كثير منا حين يقدم على فعل شيء هام.. تخذله نفسه في منتصف هذا الطريق، ويعجز عن الاستمرار فيه وبالتالي يراوده شعور بالهزيمة ويقول في نفسه بأنه لا شيء مهم وبالمعنى العامي «طز في كل شيء.. أهم شيء راحة نفسي»، وكأنه هنا يطيب خاطره بعد شعوره بالهزيمة أو الفشل.!! تلك المشكلة هي شائعة في الانتشار وليست حكراً على أحد، وهي ظاهرة علمية يطلق عليها في المسمى العلمي «التفكير على شاكلة» وهي تعني بأنه لم يعد هناك ما يهم، فليذهب كل شيء إلى الجحيم.. وتفسر هذه الظاهرة عن احساس المرء بفشله في المواظبة على أمر ما أو الالتزام به. وهنا عند أول فشل يتعرض له الإنسان يترك هذا الأمر برمته ويبتعد عنه، وكأنه يرفع الراية البيضاء مستسلماً لشعوره بالهزيمة.! والدراسات العلمية تخبرنا أن اخفاقاتنا البسيطة تلعب دوراً هاماً في عرقلة وتحقيق أهدافنا بشكل كبير.. وظهرت دراسة جديدة يطلق عليها: «هامش احتياطي للمرونة» أو هامش المرونة مفادها أنها تساعد على التكيف مع الإخفاقات التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان ويصبح بالتالي أكثر مرونة. فحين نكون بصدد القيام بأمر ما مهما اختلفت درجة أهميته، هنا يجب أن نضع الإيجابيات الكامنة جراء تطبيقه، مع الاحتفاظ بأن نكون متسامحين مع أنفسنا في تطبيقه، كأن يكون هناك مصدر وقود نتزود به يمدنا بالقوة لنستطيع إكمال السير بدون أن ننحرف عن مسارنا ونتوقف.. وبالتالي نشعر بالهزيمة. فإفساحنا لأنفسنا بالمناورة يجعلنا نسير في نجاح قراراتنا التي وضعناها على أكمل وجه مهما كانت درجة صعوبة تطبيقها أو سهولتها.