العالم يمر بظروف استثنائية تستوجب التكاتف المجتمعي وضعت كلمة وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة بكل شفافية ومكاشفة الجميع أمام مسؤوليته خاصة في الأيام المقبلة حين قال "اسمحوا لي أن أتحدث معكم بكل شفافية وإن كانت مؤلمة، فللأسف إن البعض من أفراد المجتمع لم يطبق شعار «كلنا مسؤول»، ولم يأخذوا التعامل مع خطورة الوباء بالجدية الكافية، كما أنهم لم يلتزموا بما يصدر من تحذيرات تشدد على خطورة المخالطة والتجمعات، وكلكم شاهدتم مثل هذه الممارسات والسلوكيات في الأيام الماضية من البعض، والتي تدل على أننا بحاجة لاتخاذ إجراءات أخرى تحمينا وتحمي المجتمع من هؤلاء"، مؤكداً على أن القيادة كانت سبّاقة عالمياً في اتخاذ إجراءات احترازية صارمة، قبل أن تبدأ كثير من دول العالم اتخاذ أي إجراءات وقائية، كما تعاملت الدولة مع هذه الأزمة بمنتهى الشفافية والوضوح ليكون المواطن على علم واطلاع بآخر المستجدات، لتؤكد أنها وضعت الإنسان في أول اهتمامها دائماً، وأن الإنسان على هذا الوطن هو القيمة الحقيقية بعيداً عن أي تقديرات مادية أخرى. التكاتف المجتمعي رفع رجل الأعمال أحمد الكريديس بالغ شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على اهتمامهم وحرصهم على صحة كل مواطن ومقيم في هذه البلاد المباركة وبتوصياتهم للجهات المعنية في كافة الوزارات وعلى رأسها وزارة الصحة بقيادة معالي الوزير الدكتور توفيق الربيعة على ما قاموا به من احترازات وتوصيات للمواطنين والمقيمين للوقاية ومقاومة هذا الوباء العالمي. وأكد الكريديس أنه وباسم القطاع الخاص يقدم شكره وعرفانه للحكومة الرشيدة على ما قدموه للقطاع من دعم لتجاوز هذه الأزمة الكارثية، مشيراً إلى أنه لابد من كل فرد في هذا الوطن أن يرسخ نفسه جندياً لتحقيق مبدأ "كلنا مسؤول" لهذا الوطن الغالي لتجاوز هذه المرحلة. وبين الكريديس أن لغة المكاشفة التي بدت عليها كلمة معالي وزير الصحة تأتي امتدادًا لخطاب الملك سلمان الذي أكد خلاله أن المملكة كما العالم تعيش مرحلة صعبة وأن المرحلة المقبلة ستكون أكثر صعوبة عالميًا وأن المسؤولية الجماعية هي السبيل لتخطي كل ذلك، مؤكداً معاليه أن السعودية كما بقية دول العالم تمر بظرف استثنائي ومعقّد نتيجة تفشي جائحة كورونا، لكن الإجراءات والتدابير الاحترازية القوية التي اتخذتها الحكومة منذ اللحظات الأولى من الإعلان عن اكتشاف الفيروس من شأنها أن تبقي أعداد المصابين والوفيات في حدها الأدنى في حال التزام المجتمع بتعليمات البقاء في المنزل. ويواصل "في حديث وزير الصحة عن تخصيص دعم جديد بسبعة مليارات ريال للقطاع الصحي، يوضح بما لا يدع مجالاً للشك بأن الأزمة الحالية مرشحة للتفاقم، وهو ما يستوجب أن يكون الجميع على قدر من المسؤولية الكاملة لدعم جهود الدولة لتخفيف العبء المتوقع على القطاع الطبي، وكان معاليه واضحاً في تركيزه على الالتزام بالتعليمات التي تصدرها الدولة في هذا الوقت العصيب لم يعد الالتزام خياراً بل واجباً وطنياً يستدعي تكاتف جميع فئات وشرائح المجتمع وذلك لتجنيب الوطن المخاطر والسيناريوهات الكارثية التي تعيشها في هذا الوقت دول عالمية متقدمة علينا من الناحية الطبية، وذلك في ظل معاناة العالم من عدم توافر كميات كافية من الأجهزة والمستلزمات الطبية، فيما أوضح معاليه بأن الدولة تبذل جميع الجهود للحد من ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا، لإفساح المجال أمام المزيد من الوقت لتوفير أكبر قدر ممكن من أجهزة التنفس الصناعي وغيرها من الأجهزة والمستلزمات الطبية الضرورية، والاستفادة من آخر العلاجات أو اللقاحات التي تثبت فائدتها طبيًا لعلاج أو حماية المواطنين والمقيمين. كرامة وحقوق