ما إن بدأت بوادر وصول اللقاح الذي ينتظره العالم أجمع للحماية من فايروس كورونا المستجد والذي تسابقت الكثيرمن دول العالم ومراكزالأبحاث وشركات الأدوية العالمية إلى إنتاجه إلا وبدأت أصوات التشكيك والتحذير تتعالى كما يحصل مع كثير من المنتجات الطبية الجديدة التي يتم تقديمها، ومن المخاوف التي تم إطلاقها أن اللقاح أنتج بشكل سريع مقارنة باللقاحات السابقة متجاهلين التقدم العلمي الذي وصلنا اليه، أو أنه أنتج لأهداف مادية أو أنه قد يكون غير آمن أو احتمال ظهورآثار جانبية منه مستقبلاً وغيرها من الأسباب التي لم تخلُ أيضاً من نظرية المؤامرة المسيطرة على بعض الأفراد حتى الآن. مساعد وزير الصحة والمتحدث الرسمي للوزارة الدكتور محمد العبد العالي حسم تلك الشائعات مؤكداً الأسبوع الماضي بأن المملكة تمكنت من إجراء تعاقدات مهمة جداً مع شركات مطورة للقاح وستكون المملكة من الدول الأولى التي سيتوفر بها اللقاح وسيعلن قريباً عن آلية التسجيل لأخذ اللقاح مع التأكيد على مأمونية اللقاح وفعاليته واعتماده من اللجان والهيئات المختصة، في حين أشار أحد المختصين بأن اللقاح سيكون اختيارياً وقد تسعى بعض الدول لمنع الدخول اليها لمن لم يأخذ اللقاح. إنتاج اللقاحات الطبية عملية معقدة وتمر بمراحل عديدة حتى يتم اعتمادها وتقوم لجان متخصصة وهيئات عالمية بمتابعة التجارب السريرية وعدم إصدار أي موافقة إلا بعد التأكد من نتائجها، ويساهم اللقاح في توفير المناعة للفرد دون الحاجة لخوض تجربة المرض والتي يتم من خلالها اختبار الأجسام المضادة في الجسم والتي قد تنجح أولا تنجح في تغلبها على الفايروس في حالة عدم أخذ اللقاح. في الأسبوع الماضي أيضاً بدأت بعض الدول في استخدام اللقاح المضاد لكورونا والذي طال انتظاره وبالرغم من أن تقديم اللقاح لأكبر فئة في أي مجتمع تحتاج إلى وقت وأن هناك عدة جرعات للفرد الواحد وفاصلاً زمنياً بين كل جرعة وأخرى وهذا سيتطلب مواصلة الأخذ بالإجراءات الإحترازية، إلا أن العديد من أفراد المجتمع وخصوصاً بعض المؤثرين في تلك الدول بادروا في تقديم الطلب لأخذه مؤكدين بأنهم حريصون على أخذ اللقاح لحماية أنفسهم وذويهم وطمأنة الآخرين وتشجيعهم على أخذ اللقاح. ظهوراللقاح والبدء في أخذه من قبل بعض أفراد المجتمع لن يساهم في تحسين الأوضاع الصحية فقط بل والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، فاللقاح يعد طوق نجاة للعديد من المجالات المختلفة في شؤون حياتنا، وقيادتنا الرشيدة -حفظها الله- ومنذ بدء الجائحة جعلت نصب عينها أمن وسلامة المواطن والمقيم فكان لهما الأولوية المطلقة وضحت بالغالي والنفيس لهذا الأمر وسيتواصل هذا النهج بلا أدنى شك لتقديم أفضل لقاح مأمون لأفراد المجتمع للمحافظة على صحتهم وسلامتهم، ومن لا يريد أخذ اللقاح فالأمر يعود إليه ولكنه قد يعرض نفسه للإصابة بالفايروس (لا سمح الله).