المرحوم بأمر الله تعالى الأخ العزيز الفاضل الدكتور عاصم حمدان جمع بين الأدب والتدين والخلق الحسن واحترام الكبير وتقدير الصغير ومحب لله عز في علاه ومتعلق برسوله صلى الله عليه وسلم، كيف لا يكون كذلك وهو ابن المدينة البار، تربى في أحيائها وتعلم في حصوة مسجد النبوي الشريف، جوار الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه بل جمع بين المقدستين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، شب في المدينةالمنورة وترعرع فيها وعز شبابه كان في مكةالمكرمة جوار البيت العتيق. فوثق تاريخ المدينتين من خلال المعايشة وعرف رجالاتهما وعرفوه فكانوا له إخوة وكان منه لهم التقدير. خط بقلمه تاريخ رجالات عاصرهم في المدينتين عبر صحيفة المدينةالمنورة التي كان لها الولاء وكانت الحضن الدافئ لما يخط يراعه. كتبه عن المدينتين تشهد له بالحب الكبير مع مقالاته الصحفية عنهما وعن رجالاتهما. دعم الوطن بالفكر النير المعتدل في زمن اختلطت بعض الأمور حتى على بعض المثقفين.. بل لمست ما خطته أنامله مدينة الضباب وبريطانيا واهتم بالشأن السياسي العالمي وكتب في هذا الشأن مقالات. وقرأ للمستشرقين وكتب عنهم وفند كتاباتهم وما أرخوا فأنصفهم في ما أحسنوا فيه ووضح أخطاءهم فيما ذهبوا إليه، ومقت افتراءاتهم الظالمة. د. عاصم رحمه الله كتاباته بعمق ثقافته ومعرفته وعلمه هو موسوعة حاضرة وخير شاهد له حروف ما خط وسطور ما كتب. سيرته العملية كأستاذ جامعي يشهد لها طلابه وزملاؤه ويكفيه حبهم له جميعهم وطيب عشرته ودماثة خلقه. رحم الله العم حمدان والده أكرمه الله بأبناء بررة خلدوا ذكراه، رحم الله من مات منهم وأمد في عمر الباقي منهم عائلة كريمة هم وأبناء عمومتهم. وفي ظل المصاب لا نقول إلا كما أمرنا الله تعالى «إنا لله وإنا اليه راجعون» لمن فقدناه وهو فقيد مدينتا الحبيبة المدينةالمنورة وكان لسان حال أهلها. ولكم العزاء الخالص آل حمدان ورحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جنانه مع سيدنا المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم. ** رسالة: منعتنا الجائحة من المشاركة في تشييع فقيد المدينةالمنورةومكةالمكرمة والصلاة عليه كما منعتنا عن غيرهم ومن هنا أطلب ممن يريد كسب الأجر أن يصلي عليه وعلى من فقدنا ولم نستطع المشاركة صلاة الغائب كل واحد من منزله وفي ذلك إن شاء الله أجر كبير والدعاء لهم بالرحمة والغفران وسكن الجنان بجوار المصطفى المختار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرًا من أحد سواه.