احتدم السباق بين كبريات شركات الأدوية العالمية حاليًا، وبلغ عدد اللقاحات المقدمة من الشركات والمعاهد المختلفة أكثر من 48 لقاحًا مضادًا لوباء كورونا المستجد حيث دخل معظم هذا العدد للتجارب السريرية على البشر في حين لم يدخل سوى 11 منها فقط للمرحلة الثالثة والأخيرة قبل الحصول على موافقة السلطات وفق منظمة الصحة العالمية. مؤخراً أعلن مختبر أسترازينيكا البريطاني في بيان أن اللقاح المضاد لكوفيد - 19 والذي يطوره بالاشتراك مع جامعة أكسفورد فعال بنسبة 90% للوقاية من المرض، ولفت إلى أن هذا اللقاح أقل إقناعًا من لقاحي فايرز/ بايونتيك وكودرينا الأمريكيتين اللذين حققا مناعة ضد الإصابة بالفايروس بنسبة تفوق 95%، فقد وفر اللقاح الحماية من الإصابة بالفايروس لمن تطوعوا لتناوله بنسبة وصلت إلى 70% في حين أن البيانات أشارت إلى أنه لتحقيق مناعة ضد الإصابة بنسبة 90% يستحسن حقن الإنسان بنصف جرعة تتلوها جرعة كاملة في وقت لاحق، وفي الوقت الذي يحتاج لقاح أكسفورد إلى تخزين في درجة حرارة تتراوح بين درجتين إلى ثماني درجات مئوية فوق الصفر فإن لقاح فايزر يحتاج للتخزين في برودة تصل إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر، فيما رجحت (بلومبيرغ) أن لقاح أكسفورد -أسترازينيكا- قد يكون وسيلة الخلاص بالنسبة للدول الفقيرة والنامية خصوصًا من ناحية سعره الرخيص وعدم حاجته إلى التخزين شديد البرودة مثل اللقاحات الأمريكية. السباق محتدم بين أمريكا وبريطانيا فمن المقرر أن تقر الوكالة البريطانية المختصة بالأدوية لقاح شركة فايرز خلال هذا الأسبوع فيما ستعقد هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أول اجتماع في سلسلة إجراءات فسح اللقاح نفسه في 10 من ديسمبر القادم، وقد أعلن مسؤول اللقاحات في أمريكا أنه في حال قيام هيئة الغذاء والدواء بإقرار لقاح فايزر فسيبدأ التطعيم به فوراً في اليوم التالي. خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -يحفظهما الله- أكدا في ختام قمة مجموعة العشرين ضرورة العمل على ضمان الوصول العادل للقاحات الخاصة بفايروس كوفيد 19، كما أكد المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور محمد العبدالعالي أن أي لقاح لابد أن يكون آمناً وفعالاً ومعتمداً من الهيئات المعنية ليتم الاستفادة منه في حين كشف وكيل وزارة الصحة المساعد للشؤون الوقائية عن استهداف الوزارة تغطية 70% من المواطنين والمقيمين بلقاح كورونا بنهاية 2021، وأشار إلى توفير اللقاح مجانا للمواطنين والمقيمين في السعودية بدون حواجز أو فوارق مؤكدًا دعم المملكة للوصول الشامل والعادل للقاحات وأدوات التشخيص والعلاج لكل أرجاء العالم. مع اقتراب سباق اللقاحات من نهايته وبالرغم من بدء عودة الحياة إلى طبيعتها الجديدة فإن علينا أن نستمر في الالتزام بالإجراءات الاحترازية للحفاظ على سلامة أنفسنا ومجتمعنا.