وصل في 17 يونيو وفد تركي إلى العاصمة الليبية طرابلس، وتألف الوفد من وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، ووزير المالية والخزانة بيرات البيرق، ومساعد الأمين العام لرئاسة الجمهورية التركية إبراهيم قالين، وهاكان فيدال رئيس الاستخبارات التركية. في وقت سابق، قال أردوغان أن تركيا لن تترك الشعب الليبي الشقيق في خطر، وأكّد أن أنقرة ستدعم حكومة الوفاق الوطني على الساحة الدولية. كما أعلن عن توسيع مجالات التعاون مع حكومة الوفاق نتيجة للمحاورات التي جرت بينهما. أما الآن فالدعم التركي لا يتجلى بالدعم العسكري وحسب، بل تقوم أنقرة الآن بزرع عملاء أتراك في تربة الاقتصاد الليبي الخصبة. يمكننا القول إن الوفد التركي جاء لتقسيم ليبيا وتوزيعها على شركاء تركيا. ستحضر إلى ليبيا شركات إسرائيلية إلى جانب التركية، فالشركات الإسرائيلية تريد البعض من الثروة الليبية أيضًا لزيادة سلطتها في الوطن العربي. لكن الحرب لن تتوقف عند هذا الحد، فتركيا أرسلت آلاف المرتزقة السوريين الذين سبق ودربتهم واستخدمتهم لتحقيق أهدافها الاستعمارية في سوريا، يصل المرتزقة إلى ليبيا باستخدام مطارات في مصراتة وطرابلس، وتم الآن إنشاء معسكرات في ليبيا يتم فيها تدريب إرهابيين لينضموا إلى تنظيم "داعش" الإرهابي. فقد أكّدت مصادر من مدينة صبراتة الليبية، أنه قد تمّ إنشاء معسكر تدريب لمقاتلين متطرفين تابعين لتنظيم "داعش". تم احتلال مدينة صبراتة من قبل إرهابيي حكومة الوفاق الوطني غير المعتمدة، وشارك في هذه العملية إرهابيون من تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي ويؤكّد هذا الأمر صور ومقاطع فيديو تم التقاطها من قبل الإرهابيين أنفسهم، وكان بينهم إرهابيون مطلوبون من قبل الأممالمتحدة. أقرّ رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، بأن الفضل في نجاح هذه العملية يعود لآمر إحدى المجموعات الإرهابية التابعة لتنظيم الدولة عمر عبدالجليل. كما شارك في تنظيم هذه العملية ضباط رفيعو المستوى من المخابرات التركية. تحولت الآن مدينة صبراتة إلى معسكر حقيقي لتدريب المجرمين والإرهابيين، ويوجد في أحد المعسكرات الموجودة في المدينة 500 إرهابي يتلقون التدريب من قبل مدربين أتراك للمشاركة فيما بعد في العمليات العسكرية التي تقودها تركيا. حكومة الوفاق تكذب عند قولها إنها موجودة في ليبيا لتحرير البلاد، فهي بشكل رئيس يد تركيا والاحتلال الإسرائيلي في ليبيا لنهب ثروات البلاد الطبيعية وزيادة سلطتهم في الوطن العربي. يقف الشعب الليبي في وجه هذا الاستعمار ويدعم الجيش الوطني الليبي، ينظّم الشعب الليبي مظاهرات مناهضة للتدخل التركي في الشؤون الداخلية الليبية تحت اسم حركة "إيقاف الإرهاب". ففي الشهر الماضي نظم المواطنون الليبيون مسيرات في المدن الليبية، حيث نادوا بشعارات لتحرير بلادهم من المرتزقة والإرهابيين رافضين الاحتلال التركي وداعين لقطع اليد الخفية القطرية والإسرائيلية التي تخرب بلادهم.