الإنسان بطبيعته ضعيف لا يقدر على وخز شوكة فكيف يستطيع أن يواجه الأمراض والأوبئة الفتاكة ويكافحها ليعيش بأمان وصحة وعافية لذلك جاء الإسلام بكل شيء يضمن للإنسان حياة كريمة وصحة وعافية خصوصًا في الأزمات والابتلاءات ليعطيه جرعة إيمانية قوية تجعله يتغلب على جميع المصائب ويقضي عليها ليس بمجرد كلمات توعوية وإنما بأقوال وأفعال ومشاعر يستشعرها الإنسان، أن من يقف معه في تلك الأزمات هو الله وحده وأنه أقرب له من الطبيب الذي قد يعجز عن علاجه وأحن عليه من أمه التي قد تموت ليبقى معه الله، يحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وشماله ومن أمامه ومن فوقه وأن يُغتال من تحته، وتخفيفًا للألم قال رسولنا الكريم (مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه)، ومن التعاليم التي دعا لها أنه عند العطاس يتم وضع اليدين أمام الفم حتى لا تنتشر قطرات العطاس لمن هم بجوارك مع حمد الله على ذلك لأنها عبارة عن ميكروبات لامست الجسم عبر الأنف أو الحلق فيصدر عندها العقل أوامر إخراجها لسلامة الجسم، وكذلك من التعاليم الإسلامية تفكك الاجتماعات مؤقتًا حتى لا ينتشر المرض بينهم وأول من يتم عزله وإبعاده المريض نفسه الذي يشعر بزكام أو حرارة أو أي من الأمراض الأخرى حتى لا ينقلها للآخرين، وغيرها من التعاليم التي تقوي الجانب التوعوي للإنسان عبر التقيد بالجانب الديني الذي يعتبر أقرب للإنسان من الجانب النظامي كونه يمثل علاقته بربه، ومنها ذكر المعوذتين وآية الكرسي، وأخيرًا وليس أخراً علينا أن نثق بأن الذي اتصف بصفات الكمال واللطف والرحمة والإحسان قادر على أن يدفع عن عباده كل آفة أو مرض عجز عن دفعها الإنسان بكل ما أوتي من قوة، ونحن في بلاد الحرمين نستقبل ملايين المسلمين كل عام وفيهم من الأمراض والأوبئة ما الله بها عليم ولكن ما أن نلبث قليلاً حتى يأتي الله بالريح لترفعه عنا ويتبعه بالغيث والرحمة يغسل بها ما تبقى والله وحده القادر على ذلك.. حماكم الله وبلادي والإنسانية جمعاء.