تبث بعض وسائل الإعلام حتى العالمية منها، والواتس أب وأخواتها من وسائل التواصل عددًا كبيرًا من العلاجات لكورونا كوفيد 19 حتى وصل الأمر إلى أعلى مستوى لأعلى سلطة في إحدى الدول يؤكد الرئيس على استخدام علاج شعبي باستخدامه بنفسه ليبرهن للناس أن هذا هو علاج كورونا ويعمل له دعاية ويوجه إلى استخدامه، وهناك محاولات تستهدف الوصول لعلاج لفيروس كورونا كوفيد 19 الذي أرّق العقول وأقلق النفوس وحل ضيفًا ثقيلا على الأجسام عبر المجاري التنفسية، ولكن للأسف معظم ما يقدم على أنه علاج، بل كثير منها دجل وقليل منها أمل لان يكون علاجًا جذريًا وشافيًا ولاشك أن البحث عن العلاج هدف إنساني نبيل ومطلب منشود فيه توجيه نبوي بقوله عليه السلام (تداووا عباد الله ما أنزل الله من داء إلا وله دواء علمه من علمه وجهله من جهله) وهو ما يمارسه معظم الباحثون الجادون والمتخصصون فإذا تركنا جانبًا أصحاب الدجل والذين لا تقوم دراساتهم على بحث علمي بقي التنويه لمن هم يحاولون البحث عن العلاج على ضوء أسس علمية وبعض الناشدين للعلاج وفق الدراسات الجادة أن نذكرهم أن هناك أسسا للبحث العلمي وبورتوكولات عالمية متفق عليها وضوابط نظامية صادرة من هيئة الغذاء والدواء على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي وأن هناك تدرجا في إجراء التجارب سواء ما قبل السريرية preclinical على مستوى التجارب على الحيوانات أو السريرية clinical على الإنسان وقد أشار مجلس الشورى إلى هذا المعنى في جلسته الأخيرة ويعجبني كثيرًا طرح عضو مجلس الشورى الباحثة السعودية الدكتورة عالية دهلوي بهذا الخصوص. إن من الاعتبارات المهمة كذلك الأخذ بالنواحي الأخلاقية وحقوق المرضى بالاستئذان وسلامتهم بضمان عدم وجود مضاعفات، لقد أدى التنافس العالمي في البحث عن علاج ودواء لفيروس كورونا كوفيد 19 إلى التوصل لمجموعة من الأدوية والعقاقير ذات الفائدة خاصة التي كانت تحقق نجاحًا وعلاجًا لبعض الأمراض الفيروسية والمناعية وذلك في علاج مرض الكورونا كوفيد 19 وقد تم تجريبها وأعطت نتائج جيدة قد تصل الى 70%، وقد أشار وزير الصحة في كلمته الأخيرة إلى أنهم نجحوا كثيرًا وفق بروتوكولات دوائية معينة إلى تحقيق مزيد من حالات الشفاء وفِي حقيقة الأمر فان علاج لكورونا كوفيد 19 كعلاج نهائي وجذري كاملا 100% لم يتم التوصل إليه إلى الآن وعلينا أن نفرق بين العلاج الجذري للمرض وبين العلاجات المساعدة سواء كانت المساعدة مباشرة أو عبر تقوية جهاز المناعة وفي كلتا الحالتين يمكن اعتبار المساعدة داعمة للعلاج أو مكملة له. ان جهاز المناعة هو الأساس في دحر جميع أنواع الفيروسات ومحاربتها والقضاء عليها ولذلك من المهم بمكان دعم جهاز المناعة بالمعالجة المناعية أو البيولوجية أو الخلايا الجذعية أو الأغذية الصحية أو الجوانب النفسية، وقد وضحت شيئًا من ذلك في كتابي «أضواء علمية» خاصة في مقال «المعالجة عبر الجهاز المناعي» ومقال «العلاج المناعي للسرطان والخلايا التائية» ومقال «تعزيز المناعي بالمعنوي».