مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد واستمرار جائحة كورونا وتأثيرها على العالم فإن الجميع -وخصوصًا أولياء الأمور والطلاب والطالبات- يترقبون كيف ستكون الدراسة؟ وهل سيعودون للمدارس أم ستكون عن بعد؟ وقد بادر معالي وزير التعليم بتوضيح السيناريوهات المحتملة للعودة مشيراً إلى أن هناك سيناريوهات ثلاثة محتملة للعام الدراسي المقبل وهي إما عودة الأمور كما كانت بالكثافة نفسها مع تطبيق الإجراءات الاحترازية أو تخفيف الكثافة الطلابية بنسبة 50% أو أن يكون هناك تباين في المناطق حسب الوضع الصحي لكل منطقة. خلال الفصل الدراسي الماضي ومع بداية الجائحة حرصت الدولة -رعاها الله- أن تضع صحة الإنسان أولاً وقبل كل شيء وعمدت إلى بذل الغالي والنفيس وصرفت مئات المليارات من الريالات للمحافظة على سلامة المواطنين والمواطنات كما عمدت إلى تعليق معظم مجريات الحياة بالرغم من تأثيرها على الاقتصاد الوطني وذلك في سبيل أن تكون صحة هذا الإنسان وسلامته وعافيته في مقدمة الأولويات فكانت حملة (كلنا مسؤول) وتلتها حملة (العودة بحذر) وحتى بعد العودة فرضت العديد من الاحترازات والبروتوكولات التي يجب على الجميع اتباعها. اليوم تواجه وزارة التعليم تحديًا جديدًا فسلامة الطلاب والطالبات لها أولوية مطلقة وفي المقابل من المهم استمرار العملية التعليمية سواء بالطريقة التقليدية أو عن بعد كما حدث في الفصل الدراسي الثاني وقد أكد معالي وزير التعليم رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للتعليم الالكتروني أنه مع التوجه العالمي المتسارع تجاه التقنية فقد أصبح التعليم الإلكتروني وتقنياته خياراً مستقبلياً وليس مجرد بديل للحالات الاستثنائية داعياً إلى ضرورة توثيق تجربة التعليم الإلكتروني في المملكة خلال هذه الفترة سواء في التعليم الجامعي أو العام. تجربة التعليم عن بعد في الفصل الدراسي الماضي -وبالرغم مما كان فيها من صعوبات وتحديات سواء على مستوى المعلمين والمعلمات أو أولياء الأمور أو الطلاب والطالبات- إلا أنها ساهمت في تقديم مفهوم جديد للجميع أنه بمقدورهم مواصلة تعليمهم من المنزل كما ساهمت في تعزيز التعاون بين المدرسة والمنزل وساهمت أيضًا في تقديم الأفكار الإبداعية من المعلمين الذين أصبح لدى كثير منهم قناعة بأهمية التكنولوجيا الرقمية في العملية التعليمية وأنها أصبحت عنصراً أساسياً في مستقبل التعليم. الجائحة والسيناريوهات المقدمة من التعليم أكدت أن العملية التعليمية ستستمر -بإذن الله- وفي مختلف الظروف ولكن سلامة الطلاب والطالبات ستكون لها الأولوية في اختيار طريقة الاستمرار التي سيتم اتباعها وهنا تأتي مرة أخرى أهمية التعاون والتنسيق بين أولياء الأمور والمعلمين والمعلمات لإنجاح هذه العودة سواء كانت (بحذر) أو كانت (عن بعد).