يجري الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الأسبوع جولة في 5 ولايات متأرجحة بدأها، اليوم الثلاثاء من فلوريدا وكارولاينا الشمالية، آملا أن تسهم وعوده بالتوصل قريبا إلى لقاح مضاد لكوفيد-19 وبالتعافي الاقتصادي السريع في إعادة حملته الانتخابية إلى مسارها الصحيح. والولايات المتأرجحة هو تعبير يطلق على الولايات الأميركية التي لا تحتوي على أغلبية سياسية جمهورية أو ديموقراطية. وقبل ثمانية أسابيع من موعد الاستحقاق الرئاسي تظهر استطلاعات الرأي تقّدما بهامش كبير للمرشح الديموقراطي جو بايدن على منافسه الجمهوري على مستوى البلاد، وبهامش أضيق إنما ثابت في الولايات التي تميل للتأرجح بين الحزبين والتي تلعب دورا حاسما في السباق الانتخابي المتقارب. وبعد جولة اليوم الثلاثاء سيتوجّه ترامب، بعد غد الخميس إلى ولاية ميشيغن، وفي نهاية الأسبوع إلى ولاية نيفادا. ويوم الجمعة سيكون كل من ترامب وبايدن في ولاية بنسلفانيا لإحياء ذكرى هجمات 11 أيلول/ سبتمبر في نصب "فلايت 93" الوطني في شانكسفيل. ولم يتّضح ما إذا سيلتزم المرشحان هدنة وجيزة للمشاركة سويا في مراسم تكريم الركاب الذين قضوا بعدما هاجموا خاطفي طائرتهم في 11 أيلول/سبتمبر 2001، ما أدى إلى تحطّم الطائرة المنكوبة في أحد الحقول. وغدا الأربعاء سيتوجّه بايدن الموجود في بنسلفانيا حيث أحيا الإثنين عيد العمال، إلى ميشيغن فيما ستتوجّه نائبته كامالا هاريس إلى فلوريدا في حين ستزور زوجته جيل ولاية مينيسوتا التي يسعى ترامب جاهدا لاستمالة ناخبيها في استحقاق الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، علما أنهم منحوا في العام 2016 غالبية أصواتهم للمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون. وفي الأسابيع الأخيرة لم يأل ترامب جهدا في مهاجمة بايدن وقد وصفه بأنه "غبي" ودمية في يد الاشتراكيين الثوريين، معتبرا أن أعمال العنف التي تتخلّلها الاحتجاجات المناهضة للعنصرية أحيانا هي نذير لفوضى الديموقراطيين. وجاء في تغريدة أطلقها الثلاثاء أن "ناخبي الضواحي يتدفقون على الحزب الجمهوري بسبب العنف الذي تشهده مدن وولايات يديرها الديموقراطيون. إن وصل بايدن (إلى الرئاسة) سيصل هذا العنف سريعا إلى الضواحي". وكرر ترامب أحد أبرز شعارات حملته "ستقولون وداعا لحلمكم الأميركي". على صعيد آخر، يقول ترامب إن التوصل إلى لقاح مضاد لفيروس كورونا بات وشيكا وإن هذا الأمر يمكن أن يتحقق عشية الاستحقاق ويعد ب"أعظم عام اقتصادي في تاريخ البلاد". - سلسلة أخبار سيئة اعتاد ترامب في ولايته الرئاسية تصدّر عناوين الأخبار وقد حوّل البيت الأبيض مسرحا لإطلالات إعلامية مملة. لكن مع قرب موعد الاستحقاق يبدو أن المرشّح الجمهوري بدأ يفقد هيمنته على المشهد الإعلامي. وقد حرمه كوفيد-19 من منصته المفضلة في التجمعات الانتخابية الحاشدة كما لم يعد يجدي إطلاقه الألقاب على خصومه وخصوصا منافسه الذي يلقّبه ب"جو النعسان". والأسبوع الماضي طاولت ترامب سلسلة أخبار سيئة بدا عاجزا عن احتوائها. وقد نقلت صحيفة "أتلانتيك" عن مصادر لم تسّمها اتّهامها لترامب بأنه حقّر مرارا العسكريين الذي سقطوا في حروب واصفا إياهم بأنهم "فاشلون" و"أوغاد" في تقرير لا تزال تداعياته تتفاعل على الرغم من جهود البيت الأبيض لضرب مصداقية الصحيفة. وجاء في تغريدة أطلقها الثلاثاء أن "الديموقراطيين مع وسائل الإعلام المضللة شنوا حملة تضليل كبرى لا مثيل لها"، وذلك في مؤشر جديد إلى أنه لا يزال يعتبر أن التقرير يلحق ضررا به. وتابع الرئيس الأميركي "سيقولون أي شيء، على غرار أكاذيبهم الأخيرة عني وعن الجيش آملين أن ينجح الأمر". يضاف إلى ذلك ما أورده محاميه السابق مايكل كوهين في كتابه "ديسلويل" الذي يعد فصلا جديدا من فصول كشف مقرّبين سابقين من ترامب معلومات من شأنها إلحاق الضرر بالمرشح الجمهوري. لكن مصداقية كوهين مطعون فيها بعدما أقر بأنه كذب على الكونغرس في قضية صفقة عقارية مع موسكو سعى لإبرامها نيابة عن ترامب في أوج حملة انتخابات 2016، وحول مدى انخراط ترامب في المفاوضات. إلا أن ما يورده المحامي السابق لترامب حول صفقات مزعومة للأخير وتهرّبه من الضرائب وعنصريته وكراهيته للنساء وازدرائه بمناصريه يلقى تفاعلا إعلاميا كبيرا. وفي إحدى روايات كوهين وظّف ترامب شبيها بالرئيس السابق باراك أوباما لمجرّد توبيخه وطرده. وجاء في تعليق للمتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني على صدور كتاب "ديسلويل" لكوهين أن الأخير "مجرم مفضوح ومحام مفصول من النقابة". وأضافت "لقد فقد كل مصداقيته، ومحاولته الأخيرة لجني أرباح من الأكاذيب ليست مفاجئة".