منذ عشرات السنين والمملكة تعمل على قطع جذور الإرهاب وتجفيف ينابيعه واستئصاله محلية ودولية، وقد كانت المملكة أول دولة توقع على معاهدة مكافحة الإرهاب الدولي بمنظمة المؤتمر الإسلامي في عام 2000، كما تبنت إنشاء التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب والذي يضم 41 دولة إسلامية، وتبنت أيضا إقرار الاستراتيجية الموحدة لدول مجلس التعاون لمكافحة التطرف المصحوب بالإرهاب، وفي شهر مايو من عام 2017م تم تبادل مذكرة تفاهم بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدةالأمريكية لتأسيس مركز الاستهداف تمويل الإرهاب وذلك برئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية وتمثلها «رئاسة أمن الدولة» والولايات المتحدةالأمريكية وتمثلها «وزارة الخزانة الأمريكية، وأعضاء المركز هم دول مجلس التعاون الخليجي، ويستهدف المركز الذي مقره الرياض ملاحقة ممولي الأنشطة الإرهابية وقمع تمويل الإرهاب وتصنيف الأفراد والكيانات الممولة له والإعلان عنها وعن المتورطين فيها. كما قامت المملكة وفي إطار سعيها لتجفيف منابع الإرهاب على تأسيس عدد من المراكز العاملة في نفس الإطار وذلك لمكافحة الإرهاب بمختلف أنواعه ووسائله ومنها المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف والذي يعمل على رصد وتحليل ومكافحة الفكر المتطرف واستشرافه للتصدي لمواجهته والوقاية منه وتعزيز ثقة الشعوب والحكومات في مواجهة أعداء الحياة ونشر مبادئ التسامح والاعتدال، كما قامت وزارة الدفاع بتأسيس مرکز متخصص الملاحقة الإرهاب فكرية باسم «مركز الحرب الفكرية» ويلاحق المركز أيديولوجية التطرف في عالم الافتراضي والذي يشكل أحد الأدوات الرئيسية لانتشاره كما يواجه المركز المواد الإعلامية التي تعمل للترويج له ويسعي التقديم المبادرات الفكرية لمحاربة الإرهاب وتحصين الشباب حول العالم من التطرف ببرامج وقائية وعلاجية. مؤخرا حقق مرکز استهداف تمويل الإرهاب برئاسة المملكة والتعاون المشترك مع الدول الست في المركز إنجازا جديدة من خلال تصنيف ستة أسماء بارزة قدمت تسهيلات ودعما لتنظيم داعش الإرهابي وهي شركات خدمات مالية مقرها تركيا وسوريا قامت بلعب دور حيوي في تحويل الأموال لدعم قيادات تنظيم داعش ومقاتليه الموجودين في سورية، ويساهم هذا التصنيف في تعطيل تمويل التنظيم الإرهابي وتقويض قدرته على إخفاء أنشطته وتمويل عملياته كما يسعى إلى تجميد الأصول التابعة له وحظر أي تعاملات مباشرة أو غير مباشرة وقد حقق المركز منذ تأسيسه في عام 2017م العديد من الإنجازات حيث سبق أن قام بتنسيق خمس مراحل تصنيف بشكل مشترك وذلك بحق أكثر من 60 فردا وكيانا إرهابيا حول العالم وقد استهدفت تلك التصنيفات التنظيمات الإرهابية مثل داعش والمنتمين له وتنظيم القاعدة والحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني وطالبان. الحرب على الإرهاب مستمرة والجهود تتواصل على المستوى المحلي والدولي لتجفيف منابع الإرهاب واستئصال شأفته حتى تنعم المجتمعات بالأمن والأمان.