استضافت المملكة العربية السعودية، اليوم، الاجتماع الثامن لأصدقاء السودان، بصفتها رئيسًا لمجموعة أصدقاء السودان. ورأس الاجتماع المرئي، صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، بمشاركة دولة رئيس وزراء جمهورية السودان عبدالله حمدوك، وجمهورية جنوب السودان، ضيف شرف الاجتماع، ممثلة بكل من معالي وزيرة الخارجية والتعاون الدولي باتريسا خميسا واني ومستشار رئيس جمهورية جنوب السودان للشؤون الأمنية رئيس فريق الوساطة توت قلواك، وذلك بصفة جمهورية جنوب السودان راعيا لمفاوضات جوبا للسلام، إضافة لشركاء السلام أطراف المفاوضات في محادثات جوبا للسلام، رئيس الجبهة الثورية السودانية الدكتور الهادي إدريس، ورئيس جيش تحرير السودان ميني ميناو إلى جانب مشاركة خمسة وعشرين دولة ومنظمة. وفي بداية الاجتماع ألقى صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية كلمة نقل في مستهلها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - لأصحاب المعالي والسعادة، أصدقاء وشركاء السلام في السودان، ورحب بهم في اجتماع أصدقاء السودان في الرياض. كما رحب سموه بدولة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك الذي لمشاركته في الاجتماع. وقال سموه: باسم مجموعة أصدقاء السودان، أرحب بضيف الاجتماع الشرفي دولة جنوب السودان ممثلةً بمعالي وزيرة الخارجية والتعاون الدولي باتريشا خاميسا وان، ومعالي مستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية رئيس الوساطة في السودان توت قولواك، ومعالي وزير الاستثمار ومقرر لجنة الوساطة الدكتور ضيو ماتوك، كما أود أن أعرب لهم عن التقدير والامتنان للدور المهم الذي يقومون به في رعاية محادثات جوبا للسلام. وجدد سموه بهذه المناسبة، التأكيد على الدعم السياسي الكامل لجهود دولة رئيس الوزراء الحثيثة في سبيل إنجاح المرحلة الانتقالية وتحقيق آمال الشعب السوداني المشروعة في الحرية والعدالة والسلام، وقال: نحن نعي أن الطريق لتحقيق السلام المستدام والتنمية والازدهار في السودان محفوف بالتحديات والصعوبات إلا أنه السبيل الوحيد لإنقاذ السودان من محنته، كما أننا نشدد على أهمية احترام سيادة السودان واستقلال قراره ومعالجة الأسباب الجذرية للنزاع في سبيل الوصول إلى سلام شامل يعزز وحدته الوطنية وأمنه الإقليمي. وأضاف سموه : وأننا اليوم إذ نرحب بشركاء السلام، فإننا نؤكد على ضرورة التحلي بالمسؤولية أمام هذه الفرصة التاريخية لتحقيق الأمن والعدالة والسلام المستدام وتغليب المصلحة الوطنية العليا فوق أي خلافات أو نزاعات. وأكد سمو وزير الخارجية أن عملية السلام مرتبطة بشكل مباشر بمسائل التنمية والإصلاح الاقتصادي، مقدرا جهود الحكومة الانتقالية في مواجهة التحديات الاقتصادية التي فاقمت جائحة كورونا منها، مؤكدا ضرورة مواصلة الدعم من جميع الشركاء للحكومة الانتقالية في سبيل التنفيذ الفعّال للإصلاحات الاقتصادية في الوقت المناسب، والسعي للبدء في عملية التخفيف من ديونه في إطار العمل مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وثمن سموه في هذا السياق، جهود الولاياتالمتحدةالأمريكية في سبيل إزالة اسم السودان من اللائحة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب الأمر الذي يعد أساسياً لإنجاح الإصلاحات الاقتصادية. وقال سموه : إن دعم السودان في الوقت الحالي يعد استثماراً مهما للحفاظ على أمن وسلامة المنطقة والمجتمع الدولي مشيرا إلى أن المملكة ستعمل ما في وسعها حتى تتبوأ السودان الشقيق مكانها الطبيعي في مقدمة الدول العربية والجوار الافريقي ودول العالم. وقف الاقتتال وتحقيق السلام ثم ألقى دولة رئيس وزراء جمهورية السودان عبدالله حمدوك كلمة أكد فيها أن بلاده تريد وقف الاقتتال وتحقيق السلام وقال: نحن في الحكومة الانتقالية نتمتع بشفافية تامة تجاه الشعب. وأشار إلى أن السودان يعمل على رفع قدرة الاستجابة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، والشعب السوداني أمامه تحديات كثيرة . وأشاد دولته ببعض الخطوات على الصعيد السياسي مرحلة تشكيل الحكومة الانتقالية والإعلان عن بطاقة الدستور ، مشيرا إلى أن هناك إجراءات تتم حاليا وخطوات من أجل الإصلاح والتغيير والتقدم الذي تم إحرازه في مجالات عدة كحرية التعبير عن الرأي وقطاع الأمن وهذه النقاط تم الاتفاق عليها . وقال دولته : رفع اسم السودان في الأممالمتحدة عن قائمة الدول الداعمة للإرهاب، هذه المسألة نقدرها وهذه الخطوات أثبتت النجاح، وهذا يبرر أهمية التعاون وخلق فرص لتحقيق السلام الشامل والعادل. وأشار إلى أنه تم الاجتماع عدة مرات وهناك مؤشرات إيجابية والتزام وإصرار على العمل معا من أجل هذه المرحلة الانتقالية وقال: بالشراكة القوية نتكمن معا من مواجهة الكثير من التحديات وكل ما يهدد مستقبل السودان . ارتياح لمحادثات السلام إثر ذلك ألقى معالي وزير الدولة لشؤون الدول الافريقية الأستاذ أحمد بن عبدالعزيز قطان كلمة جدد فيها الترحيب بأصحاب المعالي أصدقاء السودان في بداية الجلسة الأولى التي تسلط الضوء على "شركاء السلام في السودان". وأكد أن السلام الشامل والمستدام في السودان هو أمر حتمي لنجاح الفترة الانتقالية واستعادة السودان لاستقراره واستباب الأمن فيه وتعافي اقتصاده وازدهاره. وقال : من هذا المنطلق نشدد على أهمية أن تكون مفاوضات السلام عملية شاملة بقيادة سودانية تهدف لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاع وتعزز من سيادة السودان واستقلاله ووحدته الوطنية. وعبر معاليه عن ارتياحه للتقدم المحرز في محادثات السلام، مع ضرورة التأكيد على إزالة اية عوامل تعرقل تقدمها. وقال معاليه : إننا في المملكة نعي جيداً أن السودان يتكبد تركة النظام السابق والاطماع الإقليمية التي أسهمت في مفاقمة الصراعات المجتمعية والقبلية بهدف استغلال موارده والهيمنة عليه ؛ ومن هنا فإننا نناشد شركاء السلام في السودان التكاتف من أجل طي صفحة الخلافات والنزاعات والولوج إلى مستقبل يعمه التفاهم والمصالحة والإخاء. وأكد معاليه أن السودان يمر بفرصة تاريخية وينبغي لجميع الأطراف السودانية عدم تفويتها من أجل مطالب غير واقعية تأني بنتائج عكسية وتحرم السودان من عيش بسلام ورخاء. وأعرب معاليه عن سعادته وترحيبه بشركاء السلام المشاركين اليوم في الاجتماع، وعن تقدير مجموعة أصدقاء السودان لحضورهم مؤكدا أن ذلك يعد تأكيداً على حسن نيتهم ورغبتهم في التعامل الإيجابي.