يترجم فيلم «بابيلون» النصيحة الشهيرة التي تدعو للتفاؤل في الوقت الذي يتوقع فيه الشخص الأسوأ، بشكل عملي، من خلال الاستناد على قصة حقيقية لسجين فرنسي أُدين ظلمًا بجريمة قتل يُدعى «هنري تشارلي بابيلون».. باريس التي ظهرت في بدايات الفيلم لا تبقى وقتًا طويلاً، فالحنين للعهود الاستعمارية سيتبخر سريعًا بل إنه سيتحول إلى إدانة للدولة التوسعية على لسان أحد مواطنيها الناجين من منافيها البعيدة. لكن الفيلم أيضًا لا يذهب بعيدًا في إبراز هذه النقطة قدر اهتمامه بإبراز قصة صداقة غريبة جمعت بين بابيلون و»لويس ديغا» الذي يقوم بدوره الفنان الحائز على الأوسكار رامي مالك. يحاول الفيلم سبر أغوار «الصداقة» من خلال علاقة مصلحة كان فيها «ديغا» متفائلاً وميالاً إلى الثرثرة، فيما فضّل بابيلون أن يكون واقعياً وصموتاً حد الجنون في محاولة منهما للنجاة من جحيم السجن وعذاباته. ويروي الفيلم قصة لصداقة حادت عن هدفها لأجل مبادئ إنسانية كالوفاء والإبقاء على جذوة الأمل حية والإيمان بعدالة الحياة مهما قست الظروف.