القائد يعمد أحياناً إلى أن يقوم بنفسه بالعمل وفي صمت ليقوم من يتبعه بنفس العمل وهو بذلك لا يوجه أتباعه فقط بل ويؤكد لهم أنه مؤمن بذلك العمل ومطمئن للقيام به ولذلك بادر بنفسه قبل غيره ليكون قدوة لهم وليحذوا حذوه ، وهكذا تكون القيادة الشجاعة التي لا تنتظر النتائج بل تبادر بالعمل وتكون في مقدمة الصفوف لتبث اليقين والثقة والتفاؤل في نفوس الآخرين ولتكون ملهمة ومحفزة لهم. منذ بداية جائحة كورونا هذا العام والتي كانت من أكثر الأزمات صعوبة على العالم في العصر الحديث، ودول العالم تسعى لتطبيق العديد من الأفكار والطرق غير التقليدية لمواجهة تلك الأزمة وتخفيف آثارها، وقد جاءت المملكة في مقدمة الدول التي نجحت في تنفيذ خطوات استباقية سريعة واتخاذ إجراءات احترازية وقائية وإدارة الأزمة تحت شعار «صحة الإنسان أولاً « مما جعلها في مقدمة الدول التي تمكنت من الحد من انتشار الجائحة كما نجحت في الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين وعلاجهم مجاناً وبعد توفير اللقاح عمدت إلى وضع أكبر خطة في تاريخ المملكة للتطعيم وذلك في إطار خطة وطنية لتقديم اللقاح. في الأسبوع الماضي تلقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الجرعة الأولى من لقاح كورونا وذلك في إطار الخطة الوطنية لتقديم اللقاح والتي تنفذها وزارة الصحة، وقد حرصت وسائل الإعلام على بث صورة سموه -يحفظه الله- وهو يتلقى الجرعة الأولى ليبث الطمأنينة في نفوس المواطنين والمقيمين حول سلامة ومأمونية اللقاح، وقد كشف معالي وزير الصحة يوم السبت الماضي بأن الساعة التي تلت نشر خبر تلقي سمو ولي العهد الجرعة الأولى من لقاح كورونا ارتفع فيها معدل التسجيل لتلقي اللقاح 5 أضعاف عن الساعات السابقة كما ارتفع عدد المطعمين ثلاثة أضعاف المعدل اليومي. لم تكن هناك حاجة لحملات دعائية أو إعلانات أو غيرها من المحاضرات أو الندوات أو الملتقيات العلمية أو المؤتمرات الطبية لتوضيح مأمونية وسلامة اللقاح فقد كانت تكفي صورة سموه -يحفظه الله-وهو يأخذ اللقاح عن كل ذلك، ففي القيادة بالقدوة رد لكل شائعة أو أقاويل أو غيرها من الأكاذيب وفيها تأكيد لنهج (سلامة الإنسان أولاً) والذي اتخذته القيادة الرشيدة -حفظها الله- منذ بداية الجائحة وخطت خطوات كبرى في سبيله وبذلت من أجله الغالي والنفيس، وها هو سمو ولي العهد -يحفظه الله- بشخصيته المحبوبة والملهمة وبمنهج الحزم والعزم والتفاؤل وأسلوب الأفعال لا الأقوال يبادر بأخذ الجرعة الأولى من اللقاح مؤكداً بأنه آمن وأن كل من يعيش على أرض هذا الوطن سينعم بالأمن والأمان.