الإنسانيّة هي الكلمة التي تَنطوي على العديد من الصفات التي تَجعلُ مَن يمتلكُها بشراً، مثل القدرة على المَحبَّة، والتعاطُف مع الآخرين، والإبداع، وغيرها من الأمور التي تُميِّز الإنسان عن غيره من الكائنات، والتي تجعل منه إنساناً حقيقيّاً، وليس تابعاً، ولا تجعل منه إنساناً آليّاً خالياً من المشاعر أو العواطف. هناك رجال يستحقون أن نشير إليهم ليس بالبنان، بل علينا أن نلبس أصابعنا ذهبًا ونشير إليهم، ليس لانهم رجال فقط، فالرجال كثيرون، لكنَّ الرجال الحقيقيين أصحاب المبادئ ومن نسميهم برجال المواقف قليلون، لكن كل واحد منهم بحجم وطن، هل يستطيع أي منا انكار جمال وروعة سطوع الشمس في وضح النهار؟! فمن يريد الاعتراف بهذه الحقيقة هم حتماً العقلاء أصحاب العقول المتسعة والادراك السليم.. واذا كنا نتمنى من الله أن نتحلى بهذه الصفات الرائعة ونمتاز بثقة النفس مع بعض الايمان بأن الحقيقة يجب أن تذكر وتنشر فصولها، فهو رجل وقور، شهم، متواضع متخلق وصادق، (إنسان)، لا أقول هذا من باب المجاملة، بل هي الحقيقة والشهادة التي أعطاها فيه كل من التقى به، حقاً هناك بعض الأشخاص يفرضون عليك احترامهم فلا تجد حرجاً في أن تقول فيهم كلمة حق، ووقفة إنصاف يستحقونها. الأصدقاء الحقيقيون لا يحتاجون إلى مبرر لوفائهم، ولا يلتفتون إلى تحقيق مصالحهم الشخصية، ولا ينتظرون أي جزاء على صدقهم؛ لأن الوفاء يخرج منهم بعفوية دون تصنع، لهذا هم مثل الذهب الذي لا يمكن أن يعلوه الصدأ أو أن تؤثر فيه الأيام، فهم ينابيع المياه الصافية التي لا تتلوث بالحسد والضغينة، ولا يعرف الكره طريقها، ولا تشوبها أيّ شائبة، ومن أراد أن يعثر على الخير والمحبة الصافية، فعليه أن يحسن اختيار أصدقائه.