إن ما تقوم به الدول حالياً بسبب جائحة كورونا من دعم تقني غير مسبوق للعملية التعليمية وخصوصًا دعم المتعلمين على جميع المستويات حيث يعد ذلك من أهم التحديات التي تواجه الأنظمة التعليمية وتجعلها أمام اختبار حقيقي لمعرفة مدى كفاءة نظامها التقني لتحقيق أهدافها التعليمية المرجوة، ومن جهة أخرى تعد جائحة كورونا فرصة هامة للقائمين على النظام التعليمي لتعزيز التربية على المواطنة العالمية وذلك بإظهار التضامن العالمي من خلال المشاركة النشطة للمتعلمين في معالجة بعض الظواهر السلبية لهذا الوباء حيث لابد أن يكون المتعلم على دراية واضحة بالمرض وأخذ المستجدات من مصادرها العلمية الصحيحة والموثوقة وأن يشعر المتعلم بالتعاطف مع ما يحصل من أزمات في الدول والمجتمعات المتضررة، وكذلك لابد من تعزيز المتعلمين بالأفكار الإيجابية وآليات المساهمة المناسبة لهم لمواجهة آثار الأزمة. إن ما يحصل الآن في العالم يعد نقطة هامة في إعادة صياغة واستشراف مستقبل التعليم وذلك لإحداث آليات عمل جديدة وخلاقة للأنظمة التعليمية على المستوى الدولي والمحلي والنظر لجودة التعليم من زوايا مختلفة لعل أن يسهم التعليم العالمي مستقبلا في تفادي وتخطي مثل هكذا كوارث. * خبير جودة تعليم