* طلال مداح سيظل فنه خالدا لأنه فنان مخلص أصيل لم يبحث عن الفلوس * الواسطة والملايين وتغييب المخضرمين لا تصنع فنا يستحق المشاهدة انتقد الفنان علي إبراهيم مستوى الأعمال الدرامية السعودية، التي عرضت خلال رمضان المنصرم، ووصفها بأنها «عك» درامي، ليس فيه ما يستحق المشاهدة من كل النواحي الإخراجية أو في القصة وحتى في الأداء. وقال ل «المدينة»: بصراحة ما شاهدناه كان أعمال فارغة من أي مضمون، مكرّرة، وليس بها أي جهد، وما يسمونه كوميديا هي مواقف استجداء للمشاهد لكي يضحك بأي شكل، وليس من نكتة موقف مثلا، فنجدهم يقدمونها بدون مضمون، وكذلك الحال في الأعمال الدرامية فما شاهدناه ما هو إلا اسكتشات!.. فكيف تصبح دراما وهي مجرد استكشات خفيفة؟. غياب المخضرمين والأسماء الكبيرة وأضاف: لننظر مثلاً إلى الدراما وكيفية كتابتها وإخراجها بشكل احترافي كالذي شاهدناه في المسلسلات المصرية «الفتوة» و»البرنس»، أعمال فيها جهد في الإخراج والكتابة والتصوير والتمثيل، أما لدينا كل ذلك لم يكن موجود للأسف. وأضاف إبراهيم: «وهناك نقطتين هامتين، الأولى لماذا كلنا نبغى نسوي كوميديا؟.. ثانيا: ما هذا المجتمع الذي نراه في هذه الأعمال وليس به دور أب أو جار أو خال لكي نستطيع من خلالها أن نطعم العمل بأسماء مخضرمة من الممثلين وبأسماء كبيرة مثل محمد حمزة ومحمد بخش وسعد خضر وأحمد الهذيل وعلي إبراهيم، هؤلاء الروّاد، لكي يستفيد منهم الشباب ومن خبراتهم، لكن للأسف كل هذا غير موجود، والمؤسف أنه لا يوجد منتج أو مسؤول دراما في التلفزيون يبحث أو يؤكد على ضرورة وجود هذا الأمر، وما يحدث أنه يوجد منتج شاب لا زال في أول الطريق ويعطونه ثلاثة أعمال ينتجها!.. لماذا إذن؟ وأين البقية؟.. أين عبدالرحمن الخطيب وسعد خضر ومحمد حمزة ومحمد بخش كمنتجين؟.. أصبحت الدراما ضائعة.. ولا يوجد من يهتم بها». نصوص مسطحة وواسطات وملايين وقال إبراهيم: نحن لسنا خريجي معاهد.. لكن قرأنا وأطلعنا وتعلمنا من المخرجين الذين عاصرناهم في التلفزيون والإذاعة والمسرح، في زمن كان يوجد فيه فعلا مخرجون وكتّاب، تعلمنا منهم حتى كيف نتقمّص الشخصية.. وأيضًا كنا نذهب للمكتبات ونشتري الكتب التي تفيدنا ككتب إعداد الممثل لزكي طليمات مثلا.. لكن ما نراه الآن هو نصوص مسطحة مكتوبة بشكل وأسلوب غريب.. ومع احترامي للجميع وللمواهب الشابة لكن الموضوع ليس هكذا. ثم أين المسلسل السعودي الذي لفت المشاهد هذا العام في رمضان.. بصراحة ولا واحد.. ثم أين الرائدات مريم الغامدي وسلوى شاكر ونوال بخش.. على الأقل يمكن إحضارهن كلجنة فنية لتقييم هذه الأعمال.. هذا إذا كنا نبحث عن صنع ووجود لدراما سعودية حقيقية. أما الواسطة والملايين و»التعاميد» فهذه كلها لا علاقة لها بالفن، كل هذه الأمور تجعلني أنا ومن هم في جيلي نتأنّى لنرى ما يحدث. عودة رواد العصر الذهبي وأضاف: أجد حاليًا حضور قوي لقناة ذكريات، الجمهور أصبح يتابع ما تقدمه من أعمال رائعة، وأنا شخصيًا أشاهد الأعمال القديمة وأتذكر كيف كنا نعمل ونقدم أعمالا مميزة لازال صداها إلى اليوم، بعكس اليوم أعمال بالملايين ولكن لا تشعر بها فلا إخراج ولا قصة ولا أداء، بعكس الدراما المصرية في رمضان هذا العام كانت بها أعمال ُبذل فيها جهد كبير حتى الكومبارس له حيز ودور من صميم العمل وبشكل يلفت الانتباه، فالكاتب عندهم يكتب بشكل احترافي بأسلوب جاذب وعمل متكامل. وكشف الفنان النجم القدير علي إبراهيم أنه حاليًا يجهز مع زميله الفنان الكبير سعد خضر لأعمال درامية سيعيدون من خلالها العديد من روّاد العصر الذهبي من الأسماء المعروفة من كافة مناطق ومدن المملكة، وقال: «نحن فنانون من جيل يبحث عن الفن الحقيقي ولا نبحث عن جمع الفلوس.. بل فن من أجل الفن.. يجمعنا حب الوطن والعمل والانتماء للفن.. ومتى ما أحببت عملك فسوف تبدع فيه وتخلص له.. وتغرّد بالفن الأصيل مثل ما يغرّد الأستاذ طلال مداح يرحمه الله وهو نموذج للفنان المخلص المغرّد الذي أخلص لفنه ولم يبحث عن الفلوس، ولكنه ترك لنا فنا أصيلا سيبقى تتداوله الأجيال». واختتم إبراهيم حديثه قائلا: «هذا بالإضافة إلى أننا نجهز لأعمال مسرحية سيتم البدء في العمل بها بعد انتهاء أزمة وباء جائحة «كورونا» وعودة الحياة لطبيعتها بإذن الله».