المتتبع لإنتاج اللقاحات خاصة في الفترة الأخيرة بعد ظهور سلالة الأذى والمرض «كورونا « سواء كورونا سارس أو ميرس أو كوفيد 19 أو قبل ذلك لقاحات الفيروسات المختلفة نجد أن هناك تسابقا محموما من أفراد ومعامل وشركات وجهات رسمية وغير رسمية لعمل لقاح لكل مرض معدي جديد يظهر وهذا التسابق يشوبه عدة أمور منها الإدعاء ومنها التسرع ومنها السرية ومنها عدم التخصص أو غياب المهنية ولاشك أن هناك أهل الاختصاص وذوي العلم المتميزين. كل (باحث في الفيروسات) أو (باحث في اللقاحات) أو حتى البعض أنه مجرد عالم بيولوجي عند ظهور مرض معد فيروسي أو غير فيروسي يبادر بالادعاء وصلًا ب»ليلى الفيروسية» ومن ذلك المرض الفيروسي الجديد كورونا كوفيد 19 فعدد كبير من الباحثين والشركات على مستوى العالم وفي عدة دول مختلفة رفعوا إصبع السبق في إمكانية عملهم وتحضيرهم للقاح كورونا كوفيد 19 وهو أمر ممكن ومعقول من الناحية النظرية والعملية لمن هم مختصون في هذا المجال لأن طريقة تحضير اللقاح طريقة علمية بحتة ولم تعد سرًا إنما تتولاها جامعات وشركات لديها متخصصون في الفيروسات واللقاحات ولكن يبقى تطبيق اللقاح واستخدامه للبشر يحتاج جهد سنوات وليس في يوم وليلة، وكان أول من أعلن عن ذلك الصينيون وهو أمر طبيعي لأنهم هم من يملكون معرفة التسلسل الجيني وكونه ظهر عندهم، وقد لحق بهم العديد من الباحثين في الدول المختلفة ساعدهم في ذلك تعاون بعض المواقع البحثية في التصنيف الجيني يستطيع من خلالها الباحثون في الجامعات والشركات الحصول على التركيبة الوراثية وتسلسلها الجيني ومن ثم تكون هناك الطرق المتبعة في التحضير للقاح ولكن الإجراءات لإجازة أي لقاح إنما تقتضي التجريب أولا على حيوانات التجارب وبعد ذلك يتم معرفة نجاحها على الإنسان من خلال الناحية الإكلينيكية السريرية ويراعى في ذلك أن كان هناك أي تأثيرات سلبية لتجنبها، وقد أعلنت العديد من الشركات والدول توصلها إلى اللقاح الخاص لكورونا الجديد وللأسف أن هناك من أعلن أنه وجد علاج لفيروس كورونا وهذا ينطبق عليه المثل القائل مع الخيل ياشقراء، حيث إنه من العلم المؤكد أن الفيروسات ليس لها علاج إنما الجهاز المناعي هو المكلف ربانيًا بملاحقة الفيروس وطرده ودحره عن الجسم لذلك من يغلبه الفيروس هو الذي يذهب ضحية ويطاله الموت وكلما كان جهاز المناعة قويا استطاع الجسم التغلب على الفيروسات ومن هنا كان ضروريًا تقوية الجهاز المناعي غذائيًا ونفسيًا. نعود مرة أخرى إلى اللقاحات التي هي مستحضرات بيولوجية تقدم المناعة الفاعلة المكتسبة ضد مرض معين للوقاية منه وظهور فيروسات في الفترة الأخيرة خاصة عائلة كورونا حرك الباحثين سواء في الجامعات أو الشركات على العمل لإيجاد لقاحات خاصة به، والمملكة العربية السعودية بما فيها من إمكانات ومعامل وجامعات وشركات وباحثين أصبح لديها القدرة على مواكبة السير العلمي في إمكانية إنتاج اللقاحات خاصة أنواع كورونا ووزارة الصحة وجامعات المملكة ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية استطاعوا من خلال البعثات صناعة كوادر سعودية من المتخصصين والباحثين في مجال اللقاحات ما يمكن أن يقوم بالواجب، وعلى سبيل المثال فقط فجامعة الملك عبدالعزيز رائدة في ذلك، فقسم علوم الأحياء في كلية العلوم وكلية الطب وكلية العلوم الطبية التطبيقية ومركز الملك فهد للبحوث الطبية ومركز التميز البحثي في العلوم البيولوجية متناهية الصغر في الجامعة عندهم باحثين كعلماء متخصصين في الفيروسات ومتخصصين في انتاج اللقاحات كما أن هناك شركات تتبنى تصنيع وإنتاج اللقاحات وهم المستثمرون الجهة المكملة والمطلوبة ومن أجل ذلك نجحت جامعة المؤسس في استقطاب بعض الشركات لهذا الغرض كما أن وزارة التعليم دعمت ماليًا ولوجستيًا العديد من البحوث ذات العلاقة بالفيروسات واللقاحات وهكذا يجب أن يكون عندنا في الوطن متخصصون في كل مجال نغني -بعد الله- بهم وطننا ونمده بكل ما يحتاجه فالوطن ذروة سنام الحب والولاء.