تحدث مدير عام إذاعة جدة سابقًا الإعلامي عدنان صعيدي عن أول لقاء وتعارف بينه وبين الدكتور عبدالعزيز النهاري -يرحمه الله-، فقال: عرفته عندما كان سكرتيرا لجريدة البلاد حيث كنت أعمل متعاونا مع الجريدة فأسلمه المواد بلا عناوين فيقوم هو بتعديل ما يلزم لأجدها في اليوم التالي أو بعده وقد نشرت، ويحدث كثيرًا أن يكلفني بتغطيات صحفية أو إجراء لقاءات مع بعض الشخصيات او المسؤولين. لم تطل فترة تعاوني مع جريدة البلاد فقد كانت الإذاعة أكثر جذبًا لي لكن العلاقة لم تنته مع الدكتور النهاري حيث كنت أشاهده في الجامعة مواصلا لدراسته ثم معيدا ثم ابتعث لأمريكا وعاد بعد حصوله على درجة الدكتوراه، وأيضا عاد للعمل في الصحافة وفي جريدة البلاد حتى أصبح رئيسا لتحريرها بالإضافة إلى عضويته لهيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز في قسم المكتبات. أيضا كان الدكتور النهاري يتعاون مع إذاعة جدة حيث كان يعد ويقدم برنامج «المايكوفون الصحفي» لفترة ثم ترك التعاون مع الإذاعة كمعد ومقدم للبرامج لكنه كان يستضاف في العديد من البرامج وكنت ممن أستضفته لأكثر من مرة فهو متحدث في مجال المكتبات بشكل مقنع واعتقد اني أيضا لمست ذلك من بعض طلبته في الجامعة. لا اذكر على وجه التحديد البرنامج الذي استضفته فيه عام 1415ه في مكتبه في جريدة البلاد، وقبل اللقاء عرض علي التعاون مع شبكة راديو وتلفزيون العرب (ART) باعتباره مديرا عاما للإنتاج بالمملكة ثم نائبا للرئيس الشيخ صالح كامل -يرحمه الله- بعد ان كان فقط مسؤولا عن النشرة الاقتصادية، ولقد عملنا سويا وكثير من الزملاء من المملكة ومن مصر ومن سوريا بجهد وتعاون كبيرين حتى أصبح مركز المملكة للإنتاج من افضل المراكز وربما اجملها بين مراكز الإنتاج التابعة لشبكة راديو وتلفزيون العرب (ART). ويضيف صعيدي بقوله: الدكتور النهاري كان صبورا مجتهدا وعاش بداية حياته العملية والتعليمية سنوات عجاف قاسيات حتى شاء الله له ان يلتحق بالعمل الصحفي بفضل أستاذه وصديق عمره الدكتور هاشم عبده هاشم، والحقيقة أن الكثيرين وأنا منهم لم نكن نعرف تلك السنوات العجاف لكني كنت استشعرها ربما من خلال بعض أحاديثه عن حياته رغم أنه مقل كثيرا في الحديث عن هذا الجانب. حقيقة إن كثيرا من الناس كانت تنظر إلى سنوات الاخضرار في حياة الدكتور عبدالعزيز النهاري في كل موقع يعمل به دون النظر إلى صبره وجلده ليس فقط على العمل بل وعلى مضايقة الناس له أو حسد بعضهم لما هو فيه، وكحياة الكثيرين من الناس -وهي سنة الحياة-، انتهت حياة الدكتور النهاري الأكاديمية والصحفية وقدر الله ان اعتلت صحته ومكث فترة طويلة في لندن للعلاج ثم عاد وأصبح ملازما للبيت حتى وافاه الاجل. أيضا كانت السنوات الأخيرة من عمره هي سنوات عجاف بسب مرضه أحسب أنها انسته اخضرار بعض سنوات حياته فالمرض واعتلال الصحة -وهو قدر الله- يجعل كثيرا من الناس يتمنى لو يقايض بكل ما يملك لتعود اليه صحته. أخي الدكتور عبدالعزيز النهاري.. عندما وصلني خبر وفاتك وبصدق لا أملك إلا الترحم عليك ودموعا تستحقها زمالتك وصداقتك وابتسامتك التي تلقى بها الناس.