نظم المركز الوطني للتعليم الإلكتروني لقاءً افتراضياً بعنوان "وزارة التعليم والنجاح في الأزمة: كيف نجحت الجامعات السعودية في مواجهة تحدي التحوّل الكامل نحو التعليم الإلكتروني خلال أزمة فيروس كورونا"، بمشاركة عدد من عمداء التعليم الإلكتروني في الجامعات السعودية. وتناول اللقاء الذي أداره مدير عام المركز الوطني للتعليم الإلكتروني الدكتور عبدالله الوليدي، عرضاً لتجارب الجامعات في التعليم الإلكتروني خلال أزمة كورونا، وأبرز التحديات التي واجهتها الجامعات في ذلك، وكيف تعاملت معها وتغلبت عليها، كما تناول اللقاء بشكل مفصّل مستقبل التعليم الإلكتروني وتوجهاته، وخصوصاً بعد أزمة كورونا التي ستؤدي إلى تغييرات عالمية في مجالات عديدة، من ضمنها التعليم. وفي بداية اللقاء وجه مدير عام المركز الوطني للتعليم الإلكتروني الدكتور عبد الله بن محمد الوليدي الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- على دعمهما للعملية التعليمية، مقدماً شكره لوزارة التعليم ممثلةً بمعالي الوزير ومديري الجامعات وعمداء التعليم الإلكتروني فيها على جهودهم المتميزة التي كانت سبباً في البداية الناجحة لعملية التعليم الإلكتروني خلال أزمة كورونا. وأكد الدكتور الوليدي على أهمية استثمار هذه التجربة في تبني ممارسات حديثة للدفع بعجلة تطوير التعليم، نظراً لأن التعليم الإلكتروني أصبح من المكوّنات الأساسية لمستقبل التعليم. من جانبه أوضح عميد التعلّم الإلكتروني والتعليم عن بُعد بجامعة الملك عبدالعزيز هشام البرديسي، أن من التحديات التي تواجه تجربة الانتقال نحو التعليم الإلكتروني تغيير الثقافة عند المعلّم والطالب، وكذلك كيفية تقديم التعليم بشكل متميز لطلاب الاحتياجات الخاصة، مؤكداً على الحاجة للتفكير في حلول عملية حول كيفية تقديم التعليم لهذه الفئة الغالية بعد انتهاء الأزمة. بدوره أكد عميد التعلّم الإلكتروني والتعليم عن بُعد بجامعة تبوك الدكتور علي الشمري، أن التجربة الحالية حوّلت المفاهيم نحو مفهوم التصميم التعليمي ونظرياته ومفاهيمه، مشيراً إلى أنه جاء الوقت لخلق فرص لأعضاء هيئة التدريس لممارسة هذه المفاهيم وتطبيقها، وتفعيل النظريات والمفاهيم التي تمت دراستها نظرياً حول التعلّم الإلكتروني. بدوره قال عميد التعلّم الإلكتروني والتعليم عن بُعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور وليد الجندل، إن تجربة التعليم الإلكتروني خلال الأزمة كسرت الحاجز النفسي لدى أعضاء هيئة التدريس والطلاب، موضحاً أن المطلوب الآن إعطاؤهم دفعة أكبر، وتوجيههم نحو وضع أدوات التعليم الذاتي، بالإضافة لأهمية تطوير المحتوى ومخرجاته بطريقة تناسب الطلاب. وفي السياق ذاته قال عميد عمادة التعاملات الإلكترونية والاتصالات المكلّف بجامعة الملك سعود الدكتور عمر الصالح: أصبح لزاماً على الجامعات تعديل التوجه في عملية التعليم لتتمحور حول التعليم الإلكتروني، موضحاً أن هذا يستلزم إثراء بنوك الأسئلة، وإثراء المحتوى الإلكتروني، وتفعيل دور أعضاء هيئة التدريس وتعاونهم لضمان النجاح في ذلك. فيما أكد عميد التعلّم الإلكتروني والتعليم عن بُعد بجامعة القصيم الدكتور سعد الودعاني، أن التجربة الحالية للتعليم عن بُعد ستؤدي للتغيير في العديد من الممارسات التي تتعدى إطار التعليم، لتشمل الكثير من الممارسات، والاجتماعات، وجزءاً من الأعمال الإدارية التي ستتم تأديتها عن بُعد، مبيناً أن ما نشاهده الآن بشكل استثنائي هو ما سنشاهده بشكل طبيعي في المستقبل. وتطرّق المشاركون في الندوة لمستقبل التعليم الإلكتروني وأهميته، وتعزيز مكتسباته وما له من أهمية اقتصادية في تقليل التكاليف وتحسين المخرجات. يُذكر أن هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة لقاءات افتراضية (ويبنار)، ينظمّها المركز الوطني للتعليم الإلكتروني بمشاركة نخبة من المختصين في هذا المجال من داخل المملكة وخارجها؛ بهدف السعي لإنجاح تجربة التحوّل نحو التعليم الرقمي خلال الأزمة الحالية، وحرصاً على تبادل المعرفة والخبرة بين المهتمين، وتطوير ممارسات التعليم الإلكتروني بالمملكة والنهوض بها.