دشَّن معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي اليوم، المرحلة الثانية من تنفيذ مبادرة "تأهيل المدرجات الزراعية وتطبيق تقنيات حصاد مياه الأمطار في الجنوب الغربي من المملكة"، بتكلفة مالية بلغت 72,008,250 ريال، بهدف استصلاح المدرجات الزراعية وتأهيلها، واستغلال الميزة النسبية في هذه المناطق والتي هي كمية الأمطار، من أجل إنتاج زراعي مستدام للمحاصيل الزراعية ذات الإنتاجية الاقتصادية، وبما يمكنها من زيادة نسبة مؤشر الأمن الغذائي بالمملكة. وأوضح وكيل الوزارة للزراعة المهندس أحمد العيادة، أن هذه المبادرة التي تأتي بالتعاون مع مجلس الجمعيات التعاونية، تعد إحدى مبادرات الوزارة ضمن برنامج التحول الوطني، وتشمل كلاً من الباحةوعسيروجازانوالطائف، على مساحة تبلغ 2500 هكتار، بمعدل 600 هكتار تقريباً لكل منطقة. وبيَّن المهندس العيادة، أن المبادرة تهدف إلى استصلاح المدرجات الزراعية وتأهيلها، وتطبيق تقنيات حصاد مياه الأمطار ونظم الري الحديثة، كما تستهدف رفع كفاءة استخدام المياه في الأغراض الزراعية، والاعتماد على مصادر متجددة تسهم في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الريفية وزيادة إنتاجية المحاصيل الاستراتيجية، إضافة إلى تطوير الزراعة المحصولية، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية. من جانبه، أفاد مالك مبادرة تأهيل المدرجات الزراعية بالوزارة الدكتور إبراهيم عارف، أن المرحلة الثانية من المبادرة تستهدف خدمة أكثر من ألف مزرعة وأكثر من 9 آلاف مستفيد بطرق مباشرة وغير مباشرة، من خلال حصاد وتجميع مياه الأمطار وخزنها بعدة طرق (عقوم، خزانات تجميعية، ممرات مائية، تقنيات ري) بما يتلاءم مع بيئة كل منطقة؛ لاستغلالها في ري المزارع المستهدفة بكفاءة عالية، سعياً نحو تحقيق الاستدامة الزراعية لتلك المناطق. وأضاف الدكتور عارف أن المبادرة تستهدف أيضاً تأهيل وترميم المدرجات الزراعية لحفظ التربة الزراعية وتجهيزها لزراعة المحاصيل الحقلية (الحبوب) والبستانية (الفاكهة)، وتطبيق نظام ري المحاصيل من خلال أنظمة ري حديثة لتقليل استهلاك المياه، إضافة إلى اختيار وزراعة المحاصيل ذات الميز النسبية والمردود الاقتصادي لمنطقة جازان (البن) ومنطقتي عسيروالباحة (الموز والبن الرمان) ومحافظة الطائف (الورد والعنب). وعن تطبيق تقنية حصاد مياه الأمطار المستخدمة في المبادرة، أوضح الدكتور عارف أن هذه التقنية تهدف إلى توفير كميات كبيرة من المياه لاستخدامها في الزراعة، حيث تعتبر المدرجات الزراعية حاجزاً مائياً يتم من خلاله تجميع مياه الأمطار التي تتسرب إلى الآبار القريبة لاستغلالها للزراعة، مضيفاً أنه سيتم إنشاء خزانات وسدود لتجميع المياه العابرة للأودية بعد هطول الأمطار لري المزروعات في المدرجات. وأشار إلى أن أسلوب الزراعة بالمدرجات الزراعية سيساعد المزارعين في التحول للزراعة العضوية، حيث تعتمد الزراعة على مصادر طبيعية نباتية أو حيوانية، مؤكداً أن المُزارع العضوي يمكنه الخروج من حدة المنافسة بالأسواق الغذائية بسبب تميز منتجاته بوجود الشعار السعودي للزراعة العضوية بعد حصول المزارعين وتمسكهم بالتعليمات للزراعة العضوية على الشهادات من شركات عالمية متخصصة للمنتجات العضوية عليها.