض نداء الطبيعة وخرجوا جموعاً وأفراداً، لحجز أماكنهم في البر فور الانتهاء من نحر أضحياتهم، مصطحبين جميع مستلزمات"الكشتة"التي توفرها محالّ لوازم الرحلات. ويجد الأهالي في أجواء الرياض الغائمة هذه الأيام فرصة مواتية لقضاء بضعة أيام، بعيداً عن صخب المدينة، وإعطاء النساء والأطفال مساحة أوسع للحركة والتنزه، كما يشير بذلك بندر الحمادي الذي التقته ال"الحياة"وهو يشتري لوازم ال"الكشتة"مع بعض أقاربه،"قمنا بالتحضير باكراً واستأجرنا خياماً مجهزة في منتزه خاص في الثمامة، وأنا أشتري الآن مراتب النوم، وحاجيات إشعال النار، إضافة إلى القدور وأدوات الطبخ الأخرى"، ملمحاً إلى أن الرجال سيتولون مهام الطبخ على مدى أيام الرحلة، تاركين للنساء فرصة التنزه مع الأطفال. ولا يبدو البرنامج اليومي في"الكشتات"واضح المعالم، بل يعتمد في جل فعالياته على الارتجال الذي يربك أعضاء"الكشتة"، ويمتعهم بعنصر المفاجأة في آن واحد، على حد وصف الحمادي،:"على رغم أننا حجزنا الخيام وقررنا الذهاب منذ وقت باكر قبل العيد إلا أننا لم نتحرك لتأمين النواقص إلا ليلة"الكشتة"، وأظن من تجاربي السابقة أن التنظيم في الرحلات يفقدها مذاقها الخاص"، ولفت إلى عدم وجود تصور لديه عما سيفعلونه طوال أيام"التخييم". الشبان"العزاب"الذين يستعد كثير منهم لأداء الامتحانات النهائية، كان لهم نصيبهم من"الكشتات"، ولكن على طريقتهم الخاصة، كما هي الحال مع الشاب علي لافي الذي قال:"اشترينا الخيمة وكل اللوازم واتجهنا إلى الثمامة من دون تحديد وجهة معينة، والمكان الذي يناسبنا سننزل فيه، على أن نغيره في اليوم التالي". وأشار إلى أن التجديد يساعد في خلق أكثر من جو للمذاكرة والترفيه معاً. وواكب خروج الأهالي إلى البر استعداد منظم من محال بيع لوازم الرحلات التي تضاعفت مبيعاتها، لا سيما أنهم يشهدون بداية موسم"الكشتات"، كما يوضح كامل النعمة بائع في محل لوازم الرحلات"هذه الأيام تعتبر موسم الطلعات البرية ويشتد الإقبال على شتى أنواع اللوازم من الجلسات واللحاف والمفارش والفحم والحطب ومواطير الكهرباء والدبابات النارية وعدة الشواء والخيام الصغيرة والجديدة التي يسهل تركيبها مقارنة مع الخيام التقليدية القديمة". وأشار إلى أن غالبية العائلات تبحث خلال خروجها إلى التنزه عن وسائل الترفيه من معدات ولوازم من سكاكين وبرادات وحافظات، مضيفاً أن أكثر ما يركز عليه المتنزهون هو لحاف البرد، والكراسي المعدة لمثل تلك الرحلات التي كثرت مع عيد الأضحى ومع الطقس الجميل الذي يسود سماء الرياض. وتزيد المبيعات بشكل عام عن عشرة آلاف ريال يومياً، خصوصاً أن هناك من يفضل الذهاب إلى المحال المتخصصة بالرحلات، والتي تكون أسعارها قليلة مقارنة بتلك الموجودة على الطرق المودية إلى الثمامة، والتي تُضاعف الأسعار مثل الحطب وبعض لوازم الرحلات. وأضاف محمد:"وفرنا الكثير من البضائع ومستلزمات الرحلات لمثل هذه الأيام التي يتضاعف فيها الطلب على الفحم والحطب والخيام الصغيرة والبطاريات والمواطير ومستلزمات الطبخ، وكذلك حافظات الشاي والقهوة حتى لا تبرد". وأشار إلى أن هناك إقبالاً كبيراً على شراء مواقد النار، وبراد تحضير الحليب بالزنجبيل،"هذا ما لاحظناه على أكثر الزبائن الذين يطلبون منا الزنجبيل والحليب، لتحضيره على الفحم الجمر أو الموقد الغازي، والذي يمدهم بالحرارة والدف في ظل برودة الشتاء على منطقة الرياض". س13p06-04