الإنسان من جانبها أكدت الدكتورة لمياء عبدالمحسن البراهيم استشارية طب الأسرة والصحة العامة بأن المملكة تميزت باستباقيتها في تطبيق مبادئ الطب الوقائي والصحة العامة ما جعلها تتفادى توقعات تفشي الوباء وعدم الجهازية لاستقبال الحالات، نفذتها بخطة وطنية متضافرة الجهود بين الوزارات والهيئات والمؤسسات وبدعم كبير من القيادة العليا ركزوا فيها على أهمية الانسان وحفظوا فيها كرامة المواطن السعودي بداخل السعودية وخارجها، وكذلك للمقيمين على أرضها والعابرين على حدودها وضمان حقهم في تلقي الخدمات الوقائية والعلاجية مقدمة كرامة وحقوق الإنسان على الأعباء الاقتصادية والالتزامات الناتجة عن تأمين تلك الخدمات. وبينت البراهيم أن المملكة استفادت من خبراتها المتراكمة في طب الحشود وإدارة الأزمات والكوارث الطبية وتجاربها في التعامل مع الأوبئة، حيث صنفت الأولى عربياً و47 عالمياً في القدرة على مواجهة الأوبئة بحسب مؤشر الأمن الصحي العالمي (GHS) لقياس الجاهزية والاستعداد والذي يقيس قدرات الأمن الصحي في 195 دولة حول العالم. فالمملكة تتمتع بالمهنية العالية في التعامل مع الكوارث، حيث التدابير الاحترازية التي اتخذتها الدولة -رعاها الله- لمواجهة الفيروس، والتي تهدف إلى حماية وسلامة المواطنين والمقيمين، واتخذت المملكة قرارات عدة لمواجهة الفيروس والتصدي له ومنع انتشاره، وسجلت -ولا تزال تسجل- نجاحًا باهرًا في احتواء الفيروس الذي فتك بعدة دول في العالم. واختتمت البراهيم "انطلاقاً من هذه الجهود فعلى المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة مسؤولية المحافظة على صحته وعائلته ومجتمعه ووطنه من خلال الالتزام بالتعليمات التي تقر من مصادرها، والابتعاد عن الشائعات، واتباع أساليب الوقاية الصحية ومن ذلك غسيل الأيدي أو تعقيمها، وتجنب التجمعات. مسؤولية جماعية في حين أوضح الدكتور عبدالله أحمد المغلوث -عضو الجمعية السعودية للاقتصاد- بأن حديث وزير الصحة يؤكد حرص خادم الحرمين الشريفين ومصارحته للمواطنين والمقيمين بأن التعامل مع جائحة كورونا صعب والمستقبل على مستوى العالم قد يكون أصعب وهذا يؤكد لنا حرص القيادة على المواطن السعودي والمقيم على هذا الوطن، مشيراً إلى أن الدولة من بداية الأزمة اعتمدت 47 مليار ريال لرفع جاهزية القطاع الصحي من المخصصات المالية لوزارة الصحة، وهذا تأكيد على حرص الحكومة على البذل من أجل مكافحة هذا الوباء في التجهيزات الطبية وما يحتاجه هذا القطاع، واثني المغلوث على الشفافية التي تميزت بها كلمة وزير الصحة والتي تدل على المرحلة الصعبة والمرحلة المقبلة سوف تكون أكثر صعوبة عالمياً وأن المسؤولية الجماعية هي السبيل لتخطي كل ذلك. ويواصل "أن ما تقوم به وزارة الصحة من إطلاع المواطنين بالمستجدات على مدار الساعة يأتي تعزيزاً لوعيهم وإشراكهم بالمسؤولية وتحفيزهم على الإيجابية والالتزام بتعليمات وإرشادات وزارة الصحة والقطاعات الأخرى، وما جاء من تطمينات في الكلمة إنما ليؤكد أن المواطنين بعد قدرة الله سوف نتجاوز جميعاً هذه الأزمة وهذا لا يكون إلا بتعاون المواطنين والمقيمين، ويكون هناك وعي مجتمعي يدعم هذه الجهود التي تبذلها الجهات الحكومية ومنها منع التجمعات بأنواعها، حيث إن القرارات التي اتخذتها الحكومة تحد من تفشي هذا الوباء من تلك الإجراءات إيقاف رحلات الطيران والدراسة وتعليق العمرة والاكتفاء برفع الأذان بالمساجد، قد قللت تلك الإجراءات من الاختلاط بنسبة 90 % كما أشار الوزير. وختم المغلوث "بلا شك أن شفافية الوزير وتوضيح خطورة هذا الوباء والسعي إلى إيجاد المستلزمات الطبية ووعي المواطنين والمقيمين سوف يحد من هذا الوباء بإذن الله". د. لمياء البراهيم أحمد الكريديس