الظروف الحالية وتوجيهات وتعليمات الجهات الرسمية تفرض على معظم الأفراد البقاء في منازلهم والبعد عن مخالطة الآخرين كجزء من الإجراءات الاحترازية والتدابير التي تساهم في الحد من انتشار عدوى فيروس كورونا الجديد، غير أن البعض قد يتساءل عن فوائد البقاء في المنزل خلال هذه الفترة؟ وماهي الإيجابيات من هذا البقاء؟ وخصوصًا أولئك الذين اعتادوا الخروج من المنزل وذلك برفقة الأصحاب سواء خلال عطلة نهاية الأسبوع أو مساء كل يوم بعد العودة من العمل ويجدون صعوبة في البقاء في المنزل. البقاء في المنزل قد يكون تجربة جديدة للبعض لكن فيها العديد من الفوائد ومن تلك الفوائد أن تكون قريباً من أسرتك وأبنائك والذين قد تكون الظروف العملية أدت إلى أن تفتقد الجلوس معهم وتبادل الحديث في مواضيع متعددة تخصهم، كما أن البقاء في المنزل يساعدك على أن تتصرف بطبيعتك دون أي تكلف كما تتعرف على أسلوب الأبناء في التعامل مع بعض الأمور المنزلية اليومية والتي قد يكون وجودك في العمل لا يساهم في التعرف عليها، كما يساهم البقاء في المنزل في التعرف أكثر على أوضاع المنزل وما فيه من أعطال أو أمور تحتاج إلى تحسين كما أن البقاء في المنزل لا يتضمن أي تكلفة أو مصروف في حين لا تخلو أي نزهة أو خروج مع أصدقاء من مصروفات مقهى أو مطعم أو غيرها من المصروفات الأخرى بما في ذلك وقود السيارة فلا شيء خارج المنزل مجاناً، كما أن البقاء في المنزل يجعلك تستفيد من الوقت بشكل أفضل في القراءة أو مشاهدة بعض البرامج الوثائقية أو الأفلام في حين أي خروج من المنزل سيستهلك وقتاً في الوصول إلى وجهتك وضياع الوقت في الزحام، كما أن الخروج في هذه الظروف فيه مخاطرة فلا تعرف مع من ستلتقي؟ وماذا ستلمس يداك؟ وماذا ستستنشق من هواء؟ وهل ستعود للمنزل وأنت سليماً أم تكون مصاباً بالفيروس -لا سمح الله- وتقوم بنقله دون أن تدري إلى جميع أفراد عائلتك؟. مع استمرار انتشار الفيروس في بعض الدول فقد أصبح الخروج من المنزل مخالفة يعاقب عليها من يرتكبها، فقضية البقاء في المنزل لم تعد قضية فردية بل أصبحت في بعض الدول قضية أمن وسلامة مجتمع بأكمله والهدف من ذلك البقاء هو التباعد الاجتماعي من أجل إبطاء انتشار الفيروس وحتى لا يحصل ارتفاع كبير في أعداد الأشخاص الذين يصابون بالمرض في وقت واحد مما قد يؤدي إلى عدم مقدرة بعض الأنظمة الصحية والمستشفيات من استيعاب الحالات التي تصل اليها وهو ما حدث مؤخراً في إيطاليا ولذلك يجب على الجميع أن يبقوا في منازلهم حماية لأنفسهم ومجتمعاتهم.